باقة ورد كبيرة ،،، وباقة حب كثيرة ،،، لامرأة تستحقها



لينا جزراوي
2012 / 3 / 8

من أكثر منك تستحق أن أكتب لها رساله حب وامتنان في يوم المرأة العالمي،، من أكثر منك نموذجا للمرأة القوية ، الجريئة، الصامدة، المثابرة ، الذكية، الطموحة ، المنتمية لبنات جنسها،، من أكثر منك تستحق أن يصنع لها تمثالا لمرأة عربية نسوية ،، لن يكرر التاريخ مثلها ،،
أنا صنعت هذا التمثال ،،،،،،،،،،،
لنوال السعداوي ،،،، أكتب اليوم ،،، أكتب بضع كلمات أعرف أنها لن توفيها حقها وقدرها ،،،، لنوال السعداوي أقول في يوم المرأة العالمي ،، أني كنت ومازلت وسأبقى ، فخورة بك ، وأنحني أمام ارادتك في كشف كل القيم والأكاذيب والتناقضات والازدواجيات التي مارسها ومازال يمارسها المجتمع البترياكي الأبوي في تعاطيه مع المرأة العربية .
اسمحي لي يا سيدتي في هذا اليوم أن أقبل رأسك ، الذي انطلقت منه البذور الأولى للنسوية العربية ، لتكشف للمرأة حقيقة ما يحاك ضدها من مؤامرات لاقصائها عن أدوار الانتاج والابداع و الشراكة واثبات الذات ،، ويكشف لها الوجه الحقيقي لعالم يدعي الحفاظ على حقوقها ، ويدعي رغبته في شراكتها ، ويدعي اكرامها واحترامها وتقديسها وتتويجها وتقديرها وحمايتها ورعايتها ،، لتسقط هذه الادعات سقوطا مدويا عند ربيع عربي ثوري ، جاء بالأساس مطالبا بالحقوق والحريات ، ولسان حال النساء يقول ،،
يبدو ان هذا الربيع ( للرجال فقط ) ،،، حظ أوفر في الربيع القادم .
واسمحي لي يا سيدتي أن أقبل يداك اللتان قبضتا على القلم ، لينير لنا الطريق نحن النسويات الجدد الرافضات لكل أشكال القمع والتسلط والدونية ، ويرسم لنا طريق نضالنا لبناء مجتمع يعترف بانسانيتنا، فأنا يا سيدتي قد تشكلت ،،" من زينة، والوجه العاري للمرأة العربية، والمرأة والجنس ، وتعلمت الحب ، ومن الغائب ، وحنان قليل ، ومذكرات طبيبة ، وأوراق حياتي ، وموت الرجل الوحيد على الأرض ، ولحظة صدق، وغيرها ،، وغيرها من أبداعاتك " من كلمات كتبك ومقالاتك ، تعلمت أن الحرية في العقل وفي الفكر ،، كما أن السجن في العقل وفي الفكر ،، من كتبك تعلمت ،، أن أعيش فلسفة ملامسة الأرض ،، وقراءة واقع المرأة على حقيقته ، من كتبك اكتشفت كيف يعيش العالم العربي حياتين ، احداها في العلن وأخرى في الخفاء ، وبدت لي الصورة في بدايتها مضحكة وأنا أراقب الناس يعملون ويأكلون وينافقون ، ويدعون الأخلاق والمثل ،، ثم يعيشون في الحفور والأقبية حرياتهم ،، وضحكت لأني عرفت أن الحرية في عالمنا العربي لا يمكن أن تعاش على السطح ،،، وأن مجتمعنا يستميت للحفاظ على القشرة وادعاء المصالحة الظاهرية مع المجتمع ، أما التجارب الحقيقية ،،، فيعيشها في السر ،،، ثم أدخل يا سيدتي بعد تحليلي لهذا الواقع ،، من موجة ضحك عارم الى موجة حزن عارم ،، على مجتمعي ،، فأنا أحبه جدا وأنتمي اليه، ويؤسفني حاله.
من كتبك سيدتي نسجت أهدافي ،، واتضحت رؤيتي ، وأصبحت أقرأ الواقع بعيون صافية وذهن واع ، و من بين طيات حروفك ، وسطورك ، وصلتني حصتي من الحب ، ذلك الحب الذي تحتفظين به لكل امرأة عربية مازالت قابعة في زوايا الظلام ، والحرمان ، والذل ، محرومة من حريتها ، ومكبلة بقيود اجتماعية وثقافية ودينية وتشريعية تمارس عليها اضطهاداً ، تحت مسميات كثيرة.
نوال السعداوي ،،،،
اقبلي مني أنا امرأة اليوم ،،، باقة ورد كبيرة ،، وكثيرة ،، بحجم امتناني لوجودك في هذه الحياة ،، باقة ورد وحب تليق بمكانتك ونضالك من أجلي ومن أجل بناتي ومن أجل حفيداتي ،، ليصير لهن حياتا أكرم ،،
شكرا لوجودك في هذه الحياة.