حتى لا يعود الحاكم بامر الله من جديد



ابراهيم الجيار
2012 / 3 / 8

حتى لا يعود الحاكم بامر الله من جديد

انا اعرف ان ما اكتبه من مواضيع قد يرضى البعض وقد يغضب البعض الاخر فرضى الناس جميعا غاية لا تنال وحسبى ان افتح الباب امام القراء لكى يبحثوا ويتناقشوا فالحقيقة هى فى الواقع بنت

البحث والمناقشة
ومرجع هذا الخلاف اننى افكر بتفكير القرن الواحد والعشرين واغلب ما اختلف معهم يفكرون بتفكير القرن العاشر فهم لا يعترفوا بان الزمن تحرك وتغير معه نمط تفكيرنا واصبح هناك فكر جديد ولكنهم

للاسف لازالوا يعيشون بين الكتب القديمة ولا يخرجون منها على اعتقاد بانها قد جاءت بالقول الفصل وبالتالى لا حاجة للسعى وراء اى علم جديد فى حين ان الله تعالى قد طلب منا اعمال عقولنا بالتدبر

فى ماحولنا من عجائب صنعه

فنحن نؤمن ومثلنا كثر انه لا يمكن ارجاع عقارب الساعة الى الوراء ولكن هناك فصيل من الامة يرى غير ذلك ويراهن على امكانية حدوث ذلك الامر
ولتوضيح ذلك فانهم يراهنون على امكانية" رجوع المرأة الى بيتها"بعد خروجها الى العمل ولانجاح ذلك ملاوا عليها الدنيا موعظة وصراخا بالرغم ان تلك الفكرة غير ممكنة التطبيق بل تضر اكثر مما

تنفع وهى تعد من قبيل الخيال فالثابت طبقا للدراسات الرسمية للمركزالقومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ان نسبة المرأة المعيلة فى مصر وصلت الى 34%بعد تخلى الرجال عن دورهم الاسرى فالزوج اما ان يكون عاطلا او هاجرا لبيته او دخل الزوجلا يكفى للانفاق على الاسرة فلا تجد المرأة الا الخروج للعمل لتعول اسرتها اومساعدة زوجها فى الانفاق

وبالرغم من ذلك نجد الخطاب الدينى يطالبها بالعودةالى منزلها دراء لفتنة الرجال ويسوق المواعظ تحضها على البقاء فى بيتها


دون طرح اى حلول توضح من سيقوم بالانفاق على اسرتها فى حالت انصياعها لذلك الامر؟

ومحاولت دفع المراة على عدم الخروج من منزلها كانت تظهر على فترات من التاريخ وتحتفى فى فترات اخرى واستخدمت فيها كافة الطرق بخلاف المواعظ الدينيةففى مصر فى العصر المملوكى سنت

القوانين التى تجرم خروج المرأة من منزلها وتراوحت فيها العقوبات الى ان وصلت الى القتل ولكن تراجعت السلطات بعد ذلك لحدوث كساد فى الاسواق نتيجة لاصابة حركة البيع والشراء بالشلل نتيجة

لهذا القانون
اما اغرب وسيلة لاجبار النساء على عدم مغادرة منازلهم كان صاحبها الحاكم بامر الله الفاطمى الذى هداه تفكيره
الى ان يطلب من الاساكفةان يمتنعوا من عمل الخفاف لهن وكانت اذا الضرورة الى حضور قابلة او غاسلة لمن تلد او تموت استؤذن فى ذلك برقعة ترفع اليه فيوقع على ظهرها بخطه الى متولى الشرطة

فيندب من يثق به ليصحبها الى حيث مقصدها

للاسف ان رجال الدين غاب عنهم ان الكون يتطور من حال الى حال ولا راد لتطوره وعليهم ان يدرسوانواميس هذا التطور قبل ان يمطروا الناس بوابل مواعظهم الرنانة فالحضارة اذا دخلت فى بلد

صعب على الفرد فيه ان يمتنع عنها انها تعطى للفرد رزقا ورفعة بين قومه ولذا اذا وجد الناس واعظا يمنعهم عنهاسيشعر بشئ من الصراع النفسى اول الامر ثم لا يلبث الصراع ان يزول حيث يأخذ

الانسان انذاك بشق نفسه الى شقين او عقلين احدهما للواعظ والمثل العليا وهو العقل الظاهرواخر لشؤن الحياة الاوهو العقل الباطن فهو لا يتاثر بتلك الموعظة مادامت معاكسة لقيم العرف الاجتماعى

الذى نشافيه

ولهذا فان على رجال الدين ان يفهموا هذا او يسكتو