أشهَى المطيّ إلى المُسْلِم المرأة مَا لم تُركَب



فرياد إبراهيم
2012 / 3 / 9

أشهَى المطيّ إلى المُسْلِم المرأة مَا لم تُركَب

بقلم: فرياد إبراهيم

كانت ام العريس عندما تذهب لخطبة عروس لإبنها تتحسس بيديها وفي اماكن مختلفة من جسمها. الحماة المقبلة تحتضن العروس كما يحتضن رجال الشرطة بعض المشبوهين فتتأكد من صدر ممتلئ او فارغ من وجود أرداف طبيعية . الحماة كتاجر جاء يشتري لحما.
كان ذلك مقطعا من فلم شاهدته على شاشة التلفاز في الستينات وكانت الممثلة الكوميدية ماري منيب تقوم فيه بدور ، أم العريس، حماة العروس. ونفس المشهد شاهدته واقعيا وبأم عيني بعد ذلك التأريخ ببضع سنوات.
وحتى وبعد انتقال العروس الى بيت العريس فهل تدع الأم عريسها وعروستها براحة أم تهرع كل خمس دقائق لتقف تحت السلم المرتقى الى العش منادية متسائلة:
" خلاص ؟" أي هل تم النصر واخترق الجدار.
ومع الفجر تمتد اليه يدها وهو في طريقه للأغتسال مستجوبة كمحققة عدل مطالبة بخرقة القماش الأبيض التي فرشتها تحتهما الليلة السابقة والتي دارت عليها معركة الشرف والكرامة. فلو كانت ملطخة بالأحمر فقد إجتازت الأختبار وإلا فالويل لها من أبيها وأخيها!!
كلما أسمع مثل هذه الأحداث والأحاديث اذكر الطبيب صبري القباني وهو يخاطب الشباب في مجلته ( طبيبك معك ) الذائعة الصيت في عقد الستينات والسبعينات. كل من سأله شيئا عن غشاء البكارة كان جوابه واحداَ:
" الغرب قلق بشأن الغلاف الجوي وانتم تنصب كل اهتماماتكم على غشاء شبه وهمي. ارحموا انفسكم وأهليكم يا معشر شباب العرب، وارحموني. "
فما هذه العادات والتقاليد الا تعبير عن تخلف اولا وانتقاص من قيمة المرأة ثانيا. وكأن الرجل يشتري في طلبه يد فتاة رأس بصلة فإن كان الغلاف الخارجي قد ظل ثابتا لم يتزحزح تقبلها وقبّلها ، وإن كان الغلاف قد انزاح عن اطرافها نبذها والقاها متقززا متأففا.
في مثل هذه المواقف يتبادر إلى ذهني سؤال وهو: هل سأل احدهم يوما عن عذرية الرجل؟
فلو فرضنا أنه لو كان للعريس غشاء لكان هذا الغشاء قد تمزق أكثر من مرة خلال فترة عزوبيته! ورغم ذلك لم يخضع يوما لإمتحان الشرف والكرامة.
انها لأفكار ومواقف من مخلفات الماضي السحيق . مفردات ومصطلحات سخرت من أجل النيل من شأن المرأة والحط من مكانتها.
هذا يشبهها بضلع اعوج وذاك بالقوارير وهذا بخضراء الدمن وذاك بناقصات عقل ودين وهذا يشبهها بالمطي، نعم يقارنها بالأتان.
وفيما يلي بعض من هذه الأبيات التي قيلت بشأن المرأة " المطي":
• وقالوا اشهى المطي ما لم يركب وأحب اللالئ ما لم يثقب.
• قالوا نكحت صغيرة فاجبتهم أشهى المطيّ اليّ ما لم يركب.
• ان المطية لا يلذ ركوبها حتى تذلل بالزمام وتركبا
• والدر ليس بنافع اربابه حتى يؤلف بالنظام ويثقبا
ويقول ابن سيرين في تفسير المنام :
(الفرس في التعبير امرأة لأنها ظهر يركب . فان كانت الفرس بلا ذنب وركب عليها فانه يدل على زواجه بأمراة دنيئة الأصل فاجرة، ومن رأى فرسا عريانة كذلك – انتهى-)
ويقول(انيس منصور ) عن المرأة :
• ليس صحيحا ان المرأة وراء المشكلة ، ان المرأة هي المشكلة.
• المرأه زجاجه دواء‏:‏ هزها وتفرج عليها ثم لا تشربها‏.
• لن تندم كثيرا اذا احببت اي شيء غير المرأة.‏
• مسكين زوجها أحب شعرها الطويل فوجد لسانها أطول.
• تعتقد بعض النساء أن الزواج هو الفرصة الوحيدة للانتقام من الرجل.
• للقطط سبعه أرواح ، للمرأة أرواح سبعة قطط.
• المرأة نحلة تطعم الرجل عسلها شهرا لتعاقبه باللسع طول العمر.!
• ضيع عشرين عاماً لتحول أبنها إلى رجل ، امرأة أخرى تجعله أحمق في عشرين دقيقة.
• النساء يتعلمن البكاء ليكذبن..
كلما تمر عيني على مثل هذه الأقاويل الجوفاء بحق نصف بل كل المجتمع تتراءى أمامي صورة ماركريت تاتشر المرأة الحديدية التي دحرت ارجنتين في حرب فوكلاند بقوة إرادتها وشجاعتها . و إنجيلا ماركل مستشارة ألمانيا والتي تم أختيارها ك( أقوى امرأة في العالم عام 2006.)
ثم أعود وأسائل نفسي:
ماذا كان سيحدث لو سألتهما حماتهما :
- مارغريت ، أكنت مطية غير مركوبة حين تقدم ابني لك؟
- ماركل، أحقا كنت حينها لؤلؤة غير مثقوبة؟ أم كنت فرسا بلا ذنب؟
لا قادسية ،
ولا فوكلاند جديدة ،
بل ضحكة استهزاء عريضة .
فسرّ تقدم هؤلاء انه لديهم كل الأضلاع مستقيمة،
وكلها متساوية في الأعتبار والقيمة:
ثيِّباتِ وأبكاراَ!

فرياد إبراهيم

8 – 3 - 2012