بمناسبة الثامن من آذار000 المرأة الفلسطينية رمز الصمود والتحدي والنضال



عزام يونس الحملاوى
2012 / 3 / 12


بداية نتقدم بأحر التهاني والتبريكات من المرأة الفلسطينية وعموم نساء العالم بمناسبة الثامن من آذار اليوم العالمي للمرأة, إذ نبرق لهن بهذا اليوم العظيم بأحر التحايا وأصدقها في كافة أماكن تواجدها, حيث تناضل المرأة الفلسطينية لنيل حقوقها الديمقراطية والاجتماعية والسياسية, ومن اجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية في مجتمعها, وتواصل النضال الوطني من اجل إقرار الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف0 تمر هذه المناسبة العظيمة في ظل ظروف بالغة القسوة والصعوبة, حيث تعاني المرأة الفلسطينية أوضاعاً قاسية, وتتعرض للاضطهاد والقهر على أيدي قوات الاحتلال ,بالإضافة إلى مشكلاتها الخاصة المعيشية والحياتية, وتعرضها للتمييز, والاستغلال الاجتماعي, والاقتصادي, والبطالة, والفقر, ولا تقف معاناة المرأة الفلسطينية عند هذا الحد, بل تتعرض لأعمال القتل والاعتقال, وتعانى من انتهاك حقوقها المدنية والسياسية في حرية السفر والتنقل, والأمن والتعبير من قبل قوات الاحتلال. ومع استعراض حياة المرأة الفلسطينية, يجب أن لاننسى المراة الغزية التي تمر في ظروف قاسية كونها مستهدفة بالقتل أولا من خلال قصف العدو الاسرائيلى, وتحمل تبعات تفشي ظاهرتي البطالة والفقر وأعباء الحياة في ظروف تنعدم فيها أبسط شروط الحياة, والحق في العمل المكفول في القانون الدولي لحقوق الإنسان, بالإضافة إلى معاناتهن نتيجة الحصار الإسرائيلي الذي اوجد مشاكل لاتعد ولا تحصى على حياتهن وحياة أسرهن, خاصة من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية, والمشاكل الناتجة عن أزمة الكهرباء وما ينتج عنها انقطاع للمياه ,ونقص غاز الطهي0 أما معاناة النساء الفلسطينيات في الضفة الغربية تتواصل بفعل انتهاك حقوقهن من قبل إسرائيل وسياستها التي تنعكس سلباً على ظروفهن المعيشية, حيث تكثف السلطات الاسرائلية في الضفة الغربية من إجراءاتها وهدم المنازل، ومصادرة الأراضي الزراعية وغير الزراعية، كما تعاني النساء أيضاً من فصل مدن وقرى الضفة الغربية بواسطة الحواجز العسكرية, مما يؤثر بشكل مباشر على حياتهن الاجتماعية والاقتصادية والسياسية, ناهيك عن النساء المقدسيان اللاتي يتعرضن لأبشع أنواع التنكيل, وسياسات التطهير العرقي من قبل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين, أضف إلى ذلك معاناة النساء الفلسطينيات في جناحي الوطن الناتجة عن حالة الانقسام الفلسطيني وهو ما أثر على مجمل حياتهن على كافة الصعد بشكل عام . ورغم تلك الظروف القاسية التي تعيشها المراة الفلسطينية إلا إنها شكلت رمزاً للصمود والعطاء والتحدي, ولم تحل دون وقوفها إلى جانب الرجل سعياً نحو انجاز حقوق الشعب الفلسطيني والنهوض بالمجتمع, إدراكا منها لمسؤوليتها وواجباتها من خلال إسهامها في ميادين النضال المتميزة والمتعددة, ومن خلال تضحياتها اللامحدودة, فكل التحية للمرأة الفلسطينية لأنها رمز الصمود والعطاء والتحدي, وخاصة المعتقلات الفلسطينيات المحتجزات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفي مقدمتهن المعتقلة المضربة عن الطعام هناء شلبي, حيث نطالب المجتمع الدولي التدخل الفوري للإفراج عنها وعن كافة الأسرى والأسيرات, ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية وفي مقدمتها حصار غزة، والاستيطان في الضفة الفلسطينية0 إن المرأة الفلسطينية لم تكن يوما على هامش النضال الفلسطيني ومتناسبة لدورها ومسئوليتها، بل كان دورها فاعل ومؤثر جعل منها امرأة متميزة عن غيرها, ورغم ذلك فطريقها لا زال طويلا لضمان حقوقها, وتبوئها المكانة التي تستحقها في المجتمع الفلسطيني,لذلك يجب تفعيل وثيقة إعلان مبادئ حقوق المرأة الفلسطينية التي أعلنها الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية لعام 1994, والعمل من اجل إقرار قوانين تعمل على تكافؤ الفرص للجنسين, مع ضمان حماية المرأة من العنف الأسري التزاما بالقوانين والمواثيق الدولية ، وإقرار قانون الضمان الاجتماعي كنوع من الحماية لها, والعمل على زيادة مشاركتها على الصعد الاجتماعية والتعليمية, والاقتصادية, والسياسية, من اجل رفع مكانتها ووعيها, ومن اجل تكريس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية, ومشاركتها من موقع مواطنتها حتى تحقيق الحرية العادلة للمرأة0إن مستوى الحقوق التي تتحصل عليها المراة الفلسطينية وتطوير وتحديث القوانين الكافلة لحقوقهن يعتبر معيارا لتقدمنا في مجتمعنا, وفي جبهة نضالنا وكفاحنا من اجل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة 0 إن الثامن من آذار يحمل في طياته الكثير بالنسبة للمرأة الفلسطينية, فهو المستقبل الذي ترحل إليه عيونهن متمثلا في وطن حر ، ومجتمع عادل, يعي بحقوق النساء و مساواتهن, فها هو الثامن من آذار يجئ هذا العام مسجلا أروع صفحات البطولة والعزة و الكرامة للمرأة الفلسطينية التي كانت دوما رمزا للصمود، وركيزة أساسية تبث وتستنهض العزيمة في نفوس الفلسطينيين.
عاش الثامن من آذار
عاشت الحركة النسوية الفلسطينية..
الحرية لأسيراتنا وأسرانا الأبطال