المرأة العراقية من اضطهاد النظام البعثي الفاشي الى استبداد القوى الدينية الرجعية ونظامها الفاسد



التيار اليساري الوطني العراقي
2012 / 3 / 19



تصاعد دور المرأة في المجتمع نتيجة مسيرة نسائية انسانية كفاحية تاريخية ونضالها الشاق الطويل ، إذ لم تنكس راية الكفاح ولم تستسلم يوماً،ويأتي الاحتفال في الثامن أذار بيوم المرأة العالمي، حيث أقرته الأمم المتحدة عام 1977 ليتوج هذه المسيرة الكفاحية التأريخية ويصبح يوماً يحتفى به في جميع دول العالم. كما تشغل قضايا النساء في 8 أذار من كل عام حيزاً واسعاً في وسائل الإعلام المتنوعة، إذ تسلط الضوء على واقع المرأة الراهن في كل بلد من البلدان , كما تعود وتعرف الاجيال الجديدة من النساء الشابات والشباب باللحظة التأريخية التي اشعلت فيها المرأة العاملة الامريكية شرارة الإضراب الشهير للنساء العاملات في معامل النسيج في نيويورك سنة 1857 ضد الاستغلال والظلم والتمييز الجنسي ضد المرأة العاملة.


ان المرأة العراقية كبنات جنسها على وجه المعمورة , لم تتخلف عن ساحة النضال من أجل المساواة التامة بين الرجل والمرأة , بل وخاضت الكفاح الوطني التحرري جنباً الى جنب الرجل منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921حتى سقوط النظام البعثي الفاشي على يد أسياده الأمريكان واحتلال العراق عام 2003, فأنخرطت في الهبات والوثبات والانتفاضات والثورات ودفعت ثمن هذا الدور استشهاداً وسجناً وتعذيباً واغتصاباً ونفياً وتهجيراً.


ان المشهد السياسي العراقي الراهن يبرهن بما لا يقبل الشك بأن وضع النساء العراقيات قد انتقل من استبداد النظام المقبور بحقهن إلى مزيد من الاستبداد على النظام المحاصصاتي الطائفي الاثني الفاسد , والقوى الدينية الرجعية المتخلفة المهيمنة على السلطة , ولم يكن تقديم عبد العزيز الحكيم سليل مرجعية محسن الحكيم المعادية للشعب العراقي , ان يقدم اول مشروع قانون في مجلس الحكم سيئ الصيت , قانوناً لالغاء قانون الاحوال الشخصية التقدمي الذي شرعته حكومة ثورة 14 تموز 1958 الوطنية التحررية, سوى الدليل القاطع عى مدى معاداة هذه المرجعية وحلفاؤها للشعب العراقي وتطلعه نحو الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية, وهاهي الوزيرة المتخلفة الجاهلة المنصبة على ما يسمى بوزارة شؤون المرأة تختتم فترة 9 سنوات من الاحتلال استبيحت خلالها حياة المرأة وأمتهنت كرامتها على قوات الاحتلال والمليشيات الاسلامية شيعية وسنية وتبدأ عام 2012 الذي يوصف بأنه عام عراق خال من المحتل , بتصريحات رجعية عداونية ضد المرأة كأنسان اولاً وكأم وأخت وزوجة وبنت ثانياً و تصريحات تنم عن مدى الخلفية الجاهلة لهذه المسماة زوراً وبهتاناً وزيرة شؤون المرأة العراقية.


ان المرأة العراقية التي تعاني مشاكل انسانية واجتماعية واقتصادية مركبة , فملايين النساء الارامل والمطلقات والعاطلات والملايين من اطفالهن الايتام , يتضورن هن واطفالهن جوعاً ويفتقدون جميعأ الى المسكن الأمن والرعاية الصحية والتعليم , ليس امام نساء العراق جميعاً سوى التكاتف والنزول الى الشارع للحصول على حقوقهن , وأولى هذه التحركات ينبغي ان تستهدف لطرد هذه " الوزيرة "الجاهلة من الوزراة , وانتخاب مجلس نسوي عراقي كهيئة مستقلة تتكفل باعداد برنامج وطني شامل لمعالجة أذار الحروب والحصار والاضطهاد في المحلتين الفاشية والاحتلالية , هذا اذا افترضنا جدلاً بأن عراق 2012 هو عراق متحرر حقاً من الاحتلال الامريكي . ويوفر لهذا المجلس صندوق مالي ضمن ميزانية 2012 يستند الى تشريع قوانين تكفل الضمان الاجتماعي والحياة الكريمة للنساء العراقيات الأرامل وعوائل الشهداء والمطلقات والعاطلات عن العمل والطالبات , والضمان الصحي الذي يشمل الاطفال والنساء . وعلى حيتان الفساد والطبقة الفاسدة التي تتحكم بالبلاد, اخلاء القصور الرئاسية فوراً ووضعها تحت تصرف المجلس الأعلى لشؤون المرأة العراقية ,إذ يمكن تحويل هذه القصور الى مراكز للتأهيل والتدريب والرعاية الصحية.


ان اليسار العراقي إذ يهنئ المرأة العراقية بيوم المرأة العالمي , يطالب جميع القوى الوطنية والتقدمية في المجتمع العراقي الى خوض النضال من دعم كفاح النساء العراقيات ولنرفع سوية مع نساء العالم العربي شعار


"الغاء التمييز ضد المرأة هو المدخل الالزامي لبناء المستقبل"




التيار اليساري الوطني العراقي

موقع اليسار العراقي

8 اذار 2012