دلائل تأنيث الحياة



جمشيد ابراهيم
2012 / 3 / 20

يقال ان الرجل يميل الى العلاقات العمودية (من الاعلى الى الاسفل) و لذلك يتكلم الرجل اكثر من المرأة اذا اراد السيطرة و يفضل سياسة report اي يتكلم هو و البقية تسمع كأنما يريد بذلك تخويف الاخرين و تثبيت سلطته بينما تميل المرأة بالمقارنة الى العلاقات الافقية تستوي فيها جميع الاطراف بشكل منصف و لذلك تفضل المرأة سياسة rapport اي التقرب من الاخر. هذا هو على الاقل ما نسمعه و نراه سواء كان صحيحا ام لا.

لربما بدأت حياتنا بمسيرة التذكير(بعيدا عن الذاكرة) و سيطرة الرجل لكن اليوم رغم ان الرجل لا يزال يسيطر على الامور في معظم المجتمعات هناك دلائل كثيرة تشير الى ان عصر التأنيث و الصفات الانثوية بدأت فعلا منذ فترة. لا اقصد هنا تقليد الرجل المرأة في طول و تسريحة شعر الرأس و الملابس و النعومة و التخنيث و لا اقصد تقرب المرأة من الرجل في الملابس و قصر شعر الرأس و لكن انتشار العلاقات الاجتماعية كصفة انثوية على الفيسبوك و غيرها من وسائل التحدث كالهاتف النقال لاجل التمتع عوضا عن السيطرة ورفع البشرية اليوم شعار التعاون و التبادل و تكوين شبكات و بذلك تم تعويض المفردات الذكرية بانثوية مثل التمتع و السوية و الاشتراكية و العدالة.

و اليوم و منذ السنوات الـ 30 الماضية نرى انتشار التانيث في جميع نواحي الحياة الاخرى سواء في السياسة او العمل او العلم. هذا التطور يعتبر ايجابيا للاستفادة من الصفات الانثوية في العلاقات و السياسات و تجنب الحروب و لكنه في الحقيقة لا يعرّف بالضبط ماهي الصفات الانثوية و هل هي فعلا ايجابية كما تظهر على السطح؟ و لكن مهما كان تعريف الصفات الانثوية فاني ارحب بابرازها و انتشارها اليوم لصياغة عالم لا ينفرد به جنس واحد.
www.jamshid-ibrahim.net