السيستاني مدافعا عن حق المرأة بالتصويت



جلال محمد
2005 / 1 / 18

اطلق احمد الصالحي، احد كبار مساعدي السيستاني فيما يشبه الفتوى بانه " لايجوز للزوج منع زوجته من الخروج للتصويت، بل يجب عليه تامين الاجواء المناسبة حتى تكون امنة على نفسها يوم الانتخابات". جاءت هذه التعليمات في سياق تاكيد العامري على ضرورة مشاركة العراقين في الانتخابات ضمن الخطبة التي القاها في مسجد الحسين في كربلاء قبل ايام.
قد يتبادر الى ذهن من يسمع هذا التصريح" الفتوى" بان مسالة دفاع السيستاني عن خروج المراة حتى وان كان ليوم واحد هو امر مخالف لعقيدة وممارسة هذا "الرمز"الديني والمرجع الاكبر للعديد من الحركات الاسلامية الرجعية في مناطق العراق الجنوبية والوسطى.هذا التساؤل مشروع وواقعي اذا تذكرنا بان السيستاني يجسد كل ما يعنيه الاسلام من ظلم واستبداد بحق المراءة سواء ما جاء في النصوص القرانية او الشريعة وكتب التفسيراو ممارسات القادة الاسلامين وهو يجسد كذلك كل البربرية التي يعامل بها الاسلام السياسي المراءة من مصادرة لحقوقها الانسانية الاساسية، قتل ، رجم، حجاب اجباري و ... باختصار كل القوانين التي شرعتها جمهورية الموت في ايران ضد المراءة والتي شرعت الاحزاب الاسلامية بممارستها وتطبيقها في مدن العراق المتعددة بالقوة. على سبيل المثال وليس الحصر اشير الى بعض الامثلة التي توضح، بتقديري ، ما اشرت اليه:
زواج المتعة او الصيغة الذي ليس الا شكلا رسميا من اشكال بيع الجسد وهو لذلك يشكل اكبر اهانة لانسانية المراءة، في ظل، سيادة السيستاني والاحزاب الاسلامية تحولت الى ظاهرة شائعة ومنتشرة بل انها صارت ما يشبه المؤسسة التي ينتفع منها العديد من رجال الدين المخولين بانجاز العقود والتصريح بها ولها ايضا سماسرتها من الذين يسهلون امورها للرجال القادرين على الدفع وهي من جانب اخر صارت وسيلة لكسب العيش بالنسبة للكثير من النساء من ربات البيوت وطالبات المدارس الثانوية والجامعات والعاطلات عن العمل، في ظل الاوضاع الاقتصادية المتردية حيث يتم امتصاص اجسادهن مقابل مبالغ نقدية او عينية يتم الاتفاق عليها مسبقا.
السيستاني، بوصفه القائد الروحي للعديد من الاحزاب الاسلامية الشيعية،هو الشخص الذي يقف خلف القرار 137 السيئ الصيت والذي طرحه عبدالعزيز الحكيم/ المجلس الاعلى ابان تراسه لمجلس الحكم، هذا القرار الذي قيل الكثير عنه في حينه والذي ادى بروز احتجاجات جماهيرية واسعة خاصة من النساء والمنظمات النسوية والجماهيرية الراديكالية عكست وحشية محتواه واهدافه بحق النساء والى دفنه حتى الان خوفا من تلك الغضبة الجماهيرية.
واخيرا يجب ان نتذكر بان نداء السيستاني يطلب من الرجال الشيعة" عدم اعاقة خروج نسائهم ويشجع النساء " الشيعيات" على التصويت ذلك انه يدرك ان نفوذه محصور بينهم فقط وليس له نفوذ على" السنة" لانه ليس مرجعهم.
بهذه المؤشرات يتضح الهدف الواقعي الكامن خلف دعوة السيستاني ؛ منافسة القوائم الانتخابية الاخرى من خلال دعوة النساء" الشيعيات" الى المشاركة بالتصويت. بعبارة اخرى السيستاني يقبل بخروج النساء من بيوتهن فقط من اجل التصويت لصالح قائمة الاحزاب الاسلامية التي يمثلها واقعيا، انه يتعامل مع المراءة بوصفها رقما اي بالضبط كما يتعامل اي سياسي برجوازي مع الناس ايام الانتخابات وامام صناديق الاقتراع.
يبقى ان نقول لمن كان مقتنعا او كان يتصور بان السيستاني بوصفه مرجعا دينيا، هو فوق الجميع ولن يتنازل بالتدخل في الشئون السياسية؛ بانكم على خطا مبين. اليس هذا تدخلا في السياسة ومن اقذر ابوابها؟ وان نتوجه الى كل من تخفق قلوبهم للحرية ونضال المراءة العادل والانساني؛ "مارايكم ، دام عزكم"؟
جلال محمد 17/1/2005