المرأة والثورة والدستور...إلى أين؟



أسماء صباح
2012 / 4 / 1

وضعها يزداد تهميشاً على تهميش، ومن اقصاء الى اقصاء، تساق الى الحريم وزمن الجواري وهي تعلم وتناضل لأجل تغيير المستقبل الاسود القريب جداً.

المرأة المصرية، الثائرة، والحالمة بالديمقراطية والأمن والمساواة مع مواطنيها من الرجال، وكما ابعدت من البرلمان قسراً، تستثنى اليوم من لجنة كتابة دستور سيؤثر على مكانتها وحقوقها لعقود من الزمن.

هذا ولم تضيع احلام النساء فقط في هذه اللجنة بل احلام الكثيرين ممن يحلمون بمصر"عيش حرية وعدالة اجتماعية"، وغيرهم من الفئات المهمشة كالنوبيين والاقباط، مع أن كل الفئات والانواع كانت قد شاركت في الثورة على قدم وساق وساهمت في احقاق الحق وسقوط النظام السابق، الا ان صناديق الاقتراع وحسن استخدام الخطاب "الديني" جاء على غير هوى الحرية والحالمين بها.

اذ يعتبر الشعب المصري من الشعوب العاطفية، والمتدينة بالفطرة، ويصدق كل ما يقال من اصحاب العمامات والذقون، ويعتقد انه في مصلحته، لان هؤلاء يستخدمون خطاباً دينياً مؤثراً وآخر "مخيف" من الهجوم المفبرك القادم من الغرب والذي يهدف الى الاساءة لكل ما هو اسلامي وعربي، والفتك بالاسرة العربية وتغيير عقول الشباب وجعلهم ينجرون وراء مطامعهم لتحقيق مآربهم، لذلك تجد "عامة" الشعب يلهث وراء خطبة أو فتوى لهؤلاء الذين يكرسون فكرة العبودية عند الرجل والمرأة على حد سواء ويساهمون في ارجاع المجتمعات الى حالة ما قبل الحضارة.

هذه المرأة التي ناضلت منذ عشرات السنين لتصل الى مواطنية كاملة غير منقوصة الحقوق بسبب نوعها الاجتماعي، قد تضيع جهودها وتتبخر احلامها ان لم تكن فعلاً قد تبخرت، وعادت الى حيث البداية تناقشهم "القائمين على مجلسي الشعب والشورى" بأهليتها في للمشاركة في بناء الدولة والقيادة السياسية.

هذا وتجدر الاشارة الى ان الاسلام ديناً أعطى المرأة حقوقاً مساوية للرجل في كل جوانب الحياة، وحررها من الجهل والعبودية التي كانت تعاني منها في الجاهلية، بدليل حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء" قاصداً ام المؤمنين عائسة وهي امرأة، فكيف يريد هؤلاء من المرأة ان تكون خادمة ولوداً لا شيء غير ذلك وهي نصف المجتمع؟ الا نخسر من استثناء هذا النصف من مسيرة التنمية والبناء التي تحتاج الى كل شاب وشابة ورجل وامرأة؟

ان دستوراً يستثنى حاجات المرأة وتطلعاتها يعد دستوراً فاشلا سيهدم البلاد والعباد بدلاً من ان يكون طريقاً للبناء وصعود الأمة وارتقاءها.