مقاله اجتماعيه بعنوان(الفصليه والنهوة)



آمنه سعدون البيرماني
2012 / 4 / 27

(الفصليه والنهوة ) ظاهرة اجتماعيه خطيرة
تنتشر في العراق وخاصه في المناطق الريفيه النائيه التي لازالت تحكمها الاعراف العشائريه التي اقل ما يمكن وصفها انها وريثه الفكرالجاهلي ما قبل الاسلام ,ظاهرة عشائريه غريبه وسلبيه كنت اظنها انقرضت منذ زمن جداتي ,ولكن فيمايبدو انها موجودة وبقوة خاصه بعدانتكاسه المجتمع العراقي منذالتسعينات وقيام النظام السابق بالاستعانه بالعشائريه ورفع نفوذ شيوخ العشائر للحفاظ على الامن والسيطرة على الوضع بعد الانتفاضه الشعبانيه ,وازاد الاعتماد على قوة العشائر بعد2003 بسبب حاله الفوضى الامنيه التي اعقبت الاحتلال الامريكي للعراق وانتشار المجاميع المسلحه دفع بالكثيرين الى الرجوع الى الاعراف العشائريه واحيائها من جديد للاحتماء بقوة العشيرة في ظل غياب سيطرة القوى الامنيه او انعدام الثقه بالقانون لحمايه الناس في تلك الفترة العصيبه ,ولكن هذا افرز احياء الكثير من الظواهر السلبيه المترافقه منها النهوة والفصل .وللقاريء الكريم من خارج العراق فالنهوة هي منع رجال العشيرة وخاصه ابناء العم لزواج قريباتهم من اي رجل يتقدم لخطبتهن بحجه ان ابن العم له القدرة على النهوة ومنع الزواج حتى لو كان والد الفتاة راض بهذا الزواج ! وهذا الحق يستخدمه الرجال احيانا للانتقام من ابنه عمه التي ربما قد تكون رفضته سابقا لانعدام الكفاءة او رفضه اهلها لاي سبب كان فيمنع اي محاوله لتزويجها ومما يؤدي ذلك احيانا الى فوات الفرصه تلو الفرصه للزواج بالنسبه للفتاة وامتناعه هو نفسه عن الزواج منها لتبقى عانس مهمله في دار ابيها , او ربما لارغام الفتاة على الزواج من ابن عمها في احيان اخرى ,اما الفصل العشائري فيحتاج الى مقاله لوحده وهو اسلوب حديث لظاهرةقديمه موجودة منذ الجاهليه الا وهي دفع الدّيه والصلح بين قبيلتين لمنع الاخذ بالثأر ,العلاقه هنا فيما يخص موضوع المرأة هو اجبار النساء ان يؤخذن( فصليه),حيث يشترط مثلا احد الطرفين المتخاصمين ان تحصل مصاهرة بين العشيرتين والمشكله هنا ان من تتزوج كفصليه بالاضافه الى اجبارها على زواج غير متكافيء وبالاكراه فهي تعامل بمنتهى القسوة والاحتقار من الطرف الثاني ولاتعطى الحقوق العاديه لاي زوجه كالمهرالذي هو حق شرعي لها ,ومما يزيد المسأله غرابه ان يكون احد الاطراف المتفاوضه للفصل هوسيد معمم او رجل من رجال الدين المعروفين والمقبولين لدى الطرفين ! وهذا غريب فهذه الظاهرة التى اقل ما يصفها انها قاسيه متخلفه وتخالف كل شرع وكل ما جاء به الاسلام العظيم ,المشكله كبيرة ولها آثار سلبيه كبيرة وخطيرة منها الطلاق المبكر وانتحار الفتيات او هروبهن الى المجهول الذي هو اسوأمن الموت ,هناك وقفه جادة من الكثير من السيدات والمثقفين في العراق سواء في موقع المسؤوليه او من منظمات المجتمع المدني للحد او القضاء من هذه الظاهرة عن طريق الضغط لتشريع قوانين تجرم هذه الافعال وتحاسب مرتكبيها بشدة ولكن هذا ايضا يتطلب وقفه قويه وحازمه من رجال القانون لأصدار التشريعات المناسبه, كذلك وقفه صارمه من رجال الدين المتنورين سواء في خطب الجمعه او المحاضرات التثقيفيه لتوعيه الرجال قبل النساء بمسؤلياتهم الدينيه والاجتماعيه وتبيان مدى ابتعاد هكذا امور عن الصواب والمنطق والدين مهما كان الانتماء المذهبي او الطائفي .نحتاج تكاتف جدي وموقف موحد بين المشرع والسلطه التنفيذيه لجعل قوة القانون هي السائدة والمسيطرة الوحيدة في البلدعندها ستتراجع كل هذه الظواهر السلبيه عن مجتمعنا .