لماذا يضطهد الرجل المسلم المرأة؟



نبيل العدوان
2012 / 4 / 30

اضطهاد المراة بالاسلام لبس بالموضوع الجديد, وكنت قد عرضته وتطرقت له بعدد من المقالات السابقة, وتم بحثه بالمئات من المقالات من قبل العديد من الكتاب المحترمين الذين اثاروا هذا الموضوع وقاموا بتناوله من جوانب عدة, وهنا ساتناول الموضوع من وجهة نظري وساسلط الضوء مرة اخرى على الاسباب التي تدفع بالرجل المسلم الى ان يضطهد المراة.

اصبت بالاحباط مرارا لمحاولة فهم هذه العلاقة بين المراة والرجل المسلم التي كثيرا ما يصحبها عنف , دونية و اضطهاد, وكدت افقد الامل حتى اخيرا ومن خلال حديث جرى بيني وبين شاب باوائل الثلاثينيات يدعى احمد كنت التقيت به قبل عدة ايام , تخلل حديثنا عدة مواضيع تطرقنا خلالها الى الوضع العائلي لكل منا وعرفت انه متزوج, وعندما بدا التذمر من وضعه المالي وان معاشه لا يفي باحتياجاته تجرات وسالته ما اذا كنت زوجته تعمل وتساعده في تامين احتياجات المنزل اليومية, ولمفاجاتي قال لي ان زوجته كانت تعمل موظفة في احدى البنوك لكنه ببساطة اجبرها على الاستقالة والجلوس في البيت, ولما استغربت وسالته لماذا قال لي ان المراة تتمرد ان عملت فحين تملك المراة في يدها نقود لا تحتاج الرجل وتتصرف بشكل قد لا يعجب الرجل فهي في هذه الحالة تسئ الى رجولته ومن المفترض ان تكون بحاجة دائمة له.

حاولت كثيرا ان ان اتفهم ما كان يحاول ان يقول لكني بصراحة لم استطع تفهم وجهة نظره من ان المراة يجب ان تبقى رهينة ومستعبدة من الرجل وان عليها ان تعتمد عليه اعتماد كامل, فهو الامر الناهي والسيد الحاكم بامر الله وما عليها الا واجب الطاعة والانصياع لاوامره.

هنا صرت اتسائل, هل وصل الرجل المسلم الى هذه الدرجة من عدم الثقة بالنفس؟ وهل يخاف من ان تتخلى عنه امراته وتتركه باي لحظة؟ كل هذه الاسئلة تدعو الى الاستنتاج بان الخلل يكمن بالرجل نفسه وهذا ما يدعوه لاضطهاد المراة, فهو فاقد الثقة بنفسه اولا وبزوجته ثانيا , اي ان العلاقة الزوجية فاشلة من اساسها لانها مينية على اسس هشة بالاضافة الى عدم الثقة والسيطرة والتحكم وحرمانها من ان تكون سيدة نفسها ومن ان تكون عضوا فعالا في اطار العائلة اولا ثم المجتمع والوطن ثانيا مثلها مثل المراة الغربية التي استطاعت ان تتحرر وتكتسب حقوقها وتفرض وجودها وتحقق الكثير من المكاسب في مجالات العمل بحيث اصبحت جزء وشريك فعال داخل الاسرة وداخل المجتمع.

وهنا يجب ان اقف عند قصة اخرى وهي عبارة عن جريمة حدثت مؤخرا بولاية كاليفورنيا لسيدة عراقية وجدت في بيتها مقتولة اثر تعرضها للضرب المبرح, وقد وجد بقربها ورقة كتب عليها "ارحلي او عودي لبلادك" وباعتقادي ان هذه الورقة كتبت خصيصا وبغاية من اجل تمويه السلطات الامنية ومن اجل اعطاء الجريمة طابع عنصري, وابعاد الشبهات عن القاتل الحقيقي , وورد ومن خلال التحقبقات الاولية بان هذه الزوجة كانت قد ابلغت الزوج بعزمها على الطلاق منه, وكانت تجهز نفسها لمغادرة المنزل وهذا ما اثار غضبه , ومن اجل تضليل اجهزة الامن ودفعهم باتجاه اخر كتبت هذه الرسالة وصورت بانها قتلت لاسباب عنصرية.
كل المعلومات تشير وتؤكد ان هذه الورقة كانت مجرد تضليل ولاخفاء الحقيقة وان احد افراد العائلة هو من ارتكب هذه الجريمة و انا هنا اؤيد هذا السيناريو واعتقد ان فيه الكثير من الصواب, فهناك الدافع وهناك الكثير من الادلة والاثباتات التي تشير الى ضلوع الزوج او احد افراد العائلة بتنفيذ هذه الجريمة التي بدأت خيوطها تنكشف مع التحقيقات.
فبعد ان شعر الزوج انه بدا يفقد السيطرة عندما تمردت الزوجة وتجرأت وطلبت انهاء علاقتهما, قرر ان ينهي هذه العلاقة على طريقته الخاصة .

سيكون لي متابعة وتقرير لاحق لمعرفة ما سينتج من التحقيقات في هذه القضية التي امل ان تصل السلطات الى معرفة القاتل الحقيقي على الرغم من ان العائلة قد عادت للعراق بحجة اجراء مراسم الدفن وقد لا يعود الزوج اذا كان فعلا هو مرتكب الجريمة وهنا ستطوى القضية وتغلق وتكون الزوجة مجرد ضحية اخرى من ضحايا دين لم ينصف المرأة.