واقع المراة المطلقة في مجتمعنا الفلسطيني



عزام يونس الحملاوى
2012 / 5 / 3

رغم قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أبغض الحلال عند الله الطلاق", ورغم قسوته ومرارته وتحمل المرأة النتائج المترتبة عليه لوحدها, إلا أن المجتمع الفلسطيني بشكل خاص, والمجتمعات العربية بشكل عام لازالت تحاسب وتعاقب المرأة المطلقة على جريمة لم تقترفها, أو على الأقل لم تكن السبب فيها لوحدها بل يشاركها طليقها, وربما يكون هو السبب في كارثة الطلاق0 وتبدأ معاناة المرأة المطلقة منذ اللحظات الأولى للطلاق بتجربة وقصة جديدة اشد قسوة من الطلاق, وهى لاتعرف بأنها ارتكبت جريمة سيعاقبها عليها المجتمع, وعليها أن تبرئ ذمتها من هذه الجريمة لأسرتها ولمجتمعها, وان تتطهر منها على ماتبقى من عمرها, وان تقدم ولاء الطاعة للصغير والكبير, بالإضافة إلى أنها تكون على دراية بان قصة طلاقها وحياتها الزوجية السابقة لم تنتهي بعد بسبب ذكريات هذه القضية المؤلمة على الرغم من تظاهرها بالارتياح0 وتبدأ محنة المطلقة بأطماع الرجال بها, ونظرة المجتمع إليها على إنها ارتكبت خطا لايغتفر, وعليها أن تكمل حياتها في قلق واكتئاب نفسي يفقدها نشاطها وحيويتها , وتعيش باقي حياتها في أقسى أنواع العذاب النفسي والجسدي, و تبدا بفقدان آمالها وذاتها وأحلامها وتعيش آلامها لنفسها ولوحدها, وعليها ألا تشتكى من أخطاء طليقها وربما قسوته وتقصيره وظلمه لحقوقها, أو مما يحدث معها في بيت أهلها0 ورغم هذه التجربة المريرة التي تعيشها إلا أنها تتحمل مسئوليتها كاملة,خاصة إذا كان لديها أطفال وتسهر على تربيتهم0 ورغم كل هذه التضحيات الجسام, تكثر الإشاعات حولها والتي تكون في غالبيتها مجرد كلام وأقاويل مخالفة للشرع والواقع والحقيقة, وربما تتهم في أخلاقها من اجل فرض الوصاية عليها وعدم خروجها من البيت, وكل هذا لأنها أصبحت مطلقة مع أن قرار الطلاق صدر عن شريكين يتحملان فشل الحياة الزوجية معا, وربما يكون قرار الطلاق قرار الرجل لوحده, ولأتفه الأسباب أو لأسباب خاصة به, أو تكون والدتها هي من دمرت حياتها وأسرتها0 والسؤال الآن00 لماذا يتم ظلم المراة المطلقة من قبل المجتمع, ومن قبل أسرتها, رغم أن هناك منهن من تتزوج مرة ثانية وتكون أكثر استقرارا ونجاحا من الزواج الأول؟؟0 إن هناك قصور واضح في المجتمع بخصوص المراة المطلقة, وخاصة من قبل الأسرة التي تتعامل معها وكأنها خادمة رغم وجودها بين أهلها وإخوتها, وعدم خروجها من البيت إلا بحراسة مشددة, ورغم ذلك يحملها الأهل المسئولية الكاملة دون رحمة أو رأفة, لهذا وقبل كل هذه المعاملة المجحفة علينا أن نسال أنفسنا ونسال المجتمع, ماذا قدمنا للمرأة المطلقة كي نحميها حتى لاتصل إلى هذه الحالة؟ وهل دافعنا عن حقوقها لحمايتها لتعيش حياة كريمة؟ وهل قدمنا لها النصح والإرشاد والتوعية حتى تعيش بشكل طبيعي وتبنى مجتمع سليم ؟0 إن الدور الذي يقع على عاتق المجتمع وخاصة رجال الدين والمؤسسات النسوية والحقوقية هو تحسين صورة المطلقة داخل المجتمع, وحمايتها وصون حقوقها, ودفع الإشاعات والظلم عنها,حتى تستطيع أن تعيش حياة صحية وتشارك في يناء مجتمعها وأسرتها, ويجب أن ندرك بان المراة المطلقة هي إحدى أخواتنا أو بناتنا فعلينا حمايتها وإرشادها ونصحها, وعدم إشعارها بالغربة وهى في بيتها وبين أهلها , وأن نساندها وندافع عن حقوقها حتى تتجاوز محنتها, ونعطيها الأمل في حياة جديدة مليئة بالاستقرار والطموح والحب والثقة لتعمل على تكملة رسالتها, وتكون فعالة وايجابية قى تكملة دورها في بناء أسرتها ومجتمعها,وعلينا أن نقر بان ليس هناك مايعيب المراة المطلقة وخاصة إذا كانت المشكلة من قبل الزوج, ويجب أن لاتتاثر حياة الناس من المطلقة وتظل قصة المجتمع, خاصة وأنها أصبحت تعثر على زوج هذه الأيام مثل سائر البنات 0لقد أصبح من الضروري العمل على تذليل كافة المشاكل لها ,لان هذا سيساعدها على الانطلاق للوصول إلى تحقيق أهدافها في الحياة ولاتكون عالة على الأسرة والمجتمع, وستعمل على تحقيق أهدافها وأحلامها وتكمل مشوارها التعليمي, وربما تحصل على مركز متقدم في الحياة تنال به رضا المجتمع وتخدمه بشكل أفضل. لذلك نحن في حاجة لإعادة المراة وخاصة المطلقة لمكانتها ودمجها داخل المجتمع وألاسرة كما أمرنا ديننا الحنيف, لتأخذ دورها ووظيفتها كنواة أساسية في بناء الأسرة والمجتمع, كما إننا بحاجة لإعادة النظر في مشاكل المراة بعد الطلاق حتى نستطيع معالجتها ووضع الحلول المناسبة لها, وان نوليها اهتماما أكثر لتكون أما صالحة ومربية فاضلة قادرة على بناء أسرتها والمجتمع, وتساهم في تحقيق التقدم والرخاء والنماء.