لا يا أنبا بيشوي بناتنا محتشمات



نشأت المصري
2012 / 5 / 18

لا يا أنبا بيشوي بناتنا محتشمات

سببت تصريحات الأنبا بيشوي تحفظ كبير من الأقباط على الأسلوب الذي اتخذه نيافته بدعوة بناتنا لمزيد من الحشمة, ومن ضمن ردود الأفعال ما تضمنه هذا الخبر:ـ
http://www.light-dark.net/vb/showthread.php?p=1040121102

ونحن ضمن ممن يتحفظ على ما قاله نيافته عن المظاهر المحتشمة، والتي يمكن أن تكون مجرد مظهر وليس فيها أي نوع من الحشمة الداخلية التي يقول عنها بطرس الرسول في رسالته 1بط 3:ـ
2 ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف3 و لا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر و التحلي بالذهب و لبس الثياب4 بل انسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن5 فانه هكذا كانت قديما النساء القديسات ايضا المتوكلات على الله يزين انفسهن خاضعات لرجالهن.

وهنا يعلمنا بطرس الرسول أن الزينة الخارجية بمظاهر التدين الخارجي هي نتيجة لإنسان القلب الخفي في العديمة الفساد,أي أن الاحتشام النابع من النفس هو حقيقي ويحمل جوهر الاحتشام أما المظاهر التي تطلبها نيافتكم فهي مجرد قشور أو بياض خارجي يحمل صورة الحشمة ولكنه في جوهره فساد.
يقول معلمنا بولس الرسول عن رخي الشعر أو تسريحه وتركه على الأكتاف في رسالته 1 كو 11:
14 ام ليست الطبيعة نفسها تعلمكم ان الرجل ان كان يرخي شعره فهو عيب له15 و اما المراة ان كانت ترخي شعرها فهو مجد لها لان الشعر قد اعطي لها عوض برقع.
وفي الآية التي تسبق هاتين الآيتين يطالب المرأة بتغطية شعرها في الصلاة بقوله:ـ
13 احكموا في انفسكم هل يليق بالمراة ان تصلي الى الله و هي غير مغطاة

من خلال ما سبق يتضح لنا من أقوال الانجيل أن تغطية الشعر للمرأة واجب أثناء الصلاة ولكن في الحياة العامة فهذا الأمر ليس ملزماً.

ولكننا لكي نحسم هذا الأمر نستشهد بما قاله رب المجد يسوع للسامرية :ـ
و لكن تاتي ساعة و هي الان حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق لان الاب طالب مثل هؤلاء الساجدين له (يو 4 : 23)

وهنا نرى انه ليس السافرات أو اللاتي يرخي شعرهن, هن المقبولات عن الله بل اللاتي يعبدن الله بكل وقار بالروح والحق.
وهنا أعتب على نيافتكم هل حكمت على كل القبطيات بعدم الحشمة لمجر أنهن لم يلبسن الحجاب, متمثلات بالمسلمات!!؟ في حين أن هناك رسالة أزهري تقول أن الحجاب في الإسلام ليس فرض:ـ
http://www.light-dark.net/vb/showthread.php?p=1040121039#post1040121039
أبي العزيز ليس في الحجاب حشمة ولا في أي مظهر خارجي لمظاهر التدين الخارجي حشمة ولا في عدم الحجاب حشمة أيضاً بل الحشمة الحقيقية في نساء وبنات الكنيسة اللاتي يزين أنفسهن بالمسيح, وأعتقد أنهن كثيرات وكثيرات والخارجات عن هذا الإطار فهن نتيجة لقصور في الخدمة الرعوية لمجمعكم المقدس.

تصريحات نيافتكم لها صداها الغير مقبول في الأوساط العامة ومنها:ـ
• حينما يدعوا أطياف الشعب المثقف بحرية المرأة تريد نيافتكم أن تخضع المسيحيات لنير التدين الخارجي.
• في كلام نيافتكم عن تحول المرأة المسيحية لتمارس الخضوع لتعليمات الإسلام السياسي في مصر فأنت تخضع الكنيسة بالاعتراف بالدولة الدينية, والتي نرفضها كمجتمع قبطي توجهه السياسي لبرالي ويساري, بل نطالب بدولة مدنية لا عسكرية ولا دينية.
• نحن نرى أن هذه التصريحات لها مغزى سياسي, وخارجة عن التعاليم الدينية.
• هذه التصريحات تشن حرباً في الشارع على البنات والنساء المسيحيات بل أيضاً النساء السافرات, والمجتمع في هذا التوقيت لا يتحمل هذا.
• كون نيافتكم تستشهد بالعذراء القديسة ومريم والقديسات فكانت ملابسهن حال كافة المجتمع في ذاك الوقت, فلا يوجد دليل على تمييز المتدين أو المسيحي عن غير المسيحي أو غير المتدين في ذاك الزمان.

أرجو من نيافتكم أن تراجع ما قلته وتفنده مرة أخرى تبعاً لأقوال الإنجيل ومواثيق حقوق المرأة.
نشأت المصري