مقدمة في علم نفس المرأة للدكتور ريكان ابراهيم - عرض كتاب



اسعد الامارة
2012 / 6 / 12

مهمة الطب النفسي هي فحص وتشريح النفس الانسانية من الداخل والخارج ودراسة النفس هي فحص المتغيرات التي تشكل تكوين تلك الظاهرة بعينها وما يؤثر بها من متغيرات داخلية وخارجية بالطريقة والمنهج العلمي النفسي المتعارف عليه لدى كافة المشتغلين في احوال النفس البشرية وهذا الكتاب الذي نحاول ان نضع اقسامه وفصوله "مقدمة في علم نفس المرأة" هو للدكتور ريكان ابراهيم الطبيب المتخصص في الطب النفسي والمعروف عنه ايضا بإحترافه علم اللغة العربية واصولها حتى بينت لنا مؤلفاته في اللغة والادب والدواوين الشعريه فضلا عن ما كتب باحتراف لانبالغ اذا قلنا انه اختلف عن غيره في التخصص النفسي الدقيق فأمتاز به من تأثير لايزول ومن حضور لايمكن لراضٍ او كاره أن يتغاضى عنه في علم نفس القانون والعدوان وعلم نفس العرب ..الخ من مؤلفات تجاوزت الستين مؤلفا .
نستعرض في هذه الصفحات كتاب (الدكتور ريكان ابراهيم ) الرائع مقدمة في علم نفس المرأة بأقسامه الاربعة :
القسم الاول : المرأة من الداخل
وفصوله الثمان وهي محاولة اجتهادية ابدع فيها الدكتور ريكان ابراهيم في سبر اغوار النفس الانسانية لدى المرأة وكان يتحدث بلغة العارف الذي افصح عما يدور بنفسها فتناولها اثناء الخوف واثناء تسرب سنوات العمر واستعرض ما تؤمن به من قيم فقال في متن كتابه : تنظر المراة إلى القيم بخصوصية أكبر من خصوصية الرجل والسبب في ذلك أن المرأة تُحدد القيمة بحدود وعيها الذي يختلف عن وعي الرجل ، وكلما زادت مساحة الوعي قلت مساحة الخصوصية في النظرة الى القيمة وزيادة مساحة الوعي لاتعني بالضرورة زيادة عمقه فقد يكون الوعي شاملا لكنه سطحي .
وفي القسم الثاني استعرض الدكتور ريكان ابراهيم المرأة في الميدان الاجتماعي بفصوله الست وتناول المرأة والقيادة ، المرأة والسياسة ، المراة والجريمة والمرأة والمهن .. الخ
في كتاب مقدمة في علم نفس المرأة أفرد فصلا كاملا عن الجريمة بأنواعها ويعرض بقوله ما يهمنا هو مقدار حصة المرأة في السلوك الجرمي الإنساني حيث يشير علم النفس الاجتماعي الى السلوك الجرمي بأنه : سلوك معبر عن مرض عقلي وهو ايضا سلوك معبر عن اضطراب نفسي وهو ايضا سلوك معبر عن التقمص "التوحد- التعيين والتعيين الذاتي" وهو ايضا سلوك وجودي رافض للبيئة الاجتماعية وهوايضا سلوك استعراضي بدون وجود مرض في انتزاع الاعتراف الاجتماعي باهمية الفرد الفاعل في السلم الاجتماعي ويتسائل المؤلف الدكتور ريكان ابراهيم :أين تقف المرأة وبأية بصيرة تنظر الى الجريمة ؟
إن المرأة المريضة في العقل أو النفس تستوي مع الرجل في الميل الاجرامي لكنها تختلف عنه في هذا الميل من محتوى التنفيذ والاداء .
إن المرأة اليافعة لاتميل الى جريمة الحرائق لان ذلك يتنافى مع مشاعرها التي تحرض أن تكون رقيقة لكن حرق النفس في المواقف النفسية المعقدة مسُجل في دوائر الصحة للمرأة .
يرى د. ريكان ابراهيم ان المرأة تميل دائماً الى قضاء حاجاتها بمظلة من التستر والكتمان حياءً او خوفاً فإن الجريمة عند المرأة تكون غالبا مدبرة ويصعب اكتشافها .
الجريمة السياسية نادرة أو معدومة الوجود في حياة المراة باستثناء من ترضى بتجنيدها في دوائر المخابرات في مختلف الدول حيث تقوم بهذا العمل كجزء من واجبها وليس كميل نفسي وان كان هذا القتل السياسي للخصم لا يتم على يد امرأة إلا اذا كانت تملك الاستعداد لهذا العمل .
اما القسم الثالث فكان بعنوان المرأة في الميدان الثقافي بفصوله الاربع فتناول المرأة والقراءة والمرأة والكتابة الابداعية وفي الفصل الثالث استعرض الدكتور ريكان المرأة والفن المرئي والمسموع فيقول تمتلك المرأة مواصفات خاصة في التعامل مع اللون ،واللون عند المرأة يعني الكثير الذي تتفوق به على الرجل عموما والفنان خصوصاً فاللون في مرسوماتها إشاري النزعة وليس بالضرورة واقعياً ويشرح ما بعده أكثر مما يشرح ما هو فيه .
يتناول في القسم الرابع (المرأة والطب النفسي) بفصولها التسع وهي :
الفحص النفسي والعقلي للمرأة واعتلال الشخصية عند المرأة والحمل والولادة في المنظور النفسي وفي الفصل الخامس كان بعنوان أمراض ما بعد الولادة وفي الفصول اللاحقة استعرض خصوصية المعالجة لامراض المرأة ثم فصل خصص عن المرأة وإدمان المؤثرات عقلياً وافرد الكتاب فصلا خاصا بعنوان المرأة والحياة الجنسية .
يعرض الدكتور ريكان في احد الفصول عن المراة والكتابة الابداعية بقوله في الكتابة الابداعية النسوية تتجلى لمسات الانثى في النص ويبدو ذلك عند التعامل مع الالم والحزن والفرح والمال والرجل حيث يفضح النص هوية صاحبه ويضيف "د.ريكان" كمية التمرد والعبث في كتابة المرأة أقل من كمية التمرد والعبث في كتابة الرجل، ويرى د.ريكان ان الفروق في القدرة على الابداع في معالجة الحدث او موقف البطل أو مسار النص أو غلق نهايات النصوص تعتمد على جودة الكاتب وليس على جنسه.
يرى د. ريكان ابراهيم في فصل المرأة والكتابة الابداعية ان الشاعرة تكثر من استخدامها البحور القصيرة الراقصة كالهزج والمنسرح وتنفر من بحور النفس الطويل كبحر البسيط والطويل والمديد ، ويرى ايضا ان الذكور أميل من الاناث إلى نص المناسبة . اما قصائد الخمر فتكاد تكون حِكْراً على الرجال لأنها من ضمن المحرضات على ارتياد أجواف الليل وإشعال فتيل الليالي الحُمْر والمرأة الكاتبة او الشاعرة لاتحتاج الى تغزلها بالخمر لانها هي المستهدفة عند الرجل والخمر لاتعدو كونها وسيلة باتجاه الُمستهدَف.
عرض في الكتاب ملاحق عدة ومنها ملحق بعنوان علم نفس المرأة العربية وعلم نفس المراة في شعر الشعراء
استطاع الدكتور ريكان ابراهيم المتخصص في الطب النفسي في محاولته هذه ان يضع تشريحا نفسيا – اجتماعيا – طبيا للمرأة وهنا يتعين التنويه بان المرأة "الام ، الزوجة، الاخت، البنت ، الحبيبة ، الخليلة ، العاشقة ..الخ موجودة لأجل كل بالقدر الذي يدركه من وجهة نظر حالته الداخلية وأن الانسان منا لايستجيب إلا نحو إدراكه اياه .