المرأة تسوغ ان تكون مظلومة



محمود فنون
2012 / 6 / 16

المرأة تسوغ ان تكون مظلومة

لقد علموا المرأة ان الرجل وسيلتها للنجاة من جهنم.
لقد وضع الرجعيون المرأة تحت طائلة العقاب الاجتماعي والتخويف الهائل من النار في الآخرة:
ان الرجل هو وسيلة المرأة لرضى المجتمع .
ان الرجل هو وسيلة المرأة للنجاة من عذاب جهنم .
ان طاعة الرجل من طاعة الله وان معصية الرجل من معصية الله .
ان رضى الرجل من رضى الرب ,ورضى الرجل اساس لرضى الله سبحانه وتعالى.
هكذا يكرز الشيخ على رأس المرأة وهكذا تكرز الشيخة كل يوم وبشكل متكرر ,في الدروس اليومية وفي الزيارات البيتية ,وفي الادبيات المطبوعة والكاسيتات الموزعة ..كرزا..كرزا متصلا لا فكاك منه .
كرزا اساسه الخوف والتخويف بحيث ترى المرأة المعبأة في كل سلوك من سلوكها معصية وان لم تقصد ذلك.

لقد خوفوأ المرأة من كل تصرف تتصرفه او تصرفته. لقد علموها ان كل شيء تعمله حتى لو نظرت الى رجل وهي تسير في الطريق او نظرت الى امرأة جميلة المظهر, واذا فكرت انها مع رجل او حلمت ,او اشتهت ان تلبس او ان تتعطر او ان تفعل اي شيء, انها ان حصل لها اي شيء من هذا فان مأواها جهنم وبئس المصير .ولا يكون هذا للرجل
وفوق كل هذا انها لا تحصل على اي ثواب من الله الا عبر زوجها ورضى زوجها وعدا ذلك الى النار .تحت طائلة كل هذا جعلوها تسعى لعبوديتها وذلها بنفسها راضية مرضية ,فهي التي تختار!! ان تلبس الحجاب بل هي تختار!! ان تلبس الخمار او النقاب وتسير كخيمة سوداء كغراب اسود وهي مبتهجة انها نالت رضوان زوجها وشبخها وشيختها وبالتالي هي "اللهم ارضى عنها وارضيها "هي امرأة ملتزمة.
ان امرأة طبيعية وبحالها العادي لا يمكن ان تقبل الضرة لنفسها ,ولكنها في الدروس تكرز ان هذا "حلله الله للرجل" وهي تسوغ للرجل سلوكه بل تسوغ للرجل ان يضربها ان خشي عدم طاعتها على ان هذا الضرب فرض وامر من الله. ويحللن للرجل الهجران كما نصت الآية التي تأمر بالهجران في المضاجع والضرب اذا خشي الرجل من المرأة نشوزا استنادا الى الآية التالية وتفسيرها: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) ]

"الرجال قوَّامون على توجيه النساء ورعايتهن, بما خصهم الله به من خصائص القِوامَة والتفضيل, وبما أعطوهن من المهور والنفقات".
".....واللاتي تخشون منهن ترفُّعهن عن طاعتكم, فانصحوهن بالكلمة الطيبة, فإن لم تثمر معهن الكلمة الطيبة, فاهجروهن في الفراش, ولا تقربوهن, فإن لم يؤثر فعل الهِجْران فيهن, فاضربوهن ضربًا لا ضرر فيه, فإن أطعنكم فاحذروا ظلمهن, فإن الله العليَّ الكبير وليُّهن, وهو منتقم ممَّن ظلمهنَّ وبغى عليهن.."
طبعا يسمع الجيران صياح الزوجات اللواتي يتعرضن للضرب "الذي لا ضرر فيه"
ان الشيوخ يستغلون مثل هذه الآية لزرع الرعب في قلوب النساء وتطويعهن ,بما ان الله امر بالعظة من طرف واحد والهجران والتخويف من الضرة والضرب المقدس .ان مجرد الخشية من الترفع عن طاعة الرجل توجب العظة ثم الهجر ثم الضرب أي سلوك متصل يستهدف ارغام المرأة حتى تخضع وبالاعتماد على امر رباني
وهي ان لم تفعل هذا الشيء او ذاك فانها طالقة من زوجها وان لم يطلقها لأنه لا يعلم فانها تكون زانية وهو لا يكون زان مثلها "مع ان الزانية لا ينكحها الا زان او مشرك"
ان ضغوطا هائلة على رأس المرأة .
ومع ذلك حينما تأت مناسبة كرز من نوع آخر يكون الحديث عن الامتيازات الكبيرة التي حصلت عليها المرأة من قبل المجتمع العربي
ان التخلف شديد وهو يجند العادات والتقاليد والقيم ويجند الآيات والأحاديث لتسويغ الذكورية واخضاع المرأة وظلمها ثم: يعود التخلف وينتج نفسه في عقل المرأة فتقوم هي بتسويغ العقلية الذكورية المتصلطة على المرأة وتظهر بهذا انها المرأة التي يرضى عنها زوجها ويرضى عنها المجتمع الذكوري العقلية وان هذا تعبير اكيد عن رضى الله
ان المجتمعات لا ترتقي اذا كانت المرأة مضطهدة وهي في مجتمعنا مضطهدة ومقموعة ,وهي تحت الانظار فهذه لبست كذا وهذه مشت كذا وهذه تكشف وجهها سافرة بينما فلانه مستورة الوجه ويحفظها الله..
ان حرية المجتمع من حرية المرأة وان ضرب المرأة هو استعباد وذل .