ماذا حل باعدادية الجمهورية للبنات ؟



صبيحة شبر
2012 / 6 / 29

ماذا حل باعدادية الجمهورية للبنات ؟
كنت كلما تحدث امرؤ عن مستوى التعليم في بلاده سارعت الى الفخر بمدارس بغداد في الستينات ، حيث المستوى التعليمي العالي، والاهتمام بالطالبات وغرس بذور محبة الناس وتعزيز الثقة بالنفس والايمان بالغد وقدرة الانيسان على صنع الحياة الجميلة
تثير الدهشة من يدخل الى بناية تلك الثانوية ، يشاهد عددا من كؤوس الذهب والفضة المتلألئة ، التي كسبتها طالبات المدرسة وهن يحصلن على الفوز المتوج بالجوائز ، ويسير بضع أمتار ويرى النشرات الأدبية والعلمية ، تحثنا المدرسات على استعارة الكتب المتنوعة من مكتبة المدرسة الزاخرة بكل كنوز المعرفة ، وبعد القراءة العميقة نقوم نحن الطالبات بتحليل الكتاب المقروء ، وتصدر المجلات باقلامنا شهريا ، والنشرات الجدارية اسبوعيا
لانجد طالبة مقوسة الظهر كما هو الحال في عراقنا العزيز ، بل قامات شامخة معتزة بما حباها الله من نعم وجمال جسدي ومعنوي ، تقام دروس الرياضة في قاعات مجهزة باحدث الالات الرياضية ، ان حل الشتاء وانهمر المطر أدت الطالبات تمارينهن الرياضية في القاعة الرياضية الشتوية ، وان كانت السماء صحوا ، او الفصل صيفا انطلق درس الرياضة جميلا محبوبا في القاعة الصيفية ، درس الرسم يجري في قاعة الرسم وكل طالبة ترسم على لوحة مخصصة لها ، تقام المعارض الفنية في نهاية كل عام دراسي ، المستوى ا لعلمي عال جدا ، وتحرز الطالبات أعلى الدرجات في الفرعين العلمي والأدبي ،وهذا الحرص على مستوى التعليم لم يمنع ادارة المدرسة من الاهتمام باعداد الطالبات كي يكن امهات المستقبل يعرفن كيف يدبرن المنزل ويحرصن على الاقتصاد بالنفقات ، كانت مديرة المدرسة الست مكارم الكيلاني ، لم ار مثلها طيلة السنوات التي قضيتها في التعليم ، امرأة قوية الشخصية حنونة ، تتفقد امور الطالبات لأنها امهن التي جمعت الحزم والحنان معا ، كنا نتحدث معها حتى في امورنا الشخصية ونجد عندها الحل المقبول
كنت كثيرا ما أشتاق الى زيارة هذه الثانوية ، حيث قضيت بها عامين من أسعد ايام حياتي ، طلبت وزارات الدولة مؤخرا من موظفيها وثيقة التخرج من الثانويات ، رحبت بالمترح علني احظى برؤية الثانوية التي أحبتتها كثيرا ، ولكن خاب أملي ، لم اعثر على من يعرف لهذه الاعدادية مكانا في بغداد الجديدة ، استعنت بمديرية التربية كي تدلني على الموقع ، فاجابوني انه لايوجد ثانوية للبنات بهذا الاسم في بغداد الجديدة ، وانني من المحتمل ان انسى اسم المدرسة التي أحببتها طوال هذه السنين ، لهذا اقدم استغاثتي لحضراتكم ايها االسيدات والسادة ، هل ضاعت هذه الثانوية ؟ اندثرت ؟ فقدت معالمها ؟ خاربوها لانهم لايرغبون بمدارس قوية تحرص على ثقة الطالبة بحياتها والايمان بالمستقبل الواعد ؟ هل يحاربون المدارس القوية ،كي لانجد من يناضل من اجل الحياة السعيدة ؟ اين أجد الحقيقة ؟


صبيحة شبر