للبيع في المعرض



جمشيد ابراهيم
2012 / 7 / 3

عندما يعرض شيء فانه يعرض اما للبيع في السوق او في المعرض للنظر و لاجل جلب انتباه الناس تزين المواد المعروضة بشكل تفوق الزينة المادة المعروضة نفسها و تحول جميع المعروضات الى سلع ذات قيمة مالية معينة. عادة ما يعكس وجه الانسان او صورة فوتوغرافية له حياة الانسان على نقطة معينة في الزمان و المكان و لكن الفيسبوك facebook حوله الى معرض تفقد فيه الوجوه شخصياتها و تأريخها.

تتسابق جميع الاشياء اليوم الى السطح (الى الخارج) و يتحول جسم المرأة في مسابقات الجمال و عرض الازياء وعلى المجلات الاسبوعية و الخلاعية الى سلعة و كل معروض هو استغلال اي ان معرض جسد المرأة يقتل مسكن المرأة (جسدها) و يقول الفيلسوف الالماني Heidegger ان السكن في الالمانية كان يعني سابقا القناعة و الرضى و يهدد العرض الدائمي لجسد المرأة رضاها و قناعتها و السكن في العربية يعني الهدوء و الراحة و عرض مسكن (جسد) المرأة في السوق يعني القضاء على مسكنها و تشريدها و تعرضها الى دكتاتورية الرشاقة و الريجيم تزيد من مشاكلها في بيتها.

لكل شيء اصبح قيمة في سوق الدعارة و المعارض و اليوم لا تعرض جسد المرأة لوحده للبيع بل وصل الداء الى الرجل و الطفل على التلفزيون و الانترنيت. تحول العالم باكمله الى نقطة التقاء بين البيع و الشراء على حاسة العين. ازدادت دكتاتورية العين لتصل الى 100% على حساب الحواس الاخرى.
www.jamshid-ibrahim.net