التعري لا يعني التحرر



مها الجويني
2012 / 7 / 13

نشرت مؤخرا مجلة تونسية صورة لمذيعة و لممثلة محلية "سميرة مقرون" شبه عارية بلباس روماني يظهر بطنها العاري و هي حامل في أشهر متقدمة . كان للصورة وقعا كبيرا في الشبكات الاجتماعية " فايس بوك و تويتر" و اعتبرها البعض خطوة جريئة ومناضلة من طرف سميرة مقرون التي بعريها تحدت العادات و العرف ،و كسًرت الصورة النمطية للمرأة المتزوجة و الحامل التي تلتزم البيت وتحافظ على أسرتها . و يذهب أخرون الى أن عريها هو صفعة للحركات الاسلامية في تونس و لاسيما السلفية و الاصولية منها و من خلال عري سميرة مقرون نفهم أن التونسية لا ترضى بالتحجب و سلب حريتها و عليه فالجسد العاري تحول إلى سلاح في وجه القوى الرجعية و برهان لرفض حجب المرأة. الغريب في الأمر أن الحركة النسوية في تونس فيها عدد هام من المناضلات و المثقفات و الفنانات و المدافعات اللواتي يقاتلن يوميا من أجل الكرامة و الحرية ناهيك عمن يقمن بالبحث الميداني و يعرضن أنفسهن للضغط و المخاطر من أجل قضايا المرأة المهمشة ( الأم العزباء ، الفقيرة ، عاملات المناولة ، بنات الشوارع و البنت المغتصبة و المرأة الريفية و غيرهن من اللواتي يعشن ظروفا قاسية ). و مع الأسف صورة هؤلاء المناضلات بجميع أطيافهن من إعلاميات و محاميات و حقوقيات لم تحظى صورهن بمثل ما حظيت به الحسناء سميرة مقرون.
تعري الفنانات في تونس أمر معتاد في سينما و في الكليبات وفي الفيديوات الايروتيكية منذ عقود . لكن إعتبار ذلك ثورة و نضال أمر لا يستقيم في نظري . مالعلاقة التي تربط العري بالبطالة و استغلال النساء في المصانع و في البيوت ؟ كيف لثدي" سمير مقرون" العاري أن يحمل رسالة قمع الحريات في تونس ؟ و هل إنتهت كل قضايا المرأة لنختزلها فقط في دفاع على رغبة فناناتنا في التعري أمام الكاميرا وات مقابل شهرة و بعض الأموال ؟
و في حالة إعتبار التعري حل ومقياس للنضالية وفق ذلك تتحول بائعات الهوى و فنانات ميلودي و مزيكا رائدات نسويات و أمثلة يحتذى بها في المطالبة بحقوق المرأة عوض عن بشيرة بن مراد و توحيدة بن شيخ و نوال السعداوي ....