الجنس سلاح الامبريالية الغربية في اسقاط السياسيين



مكارم ابراهيم
2012 / 9 / 7

يقال وراء كل رجل عظيم امراة وانا اقول ان لم توجد تلك المراة فانهم يخلقوتها لاسقاط اي سياسي وحقيقة فان المراة سلاح ذو حدين مثلما تسهم المراة في اسقاط السياسيين يمكنها ان تسهم في انتخابه وفوزه بمنصب رئاسي مهم.
فللمراة اليوم كميشيل اوباما زوجة باراك اوباما رئيس الولايات المتحدة الامريكية اصبحت مشهورة اكثر من زوجها وهي المسؤولة اليوم عن الدعاية له وفوزه بمنصب رئيس الولايات المتحدة الامريكية. سابقا كان المرشح هو من يجهد نفسه في القاء الكلمات والدعاية لنفسه اما اليوم فان المراة و زوجة المرشح هي المسؤولة عن القاء الخطب بدل زوجها المرشح وتجهد نفسها بالقاء كلمة او كلمات عديدة في كل المدن لكسب تاييد الشعب لانتخاب زوجها فاليوم تستخدم الزوجة لكسب تاييد الشعب لزوجها المرشح من منطلق انها اكثر انسانة قريبة من زوجها وتطغو على كلمتها ذكرياتهم معا في السراء والضراء وابراز افضل الملامح عند زوجها واهتمامه باسرته كقاعدة اساسية لاهتمامه بشعبه فالذي لايهتم باسرته لايهتم بشعبه رغم ان التجارب تثبت ان الحكام العرب يهتمون فقط بعائلتهم اما شعبهم فالى الجحيم وهذه ثقافة عربية تختلف عن الثقافة الغربية فالزوجة الغربية تتحدث عن زوجها المرشح بداية من كونه انسان محب لاسرته وقد عانى الكثير في حياته فهو اكثر شخص يفهم معاناة الكادح والفقير خاصة في الازمة الاقتصادية وانتشار البطالة في العالم اليوم وارتفاع عدد الفقراء في كل مكان هكذا تتسم خطابات ميشيل اوباما التي تسعى الى مساندة الدعاية لزوجها ويبدو ان الشعب الامريكي يفضل انتخاب الرجل المتزوج او المراة المتزوجة وليس العازب وهذا يعني انه لايمكن للسيدة كوندوليزا رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة ان تنتخب كرئيسة وهي مازالت عازبة الا اذا اثبتت انها قادرة على ان تؤسس اسرة مثالية وانها كاي مواطن تفهم مشاكل الاسرة والى ذلك الحين عليها ان تجد العريس المناسب.
ومن جهة اخرى يمكن للمراة ان تسقط رجل نضالي وطني مثل جوليان اسانج فكلنا قرا عن الاتهامات التي وجهت للسيد جوليان اسانج مؤسس صفحة الويكيليكس حيث سعى الى فضح فساد وجرائم الحكومات في الغرب والشرق وكان من ابرز اعدائه الحكومة الامريكية بسبب فضحه لوثائق عديدة تكشف جرائم اعتداءات القوات الامريكية على المدنيين بالقتل والتعذيب سواء في غزو العراق او افغانستان وكان لهذا اثر كبير على الميزانية المالية التي تحلم بها وزارة الدفاع الامريكية من تمويلها وقد اثر ت الفضائح على اقناع الشعب الامريكي وحتى الاوروبي و اعضاء الكونغرس الامريكي بالحصول على دعم مالي اضافي لاستمرار بقاء قواته في العراق وافغانستان ولهذا كانت فضائح الجرائم التي قامت بها القوات الامريكية في العراق وافغانستان التي كشفها جوليان اسانج في صفحة الويكيليكس ساهمت في ارتفاع عدد الافراد المناهضين من الشعب الامريكي والاوروبي في بقاء القوات الامريكية وقوات التحالف في العراق وافغانستان وعلى الرغم من اسقاط تهمة الاغتصاب التي وجهتها امراة سويدية للسيد جوليان اسانج الا انه اعيد فتح القضية من جديد بعد اسقاطها .
وكلنا قرا فضيحة الاعتداءات الجنسية التي اتهم بها مدير صندوق النقد الدولي دومينيك والفضيحة وقعت قبل فترة قصيرة من ترشيحه لرئاسة فرنسا عن حزب الاشتراكيين وبهذا خسر الاشتراكيون الوصول للحكم مقابل صعود ساركوزي والجناح اليميني ماحدث في امريكا للسيد دومينيك و قبله فضيحة بيل كلنتون بعلاقته مع مونيكا لوينسكي قد اعتدنا على قراءة هكذا فضائح قام بها سياسيون في امريكا واوروبا ولكن مالم اتوقعه في يوم من الايام ان يستخدم موضوع المثلية الجنسية في دولة اسكندنافية مثل الدنمارك ضد رئيسة وزراء الدنمارك
لم اتوقع يوما من الايام ان تحارب امراة دنماركية بحياتها الجنسية كما يحدث مع رئيسة وزراء الدنمرك السيدة هيلة توني سميث رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي جدير بالذكر انها اول امراة تفوز بمنصب رئيسة وزراء في الدنمرك بعد مرور مئة عام على الاعتراف بحقها في الانتخاب والترشيح
لم يستطيع اعداء الكتلة الحمراء اعداء الاشتراكية ان يمسكوا خطا واحد او عيبا واحدا على السيدة هيلة توني سميث ولهذا امسكوا بزوجها السيد ستيفان كنوك حيث انه يسافر كثيرا الى سويسرا للعمل اي انه يتواجد في سويسرا والدنمرك بفترات متقطعة وبما انه متواجد في الدانمرك اكثر من 189 يوم في السنة فلذلك وجهت له تهمة التهرب من دفع الضريبة للدانمرك بحسب ايام تواجده في الدنمرك ثم اسقطت التهمة بتهربه من دفع الضريبة للدنمرك وتعقدت الازمة ثم طالت مستشارها الخاص سبندكتور انه قد سرب معلومات خاصة عن زوجها الى الجرائد وبداؤا باستخدام حياتها الجنسية لاسقاطها قالوا بما ان زوج رئيسة الوزراء يسافر كثيرا الى سويسرا ويترك زوجته السيدة هيلة توني سميث لوحدها اذا اكيد هو مثلي الجنس هوموسكسويل يعني له علاقة مع رجل وبالتالي علاقته الجنسية بالسيدة توني سميث غير حقيقية
تناولي لموضوع السيدة هيلة توني سميث اعتبره اضطهاد للمراة في الغرب وفي الدنمرك لانها المراة الوحيدة التي نجحت في اعتلاء منصب احتكره الرجل الدنماركي على مر العصور وهي تمثل رئئيسة الحزب الديمقراطي الاشتراكي المعارض لليمين المتطرف .
لماذا تحارب المراة بالجنس واتهامها بانها متزوجة من رجل مثلي الجنس رغم اننا نعيش في بلد متحرركالدنمارك ويحاول احترام الحياة الجنسية الحرة لافراده فالمفروض ان المثليين يعتبرون طبيعيين هنا ولايعتبرون خطا او عيب تابو يحاسب عليه الافراد فالدنمرك مجتمع محرر تماما من كل القيود البالية والتقاليد والخرافات الدينية ومع هذا يحاول اعداء الاشتراكية ان يمسكوا نفس سلاح الدول الاسلامية الرجعية محاربة نجاح المراة بالجنس لان اتهام زوج السيدة توني سميث بالمثلية الجنسية او الهومو هو اولا طعنة الى انوثتها ثانيا طعنة الى مصداقيتها امام نفسها فكيف اذن هي مصداقيتها امام شعبهاومصداقيتها امام شعبها هذه النقطة التي يحاربون فيها اخلاقية رئيسة وزراء الدنمرك رئيسة الحزب الديمقراطي الاشتراكي ولاننسى انها اول امراة في الدنمرك تعتلي منصب رئيسة وزراء
واضح ان فضائح الحياة الجنسية مسالة لم ننتهي منها الى الان فمازالت تستخدم لاذلال العدو السياسي
المشكلة هنا عندما نطلع على هذه الفضائح الجنسية ونحن نعيش في الغرب المتقدم المتحضر بشعوبه المتحررة نصاب بالياس عندما نفكر ر بالشعوب المتخلفة اصلا كالشعوب العربية او الشرقية المتدينة التي تتحدث ليل نهار عن الاخلاق والدين والحلال والحرام ومع هذا مايرتكب في الدول العربية والشرقية المتدينة يصعب كتابته او وصفه وتعجز اقلامنا عن تناوله فالفساد مبالغ فيه والجريمة مبالغ فيها والاغتصاب مبالغ فيه كل شئ في الشرق مبالغ فيه الحزن مبالغ فيه والفرح مبالغ فيه الحب مبالغ فيه والحقد مبالغ فيه لدرجة الارهاب
المبالغة تساوي التطرف تساوي الاعاقة
مكارم ابراهيم