ناقصات(أم ناقصون)..عقل ودين - الجزء الثاني



فاتن نور
2005 / 2 / 28

لا أريد ان يكون هذا الجزء بمثابة رد على الكم الهائل من الرسائل الالكترونة التي استلمتها بعد نشر الجزء الأول ولكني فقط احب التنويه الى نقطة مهمة استقرئتها من بعض مضامين تلك الرسائل التي تصور اصحابها بشكل او بأخر اني احاول التشكيك في الأحاديث النبوية الشريفة وفحواها لذلك انوه لكل القراء الأفاضل بان مبدأ التشكيك في مقالتي قائم ولكن ليس بما صدر عن فم الرسول(والله اعلم ما صدر حيث تفصلنا عنه اجيال واجيال وما وصلنا يسترعي الكثير من الحذر والأنتباه واليقظة) بل بما صدر عن الأفواه والأقلام الناقلة وتعميمها لما هو خاص وربما العكس صحيح ، هذا اضافة لعمليات الفصم المقصودة وغير المقصودة عن الموقف والظرف المحيط بكل مقولة وليس فقط المقولة التي هي موضع الحديث في هذه المقالة،نعم موضع مبدأ التشكيك من هذا الباب قائم وبحدة ولغايته!!!

لنعود الى جوهر الموضوع الذي اوجزت في جزئه الأول التوضيح وبأدوات الشريعة ذاتها الإلتباس المعرفي في مفهوم نقص الدين لدى المرأة الذي هو اكتمال وطاعة وعبادة أريد لها التشوية بأدخال عملية طرح ايام الحيض حسابيا وبذهنية باردة!!
أما نقص العقل لديها المقرون بالشهادة( والتي اكتفي هنا بما ذكرت عنها في الجزء الأول ) اولا ، وثانيا بالعاطفة التي ستكون هي المحور.

مَن يتصور انه مابين العقل والعاطفة، وادٍ سحيق، لابد انه يعيش وينتعش في هوة الوادي حيث يرى وكأن العقل هو جبل شامخ ببركانه من جهة ، والعاطفة هي الجبل الأخر الشامخة ببركانها من جهة اخرى وهو لا يدري بأنه غارق في حمم البركانين الممتزجة بشكل ليس من السهل فصله حيث ان ما يقذفه كل جبل لا يحمل إلا نفس المعادن والمواد والعناصر الطبيعية التي تنصهر وتمتزج لتزف للوادي عرس هيجان الطبيعة ببركانيها الأغرين!!
هل فهمت عزيزي القارئ؟ ( لم تفهم؟.. والله ولا انا!!!! اقولها من باب الملاطفة طبعا فانا احب المزاح فأعذروني إن شئتم).
ما قصدت هو انّ الخيط بين العاطفة والعقل رفيع ورقيق جدا حيث نكاد لا نراه وقد ننسب احيانا مايفعله البعض بدافع العاطفه ننسبة للعقل والتعقل والعكس أيضا صحيح،لنرى ما يقوله الأخيار من شيوخ الدين في مجال العقل والعاطفة:
"العقل من العقال ، بمعنى أن تمسك الشيء وتربطه ، فلا تعمل كل ما تريد . فالعقل يعني أن تمنع نوازعك من الانفلات ، ولا تعمل إلا المطلوب فقط ".. أنا استذوق جدا! حين ينسب العقل الى شيء أوجده او ابتكره العقل البشري حيث يبدو لي من الأصح ان ننسب العقال الى العقل لأن العقل موجود قبل العقال ولأن موضعه على الراس الذي يحتضن أدمغتنا وبالتالي عقولنا، المهم أن ما استفاض به فضيلة الشيخ حول العقل اردفة بعد ذلك بعاطفة المرأة التي هي اقوى(مفترضا ذلك طبعا) من عاطفة الرجل وقال:
"إذن فالعقل هو الذي يحكم الهوى والعاطفة ، وبذلك فالنساء ناقصات عقل ، لأن عاطفتهن أزيد ، فنحن نجد الأب عندما يقسو على الولد ليحمله على منهج تربوي فإن الأم تهرع لتمنعه بحكم طبيعتها"... هذا ما قاله الشيخ نصا وبدون تحريف، لو قال الشيخ بأن الهوى والعاطفة يحكمان العقل ! وبذلك فان من عاطفته اكبر تنقص مقدرته العقلية حيث سيكون العقل محكوما بكم اكبر من العاطفة سيكون تدرجه في السرد منطقيا ( في السرد فقط)، أما ان يقول ان العقل هو من يحكم العاطفة فهي بداية جيدة ولكن لو تدرجنا في التسلسل الذي اراده سيكون العقل منطقيا هو المسبب لزيادة العاطفة ونقصانها كونه الحاكم لها والمسيطر عليها والمبرمج لزيادتها ونقصانها فكيف تنقص مقدرته بزيادتها وتزداد بنقصانها وهو قائدها الأعلى الثابت وهي العنصر المتغير؟ على العموم انا فقط وددت الأشارة الى بعض التداخلات اللامنطقية التي ترد في تفاسير ومواعظ شيوخ الدين الكرام ليس إلا.. وكلنا بشر ومعرضين للخطأ والغفلة

تقرن العاطفة دائما بالمقدرة على ايجاد او إستيلاد الرأي السديد حيث يكون التناسب بينهما عكسيا .. بمعنى ان من لا يمتلك القدرة على الادلاء بالرأي السديد تكون عاطفته هي المتفوقه وبالعكس( طبعا نحن نتكلم عن الانسان الصحيح والذي لا يمتلك مرضأ يعيقه عقليا)، جميل وحسن وفي منتهى النضارة المنطقية لذلك اود استخدام تلك النضارة المطروقة بشدة في ساحات الجدال وكما يلي:

*هل هناك من سدادة عقل في تسلط الانسان على اخيه الانسان واستعباده وامتهانه؟ لآ اعتقد هناك من يقول نعم، ومن هم المتسلطون والمستعبٍدون عبرالتاريخ ؟هل هم بغالبيتهم نساء ام رجال؟ تذكروا سدادة العقل والعاطفة وتناسبهما العكسي ومن ثم نقص العقل كنتيجة !
*هل هناك من رجاحة عقل في ان نبلور انفعالتنا الأيديولوجية بالعنف والأرهاب؟ (ينطبق عليها ما ورد في الفقرة الأولى)
*هل هناك سدادة عقل في صناعة الحروب ونهب ثروات الشعوب وقتل الأطفال وسبي النساء بأنفعالات فكرية وأقتصادية وعقائدية؟ ومن هم صنّاع الحروب بألوانها وغاياتها؟( ايضا يشملها ما ورد في الفقرة الأولى)
*هل من سديد العقل واتزانه ان يتزوج الرجل اكثر من امراة ملتافا ومفككا لآحدىالأيات القرآنية لأشباع حاجاته العاطفية التي
يحاول ان يجملها بضرورات اجتماعية؟
*هل من سدادة عقل في استقطاب فيالق من الحريم والجواري في مجالس ومخادع السلاطين؟
*هل من الرجاحة العقلية ان يدع الأنسان اخيه الأنسان جائعا وبلا سقف يسكن تحت ظله؟ انظروا الى المجاعات عبر التاريخ وحتى يومنا الحالي.. من هم اللاعبون في الساحة؟

الأمثلة كثيرة ومتنوعة وكلها تصب في معادلة (ان صح تسميتها معادلة) التناسب العكسي بين سدادة الرأي والعاطفة التي على ضوئها يتم تعليل نقص المرأة العقلي بحجة عاطفتها ولم اخترع انا تلك المعادلة اطلاقا فقط استخدمتها وبنفس المنطق الذي يعللون به نقص العقل لدى المرأة على ضوء قنديلها!،والجدير جدا بالذكر هنا هو ذلك الإلتباس المتداول في مفهوم العاطفة حيث ان ذكر العاطفة والعواطف غالبا ما يربط بمفردات وديعة ومشوقة مثل الحنان، الشفقة ، الرحمة، الأبوة والأمومة..الخ وهي طبعا مفاهيم تقع في القالب العاطفي الحميد ولكن هناك من العواطف ماهو واقع في القالب المذموم او لنقل الغير حميد مثل الأرهاب، العنف، التسلط، الحماس المندفع، الجهاد بلا مسوغات ،التملك والأستعباد، النزوع للسيطرة والأستبداد.. الخ... وقد شاءت الأقدار المحملة بتاج الذكورة ان ينعت الانسان العواطف الحميدة نقصا والعواطف الغير حميدة سدادة رأي وتعقل!!!! مفهوم العاطفة والتفاعل معها والانفعال بها ومحاورها وانعكاساتها بشقيها موضوع عميق ومتشعب وليس بالبساطه التي يتصورها البعض، وقد يبدو غريبا لو قيل بأن الرجل يمتلك كما اكبر من العاطفة بمفهومها الشمولي!!!!
لنعود الى مثال الشيخ في استفاضته والذي فسر بها كيف ان عاطفة الأم هي الغالبة حين تصد زوجها عن القسوة( وربما الضرب) لحمل الولد على منهج تربوي: بالتاكيد الأب والأم حريصان على اولادهم وبنفس النسبة ولكن يفسر الأنفعال العاطفي الأبوي والذي ينضح من فرط حرص الأب على شكل صراخ حاد، قسوة وحرقة مجلجلة، شد الأذن ولوي الساعد... وغيرها من انفعالات عاطفية جياشه يلفظها الاب عن كاهله منفعلا بقيمة الحرص والتربية الهادفة تفسر على انها تعقل وصلابة، أما أتزان الأنفعال العاطفي الذي تلفظه الأم على شكل إمتصاص حالة الأنفعال العاطفي الأبوي في التوجيه وبمفردات العاطفة الحميدة التي ذكرتها فانه يفسر نقصا في التعقل!!! والحقيقة هي كلها أنفعالات عاطفية وتفاعلات انفعالية مع عاطفة الأبوة والأمومة بشكليها العنيف والمتزن
أحب ان اطرح سؤال مهم هنا: هل الأيديولوجيات المختلفة والمتضاربة هي مجرد انظمة فكرية تعقلية مجردة وغير مشحونة بأي عواطف وكأنها نابعة من عقول ميكانيكية بحتة ومتطورة عبر الزمن بالتفاعل العقلي البارد مع ما يدور في خضم الحياة من تغيرات؟ أنا شخصيا لا أعتقد بالتجرد العقلي لأي انسان وبالتالي لا توجد اي ايديولوجية وضعية بلا شحنات روحية وعاطفية، القصد هنا هو ان حياة الأنسان تدور في محور العاطفة بنوعيها العنيف والمضطرب من جهة والوديع الدافء من جهة اخرى وقد شاء الذكور وضع هالة وهاجة حول عواطف العنف والقسوة والتسلط والحماس والجهاد ونسبوها لرجاحة العقل التي اوصلتنا الى راحة البال والسلام الذي ننعم بدفئه مذ خلقنا!!!
والعواطف بمجملها هي اكتساب ومرتبط نوعها وتطورها بحزمة عتيدة من المتغيرات البيئية والأجتماعية والسياسية والجغرافية والتاريخية، ولا مجال للوقوف عندها هنا،
أخيرا احب ان أنقل نصا أحدى الرسائل الألكترونية التي وصلتني من أحد الأخوة الأفاضل الذي ولحسن الحظ لم يذكر اسمه الصريح حيث وفر لي وقت الترخيص الأدبي لنقل رسالته الذي كان لا بدّ منه في حالة ذكر اسمه كونها رسالة ارسلت على بريدي الشخصي ،انقلها حيث وجدت فيها مثالاً لآباس به على ما تحمله الأيديولوجيات العقائدية من شحنات عاطفية عنيفة قد تفقد البعض( أقول البعض مؤكدة) سدادة العقل، وبمنطق تلك الأيديولوجية يصبح مَن يفقد سدادة عقله بعواطفه الجياشه ناقص عقل!!

الصاعقة في الرد على الكلبة الناعقة
السلام على من اتبع الهدى
من الصاعق إلى معدومة العقل و الدين لا سلم الله حالك و لا رفع لك شأنا و لا أعلى لك راية و لا سلم لك قلما
كيف لحقيرة مثلك أن تتطاول و تشكك بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
اعلمي أن من ناقصات عقل و دين من هن أكمل من الرجال فهما و عقلا و دينا , و في خديجة رضي الله عنها و أمهات المؤمنات و الصحابيات عبرة ’ و منهن من أمثالك لا تعدل الحجارة دينا فيكفي من الحجارة من يسبح لله و يخر له سجودا.
ارجعي و ارتجعي و أوبي و توبي
الصاعق

هل يصح ان ننعت الأخ المسلم الفاضل( الصاعق) بالناقص كونه فقد رجاحة عقله ولم يكن موفقا في اختيار الرأي السديد لكتابة رساله رافضة بعاطفة عقائدية متزنة؟
جميل انه جاء على ذكر خديجة حيث بودي طرح سؤال: في وقتنا الحالي الذي نعتبره اكثر تطورا وانفتاحا من عصر الرسالة لو تزوجت امرأة ميسورة الحال في الأربعينات من عمرها صبيا يصغرها بعقدين او اكثر آما كان للمجتمع له معها شأن آخر حيث ستتهم المرأه بالتصابي والشبق وبأستغلالها لصبي في عنفوان شبابه وسيقال حقا هن ناقصات عقل ودين وليس هذا فحسب بل سيتهم الصبي بالطيش والإنزالق نحو الرخاء الأقتصادي السهل والإتكاء على اكتاف أمرأة تكبره سناً؟ نحن قوم نستميت لحجب الشمس بالغربال فبعواطفنا نزوّق الأشياء وبها نتملق ونحارب كما فعل عنترة وكليب ولها نحني ونجن كما جن من كان مغرم بليلاه ثم نتنفس الصعداء لنمتهن نسائنا بمقولات سمجة وشروح اكثر سماجه..
وكيف لا وهناك من هم فعلا ناقصون عقل ودين.

ملوحظة: لم أود ذكر اسم الشيخ الذي اوردت له مقتفطات من شرحه فأمثال تلك الطروحات كثيرة ولكن يبقى من حق كل قارئ مطالبتي بالأسم والمصدر


فاتن نور
05/02/27