لاجئات لا سبايا



دارين هانسن
2012 / 9 / 23

زيزفون ... أيعقل أن يبقى مختبئأ في حجره يصرخ بنا أين الصلاة وأمنا تحتضر؟!
وبيع الزبيب صار محرماً والحارات مقفرة تصفر بها الريح. وحده صوت حنا يرتفع: ماتت اليعربية فهل من أياد خالية من الموت تساعد بدفنها؟
في الملاجئ يبقى لليتيم فرصة البحث عن أم أخرى تعطيه صدرها فيرضع وينام. أما أن يبحث هؤلاء المشعوذين عن طفلة يقطعون لها صدرها فتدمى حتى الموت! فسيكون لهم وحدهم الموت.
هل صار نكاح القاصرات واجب وطني، وهل أصبح استغلال الأزمة السورية من أجل التنفيس عن العقد النفسية المتعلقة بالجنس شريعة أملاها عليكم دينكم؟
تفاجأت بصفحات كثيرة في الفيس بوك تحت عنوان أو مسمى ( لاجئات لا سبايا)
وقفت عند العنوان وفي قلبي أنثى تحترق..لاجئات لا سبايا حرب ...
لم يكتف بعض المهووسين جنسياً من دول الخليج بالتمتع بالنكاح مقابل النقود في عطلهم الصيفية، بل وصلت بهم الوقاحة إلى وضع سعر للزواج من سورية نازحة أجبرتها ظروف الحرب الدائرة الأن في البلد على اللجوء،ويتراوح سعر السورية بين 500 إلى 1000 ريال!!! اللعنة عليكم مرضى مههوسين جنسياً.
والألعن من ذلك هو حسب بعض صفحات التواصل الاجتماعي بأن بعض أئمة المساجد في تلك الدول صارت تقتصر خطبهم على هذا الموضوع تحديداً ونسوا ربهم واجتهدوا بإيجاد تشريع يحلل لهم جريمتهم ويقولب أمراضهم النفسية والكبت الذي يعيشونه إلى واجب وطني يمليه عليه شرعهم ودينهم.
أين أنتم يا أبناء الحرام من أطفال درعا وانقطاع الدواء عن المرضى وأين نقودكم التي تتباهون بها عندما تسنح لكم الفرصة بالممارسة الجنسية، أين هي عندما تفقد الدماء من المشافي الميدانية وتصير قطرة الدم حلم يمكن أن ينقذ حياة ألاف المرضى، أم تظنون بأن المرأة السورية هي مجرد لحم رخيص يباع في أسواق الجمعة والمحلات النتنة مثلكم. خسئتم وخسئت كتبكم وشرائعكم التي تحورونها حسب أمراضكم وعللكم النفسية.
كثر أيضاً عدد الدعاة الذين أعلنوا عبر صفحات التويتر على إقدامهم على الزواج من السوريات اللاجئات في دول الجوار كنصرة للقضية السورية!! ما هي الفائدة التي تعود على وطن يقتل به أطفاله كل يوم في حال أنك نفست عن رغبتك الجنسية والكبت الذي تعيش به؟ وكيف تنصر القضية السورية باغتصاب مراهقاتها؟ بعض من هؤلاء المرضى قد أعلن عن رغبته بالزواج من اثنين أو ثلاثة وفقاً لما يرضي الشرع والله!!!!
أي شريعة تتبعونها؟! أي إله تؤمنون به؟! منظر الأطفال بلا رؤوس ومنظر المهجرين والجياع ومنظر القتل الجماعي والمجازر الجماعية لم يحرك بكم النخوة لدفع القليل من ريالاتكم لإطعام طفل جائع، ولكن كل ريالاتكم تذهب لنصرة الثورة باغتصاب اللاجئات!! أهذا هو شرعكم؟؟
كثير من العقد والأمراض النفسية التي يعاني منها الشرق الأوسط وخاصة في البلاد الإسلامية والتي تذهب ضحيتها المرأة بكل الأحوال. من تحليل القتل تحت مسمى جريمة الشرف إلى تحليل الإغتصاب تحت مسمى الزواج الشرعي. وغيرها الكثير من العقد، وبالمقابل فإن الثورات العربية قد أتت بالملتحين إلى السلطة في كل من مصر وليبيا وتونس، ومن المتوقع أن يحصل ذلك في سوريا أيضاً. وكل ما يمكن أن يأتي به الملتحين رغم ارتدائهم الجينز والتيشرت هو فتاوى تحلل ذبح وقتل واغتصاب وتهجير وتهميش المرأة، إذاً أليس هو الوقت الأن لثورة أنثى تصحح مسار الأمور في الشرق وتثبت لأولئك الملتحين وجود المرأة وبقوة في تلك البلاد؟
ولكن رغم حقارة الظروف وضعف النساء واستسلام أغلبيتهن للوضع كما هو فإن
المرأة السورية أثبتت بأنها أقوى من كل الضعف وأشجع من كل الخوف وأنبل من الله نفسه، فليصمت السمسارون المرضى وليبحثوا عن فريسة أخرى رخيصة بعيداً عن أقدام الفتيات السوريات اللواتي إذا غضبن فجرن رؤوسكم بقوة لم تتخيلها عقولكم المريضة التي اعتادت على التقوقع خلف ما تسميه اجتهاد شرعي.
ولنساء سوريا أقول لكن قوتكن وكلمتكن.وللمغتصبات تحديداً أقول: جسدك ملكك وحدك وليس ملك مشاع لأبناء القبيلة يحللون ويحرمون به، وفقد العذرية ليس هويتك التي ينظر إليك على أساسها. ولكن كلمة لا لمثل تلك العروض الرخيصة هي هويتك وكيانك الأنثوي. ولأولئك الدعاة والمهووسين جنسياً من الأفضل لكم أن تذهبوا إلى كازينو ليلي أو محل لبيع أفلام البورنو ولتجتهدوا بإيجاد تشريع يحلل الذهاب إلى أماكن للمارسة الجنسية فقط ويحلل لكم التفرج على أفلام البورنو، وللتركوا فتيات سوريا يتنفسن الحرية ويشعرن بالأمان بعد أن فقدن الأمان في بلدهن بسبب الحرب الدائرة هناك.