ميراث النساء وجرائم القتل



عبد العزيز خليل إبراهيم
2012 / 10 / 7

حرمان النساء من قبل الآباء والأبناء في البلاد العربية والإسلامية في وقتنا الحاضر
من أعراف وعادات الجاهلية الأولي ، فالمرأة لها الحق الشرعي في الميراث الذي أمر الله تعالي به في قرآنه الكريم ، والذي لابد أن تحصل عليه مهما كانت الخلافات والمعوقات في العائلات العربية والإسلامية كلها وذلك بعد موت الآباء والأمهات الذين يتركون لهم الميراث فيجب أن يوزع بالحق والعدل علي الأبناء ذكور وإناثا فهذا أمر الله ومن المعلوم أن الميراث في دين الإسلام أيضا هو مرتبط ارتباط وثيقا بحياة المسلم الدينية والدنيوية وقد فصله القرآن الكريم تفصيلا دقيقا واهتم به اهتماما كبيرا حتى كان الوعيد شديدا في مخالفة هذا النظام بقدر ما كان الفوز عظيما في تطبيقه والالتزام به قال الله تعالي عقب آيتي الميراث في سورة النساء ( تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعدي حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ) .
فالاعتداء علي الميراث سواء كان أموال أو عقارات أو منقولات أو سيارات وغير ذلك من قبل الآباء أو الأبناء أو الأقارب لمنع النساء من حقهم هو من أكبر الكبائر والذنوب عند الله تعالي ، وهذا العمل أيضا هو جريمة نكراء ، وهو تكرار للوضع الجاهلي الذي رفضه الإسلام الحنيف فقد كانوا في الجاهلية يمنعون النساء والصبية من الميراث فلما جاء الإسلام منع هذا العمل الجاهلي الظالم ونزل قول الله تعالي في كتابه الكريم ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا ) .
فالبعض من الرجال سواء من الآباء والأبناء والأقارب في مجتمعنا العربي والإسلامي مازال يعيش بعقلية جاهلية ترفض توريث النساء من الميراث الذي قرره الله لهم وهذا لأنهم يعتبرون النساء مخلوق درجة ثانية وهذا حرام ولا يرضي الرحمن تعالي وهذا تعطيلا لحدود الله والقانون وهو أيضا قطيعة للرحم والتراحم بينهم قال تعالي ( اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام )
وقال تعالي أيضا ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي أبصارهم ) سورة محمد فجريمة منع الميراث عن النساء أو عن الأولاد كانت نتيجتها ظهور الحقد والغل في القلوب ومن هنا حدوث جرائم القتل في الأسرة الواحدة فقد ظهرت في الأونة الأخيرة في المجتمعات العربية جرائم قتل كثيرة يندي منها الجبين فنجد بعض النساء يقتلون أخواتهم الرجال بسبب حرمانهم من الميراث الذي حدده الله تعالي لهم وهذا أيضا بناء علي وصايا آباءهم قبل أن يموتوا بمنع الميراث عن البنات وهذه وصايا باطلة يجب عدم العمل بها لأنها من أنواع الظلم وأكل الحقوق التي حرمها الله علي الناس في الحياة فهذا الظلم البين تظهر من وراءه جرائم القتل من قبل هؤلاء النساء المظلومات فيقومون بقتل أخواتهم الذكور إذا جاءتهم الفرصة وعند ذلك يذهب المقتول إلي المقابر ليدفن بعد الحقيق في الحادث وتذهب القاتلة إلي السجن أو تنفذ فيها جريمة الإعدام بناء علي تحقيقات النيابة وفي النهاية يكون الخراب التام لهذه الآسر المتشاحنة بسبب الميراث القاتل ، وهذه الجرائم المتشابكة أيضا هي نتيجة إفرازات اجتماعية لم تعالج من الجهات الاجتماعية والدينية بأسلوب سليم ، فهؤلاء النساء القاتلات هم محرومات من الحقوق الشرعية في الميراث وذلك نتيجة الجشع والطمع والأنانية وحب الدنيا من قبل أخواتهم الذكور أو أقاربهم الظالمين الذين يريدون سلب حقوقهم بدون وجه حق .
فالأخوات من النساء الذين ارتكبوا جرائم القتل ضد أخواتهم الرجال كان عليهم أن يؤخذوا حقهم بالطرق المشروعة عن طريق أقسام الشرطة أو رفع القضايا في المحاكم علي أخواتهم وأقاربهم أكلي الحقوق بغير وجه حق لينالوا حقهم بالطريقة المشروعة فإن ضاع حقهم في الدنيا عليهم أن يمتثلوا للصبر فالله سوف يعطيهم حقهم في الآخرة أو يعوضهم بدل منه في الدنيا فالله لا يضيع أجر الصابرين أبدا .
فأننا ننادي الهيئات القضائية في البلاد العربية والإسلامية تفعيل القوانين الخاصة بالميراث لضمان أخذ النساء ميراثها وجميع حقوقها الآخري فإن الظلم لا يدوم ويجب توعية الناس وإرشادهم في وسائل الإعلام المختلفة من صحف وانترنت وفضائيات ومنابر المساجد والندوات والاجتماعات في خطة إعلامية محكمة للقضاء علي ظاهرة منع النساء من الميراث ومنع جرائم القتل بينهم وتعريف الناس بخطورة هذا الجريمة عند الله تعالي وعند القانون ويجب توعية الناس أيضا أن تتعلم العدالة والحق في كل شئ وأن تربي أولاده علي احترام الحقوق مع الغير ومع بعضها البعض في توزيع الميراث بعد وفاتهم ونشر المحبة والتراحم بينهم فإن هذه الوصايا والتعاليم الطيبة قد تنفع الأولاد فيما بعد وتنفع أبائهم في الآخرة لأنهم علموا أولادهم الأدب والاحترام والحق والعدل في الدنيا فيعيشوا سعداء في الدنيا والآخرة فهذه هي التربية الصحيحة للقضاء علي ظلم النساء في قضية الميراث .