متروالإنفاق ام مترو النفاق الاقتصادي



طه رشيد
2012 / 10 / 11

هنا في بلاد الإفرنج
الفتاة تقود حافلة نقل الركاب
يتطاير شعرها من خلال النافذة
لا تعرف جدائلها من خيوط الشمس الاولى .
قمامة الحي ترفعها شباب وشابات  في العشرين من اعمارهم ، إحداهن ترمي الزبالة، مسرعة ، في الحاوية الكبيرة . واحدة تهرول لقيادة سيارة القمامة  والأخرى تعلقت مع زميلها في الخلف . ما أطيب عطرها!
في مترو الانفاق فتاة زنجية مكتنزة تلف ساقيها على جمال ساحر ، تتصفح مجلة او تقرأ في كتاب ، سرعان ما تترك مكانها لرجل مسن .
في المستشفى، حيث الطبابة المجانية ، يندر ان تعثر على رجل ، وإن وجدته فسوف لن يكون الا بقلب امرأة عاشقة . 
يا لطيبتهم !
في البريد القريب تستقبلك فتاة سمراء وتودعك أخرى من جنس آخر .
في هذه المدينة يجتمع العالم اجمع . 
في المصرف ، ابتسامة الموظفة تنسيك رقم حسابك!
في المدرسة يختلط الحابل بالنابل من اجل مستقبل ابهى.
الاطفال يتغزلون بمعلماتهم،
والأمهات يرافقن أبنائهن للمدرسة جيئة وذهابا.
في المقاهي والمطاعم ، والمخازن والاسواق وفي محلات العطور ، ما احلاهن !
بدونهن لا طعم للنصف الاخر
ذاك النصف الاجلف الذي طغى واستكبر في بلادي
في بلاد النفط والعجائب، صار مترو الانفاق المنشود مترو النفاق الاقتصادي ، مشاريع للابتزاز والتلاعب بالمال العام .
في بلادي صارت المستشفى ملجأ للأمراض والرشوة.
في بلادي ترمى القمامة في اي مكان، 
وفي بلادي عيب على المرأة ان تمسك بكتاب في الشارع او في مقهى.
في بلادي، المرأة المنتخبة للدفاع عن شقيقتها تدافع بحماس عن تعدد الزوجات!
في بلاد النفط والعجائب وزارة المرأة يديرها وزير !
في بلادي ..
لا يستقيم الامر في بلادي ما دام للرجل السلطة المطلقة. بسببه كل الخراب الذي نراه ونعيشه .