مباراة انسانية بين حلف الفضول واتفاقية جنيف



ناديه كاظم شبيل
2012 / 11 / 18

مباراة انسانية بين حزب الفضول ومعاهدة جنيف !
بطبيعة الحال ،لا تخّلف الحروب الا البؤس والكوارث الانسانيه ، فيسعى الحكماء في تلك الدول لترميم ما دمرته الحرب ،وانقاذ مايمكن انقاذه من مخلفاتاتها الكارثيه ،وحماية الابرياء التي طالتهم نار الحرب التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل باحلاف اومعاهدات كما في حلف الفضول بمكة واتفاقية جنيف .
سنتحدث قليلا عن حلف الفضول الذي عقد عام550 م بعد شهر من انتهاء حرب الفجّار بين كنانه وقيس عيلان ، وقد شهده النبي محمد (ص) وقال عنه ( لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان مااحب الي من حمر النعم ولو دعيت اليه في الاسلام لاجبت ) .
سببه ان رجلا من زبيد خرج للتجاره فاشتراها منه العاصي بن وائل وكان ذا قدر وشرف بمكه فحبس عنه ماله فاستعدى عليه الزبيدي ( واغلب ظني انه من العراق ، حيث ان معظم سكان محافظة الكوت وضواحيها من زبيد ) الاحلاف لعقّة الدم فابوا ان يعينوه خوفا من العاصي فصعد الرجل جبل ابي قيس عند طلوع الشمس وقريش في انديتهم حول الكعبه ونادى باعلى صوته :
يا للرجال لمظلوم بضاعته
ببطن مكة نائي الدار والحجر
ومحرم اشعث لم يقض عمرته
ياللرجال وبين الحجر والحجر
ان الحرام لمن تمت كرامته
ولا حرام لثوب الفاجر الغدر
فاجتمعت هاشم وتيم بن مره في دار عبد الله بن جدعان وتحالفوا بان يكونوا يدا واحده مع المظلوم على الظالم .

وبعد الحرب العالميه الثانيه ، ونتيجة للكوارث الانسانيه الرهيبه ، عقدت اتفاقية جنيف في 28 يوليو سنة 1951 ، وقع عليها اكثر من 130 بلدا وذلك لحماية اللاجئين الفارين من بلدانهم نتيجة الهروب من الجنديه او الخوف من السلطه او المرض او العوز او الجنس او الدين او الانتماء السياسي او العرقي ، واستفادت مختلف الشعوب ( وليست الاوربيه فقط )التي تعرضت للحروب والكوارث الطبيعيه من هذه المعاهدة الانسانيه .
ثم لائحة حقوق الطفل عام 1989 التي تنص على حماية ورعاية الطفل نفسيا واقتصاديا وصحيا الى ان يبلغ السن القانوني .
ذكرت هذا وانا استذكر ماعرضته قناة ال ام بي سي ليلة البارحه عن مأساة انسانيه تمر بها عائلتين ، احداهما سعوديه ( اي والله سعوديه )والاخرى تركيه مقيمه في السعوديه ، شاءت الفوضى الاداريه في مستشفى الولاده ان تتبادل العائلتان اطفالهما الحديثي الولاده ، واحس الاب التركي ان هذا الطفل سعودي وبدأ الشك ينهك تفكيره ومر باوقات عصيبه بين الشك بعفة زوجته وقتلها ثم الانتحار او بين ان يكون وليده قد استبدل بطفل سعودي سهوا او تعمّدا ،واخيرا وبعد سنوات من القلق والعذاب والشك المدمّر ،هداه تفكيره الى تحليل الحامض النووي لطفله لتكون النتيجة المرّه بان الطفل لا يعود له او لزوجته ،وتبدأ من جديد رحلة البحث عن الطفل الحقيقي ، وتأكد له ان طفله قد استبدل بطفل سعودي ولكن جاء الاكتشاف بعد ان كبر الطفلان واصبح كل منهما جزء لا يتجزأ من عائلته الوهميه .
الان تعاني الام التركية من صراع نفسي رهيب ، حيث لا يمكنها مفارقة طفلها الذي ارضعته حولين كاملين ولا تستطيع ترك طفلها الذي نما في احشائها وكذلك الام السعوديه وطال هذا الشعور الطفلين ايضا ، فكلاهما يريد كلتا الوالدتين ، والدموع تجري حرّى في عيون الجميع ولا من سامع ولا من معين او مجيب .
ترى اتعجز الحكومة السعودية التي يحج ويعتمر الملايين في ارضها (المقدسه) كل عام والتي تجني جراء ذلك المليارات من الدولارات علاو ة على ما يدر ّعليها النفط من ثراء (فاحشششششششششششششش ) ايعجزها ان تمنح الجنسيه السعوديه للعائلة التركية المنكوبه ؟ اراهن (وانا الرابحه ) لو ان هذه القضية الانسانية عرضت على احدى الدول التي شاركت في اتفاقية جنيف ، لسارعت كل الدول المشاركه لمنحهم حق اللجوء الانساني ، وصدق محمد عبده حين قال (وجدت في اوربا الاسلام ولم اجد المسلمين ، ووجدت في الدول العربيه المسلمين ولم اجد الاسلام ).