المجتمع الاسلامي في القرن ال21



نبيل العدوان
2012 / 11 / 20

بمقالتي بعنوان رحلتي الى الجنة تطرقت الى مظاهر التدين والتشدد التي شاهدتها خلال زيارتي الاخيرة للاردن بهذه المقالة ساتطرق للجانب الاجتماعي والمعيشي من خلال بعض ما شاهدت, وقبل الدخول بالموضوع اود ان اشارككم بحديث جري بيني وبين احدى مضيفات الطائرة وهي من جنسية غير عربية وكان سؤالها موجه الي وهو لماذا الافراط بالانجاب عند العرب والمسلمين, وهذا كان مفاجاة لي ووضعني بموقف محرج ولم استطع الاجاية بل كان علي ان اوافقها الراي, ثم اوضحت قائلة معظم العائلات التي تنجب اطفالا كثيرين هم من الطبقة الفقيرة فكيف بامكانهم توفير حياة كريمة اساسها بيئة صحية تربويا وتعليميا

التباين بين طبقات المجتمع الاردني رهيب, حيث اصبحت هناك فئتان فئة غنية تعيش برفاهية وفئة فقيرة معدمة تحيا حياة لا تحسد عليها , هناك القصور والسيارات الفخمة وحياة البذخ والترف والسهرات والمطاعم والخادمات , وهناك الناس التي لا زالت تعيش في الخيام وتكافح من اجل توفيرالطعام لابناءها وهناك فئة من الشباب المتسكع او الصيع لا تتوفر له فرص العمل ولا اي نشاطات رياضية او ثقافية يل تمضي وقتها على جانب الطرقات في شوارع الثقافة بالشميساني الذي ليس له علاقة بالثقافة بل بالمحجبات العاشقات وكل منهن تنتظر لقاء عشيقها بعد غروب الشمس وحلول الظلام يعني على المخبى والمستور وفي الشوارع المظلمة والبعيدة عن الانظار, وهناك شارع الوكالات بالصويفية والذي ليس له علاقة بالوكالات وهو لا يختلف كثيرا عن شارع الثقافة , فماذا نتوقع من هؤلاء الشباب وما هو المستقبل الذي ينتظرهم؟

نعم هناك تباين واضح بين طبقات المجتمع الاردني فالقصور منتشرة من عبدون الى ماحص ودابوك والسرو وغيرها , والغني اصبح اكثر غناء والفقير اكثر فقرا والطبقة المتوسطة انقرضت ولم يعد لها وجود , رايت بعض السيدات من الطبقة الغنية وحولهن خادمات وهن يقمن على رعاية وتربية الاطفال . فعلا شئ محزن ومقلق.

الى اين يذهب هذا المجتمع ؟ البعض يبحث عن لقمة العيش والبعض الاخر لا يستطيع ان يحصي او يعد ثروته ومشغول بالمليارات وسيارات اللامبورجيني والبنتلي والروسيات والاوكرانيات والسهرات والنايت كلوب ومقاهي الاركيلة والمطاعم الامريكية الفخمة لكن الاهم والاخطر برايي من هذا كله هو التطرف والجهل المنتشر بكثرة حتى الذين يدعون انهم مثقفين وحاملين شهادات وعاشوا بالغرب لا زالوا متخلفين

واليكم قصة حدثت ايضا اثناء زيارتي وكانت بصحبتي ابنة العم اميرة , رياض سائق تاكسي شاب انيق مرتب عرف عن نفسه وقال انه متعلم وعاش في بريطانيا وعمل مع الجيش الامريكي وفجاة رن تليفونه وكانت على الخط فتاة تدعى ريتشل وكان يكلمها بالانجليزية ومن متابعة حديثه كان يقول لها ان المرأة في مجتمعنا يجب ان تطيع الرجل وانها يجب ان ترضخ له وترضى بكل شئ حتى ان لم تكن مقتنعة .... الخ من النصائح , بدات اميرة تفقد صوابها وقالت له هذا شئ غير معقول وغير مقبول وما ان انتهى من مكالمته حتى انهالت عليه وقالت له انت تدعي انك مثقف وعشت بالغرب هل هذا ما تعلمته من الغرب عن مساواة المراة والرجل؟ انت لا تزال تتكلم وتؤمن ان المراة تابعة للرجل وخادمة فانت لا تزال تعبش زمن النبي اي من 1400 عام نحن بالقرن ال 21, كان بالاحرى بك ان تكون قد تعلمت الجيد من الغرب وتعود لتنوير هذا المجتمع ليس ان تصبح واحد منهم , فقال لي بالامس ذهبت الى البيت وكانت زوجتي على الفيس بوك تكلم اقاربها بفلسطين وكان ينتظر منها ان تجلب له العشاء , طلبها عدة مرات فلم تاتي, وعندما اصبحت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل فقد صوابه وقام بكسر الجهاز الذي يربط الحاسوب بالانترنت وحينها اعتذرت زوجته منه, اعتقد رياض انه يبرر كلامه لكن لم يعرف انه كان يزيد الطين بلة او كما يقال اجا يكحلها راح عماها , فقلت له اليس باستطاعتك ان تحضر العشاء بنفسك وما هي المشكلة في ان تكلم زوجتك اهلها كان بامكانك ان تحضر الطعام وتجلس بجانها , هل تعتقد انها خادمة عندك؟ اين المساواة بالزواج , ثم بدات اميرة محاضرة مشابهة, وبعد ان شعر انه في ورطة قال والله انتم الصح ووعدنا بتغيير اسلوبه مع زوجته

بالعودة الى صديقتي المضيفة سالتني سؤال اخر لماذا لايحدد العالم الاسلامي النسل مثل الصين بحيث لا يسمح باكثر من ولد ؟
فعلا سؤال صعب والجواب قد يكون اصعب او حتى قد لا نجد الجواب المنطقي او قد احتاج لكتابة موضوع كامل من اجل اعطاء الموضوع حقه فهو بلا شك مهم ويحتاج للبحث.