كما تدين تدان



بشرى العزاوي
2012 / 11 / 21


امرأة كبيرة في السن تجول الشوارع تبحث عن ما مكتوب في قصاصة صغيرة, وكل شخص يصادفها يعطيها وصف خاطئ ويبعدها عن المكان المقصود لجهله إياه ,وبقيت المرأة في حيرة ... أي طريق تسلك ؟ تائهة في الطرقات وخائفة من عبور الشارع لسرعة السيارات المارة ,ولولا أولاد الحلال الذين امسكوا بيدها لما وصلت إلى الجهة الثانية سالمة, وللأسف أن هذه المرأة ليست الوحيدة التي تعاني من إهمال أبنائها ,وتركهم لها بل هناك العشرات منهن يجبن الشوارع ,فكيف للابن او البنت او حتى الزوج اذا كان على قيد الحياة ترك امرأة طاعنة في السن تخرج من البيت بمفردها !! فلو كانت زوجة الابن هي التي رغبت بالخروج فهل كان سيتركها تخرج وحدها ؟ أقول بالتأكيد لا , بل بالعكس نراه يخاف عليها ويمسك بيدها عند عبورهما الشارع او حتى عند سيرهما في الطرقات العادية , فأي خصوصية هذه ؟ فهل مكانة الزوجة أعلى شأنا من مكانة الأم التي ربت وسهرت الليالي وأوصلته إلى ما هو عليه وهل هذا جزاء التعب ؟ فالبعض منهن تحتاج إلى عناية خاصة لفقدانها الذاكرة مثلا فكيف للابن أو البنت ترك امرأة طاعنة في السن تخرج وهي بهذه الحالة... فكم امرأة خرجت من البيت ولم تعد إليه ,بسبب ذهابها لمناطق غريبة عنها وربما تسافر إلى محافظة أخرى وهي تجهل ذلك ,وستعاني ما تعانيه من مأساة ,حيث لا تجد مكاناً يؤويها والمسكينة تقع وتقوم بمفردها دون أن تجد احداً تتكئ عليه ,وكم من امرأة توفيت نتيجة تعرضها لحادث سير أو ارتفع ضغطها وغير ذلك من مسببات الموت ,أن المسؤولية الكبرى تقع على الأبناء فهم وحدهم يتحملون النتائج بأكملها لان هم السبب فقد نراهم يتعمدون تجاهل ذلك الأمر لإرضاء زوجاتهم او من اجل الإرث او قد يكونوا غير مبالين لوجود أمهاتهم ولانشغالهم في العمل والأسباب كثيرة لذا عليهم الاهتمام بوالديهما وان لا يتركوهما يخرجا من البيت وخاصة إذا كانا يحتاجان إلى عون .فمسك أيديهما لا ينقص من قدر الأبناء بل بالعكس سيرفع من شأنهم وسينعمون براحة البال والضمير وهكذا هي الحياة كما تدين تدان فسيأتي يوم ويتعامل أولادهم بالمثل .