نحو حماية المرأة الكوردستانية قولاً وفعلاً ....؟!



شه مال عادل سليم
2012 / 11 / 24

اليوم العالمي لمكافحة العنف ضدّ المرأة ......

احتفاءاً باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة والفتيات الذي يصادف يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام ، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 من نوفمبر من عام 1999 , ودعت فيه الحكومات والمنظمات الدولية ، والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم أنشطة وفعاليات في هذا اليوم تهدف إلى زيادة الوعي من أجل إنصاف المرأة ، وبذل المزيد من الجهود للقضاء على العنف ضدها ، وتخليصها مما هي فيه من ظلم واضطهاد وعذاب (1 ).
يحل علينا هذا اليوم في ظل محيط دولي يشهد استمرار كل مظاهر العنف ضد المرأة بالنظر لهشاشة وضعها داخل المجتمع والنظرة الدونية وثقافة التمييز و عدم احترام التزامات الدول بشأن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية خاصة في مجال الصحة والتعليم والتشغيل والسكن وباقي الخدمات الاجتماعية الأساسية . فرغم الخطاب الرسمي المعلن في اقليم كوردستان ، حول مكافحة العنف ضد المرأة و الجهود المبذولة ، فإننا ما زلنا نسجل ضعف المؤشرات الدالة عن إرادة حقيقية لاستئصال العنف ضد المرأة من منابعه الكامنة في سيادة ثقافة التمييز، والمكرسة في اغلب الترسانة القانونية والبرامج التعليمية وفي المادة الإعلامية . و تتجلى أهم الانتهاكات ضد المرأة في ما يلي :
التحرش الجنسي بشتى أوجهه , نقص التعليم و التغطية الصحية خصوصا في القرى والقصبات الكوردستانية , الضرب و العنف و الاغتصاب ,انتشار ظاهرة ختان النساء والفتيات وخاصة في القرى والقصبات الكوردستانية , الدونية المتوارثة , وجميع أنواع العنف الأسري والنفسي وشتى أنواع الضغوطات التي تقيد حرية المرأة وتهين كرامتها وتقلل من قيمتها وإنسانيتها......
انتحار النساء الكوردستانيات حرقأ :
حول استمرار ظاهرة انتحار النساء حرقأ في المجتمع الكوردستاني يرى الكثير من الخبراء و الباحثين المهتمين بهذه الظاهرة الخطيرة في الاقليم ، بان من الممكن ان تكون حالات الانتحار حرقأ بين الفتيات والنساء اكثر بكثير من الحالات والارقام المعلنة من قبل مديرية مواجهة العنف ضد المرأة في الاقليم ( 2 ) ، ولكن بسبب العادات والتقاليد الموروثة والاعراف العشائرية المتخلفة التي تكبل ارادة المرأة الكوردستانية وتعطل طاقاتها بجملة من القيود البالية التي لا تعترف بدور المرأة خارج إطار (الإنجاب وتربية الأطفال ومسئولية البيت )،والتي تؤدي بدورها الى عدم وصول قضايا كثيرة إلى المحاكم والجهات المعنية في الاقليم ...بالاضافة الى (التفسيرات الدينية المتشددة للقرآن والتي تبرز كتحديات حقيقية أمام تمكين المرأة من التقدم وكسر القيود)
......وعليه فإن المطلوب ليس فقط الادانة وكشف المزيد من حالات العنف ضد المرأة , بل واتخاذ كافة الوسائل من اجل ردع المعتدي وانقاذ حياة المئات من البريئات من الموت والحروقات والتشوهات وخاصة بعد ان اصبحت ظاهرة الانتحار حرقا من الظواهر المخيفة في اقليم كوردستان تهدد مجتمعنا الكوردستاني رغم وجود المحاولات للحد من هذه الظاهرة المخيفة إلا أن عدد النساء اللواتي يقدمن على الانتحاراو يتم (حرقهن) من قبل اسرهن في تزايد مستمر.................
وبهذه المناسبة إذ نستحضر المجهودات المبذولة من طرف حكومة الاقليم و الحركة النسائية الكوردستانية من أجل إقرار كافة حقوق المرأة الضامنة لكرامتها الإنسانية، وكافة النضالات التي تخاض في مواجهة الانتهاكات التي تطال حقوقهن في عموم الاقليم ,نطالب باستمرار العمل و النضال من أجل:
مكافحة ثقافة التمييز بجميع أوجهها , تشجيع تدريس الفتيات و تكوينهم من جميع النواحي , محاربة التحرش الجنسي بشتى أوجهه , الاهتمام الصحي بالمرأة خصوصا الحوامل , و ضع ترسانة قانونية لحفض مكانة المرأة و محاربة الفهم الخاطئ لحقوقها وواجباتها ومحاربة ظاهرة الختان .............
اخيرأ .....بهذه المناسبة اناشد كافة المنظمات الانسانية والتنظيمات النسائية والشخصيات المدافعة عن حقوق المرأة عن رفع وتيرة النضال ضد النظام الذكوري المتسلط وذهنيته , كما اوجه ندائي لكافة النساء في كافة ربوع كوردستان المُجزأة الأوصال ان ترص صفوفها وتنظم كل قواها في النضال من اجل الحرية من خلال تطوير حملة نشاطات نسوية ديمقراطية مدنية لازالة كافة اشكال العنف والتمييز ضد المرأة .....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة , ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنطيم أنشطة في ذالك اليوم تهدف إلى زيادة الوعي العام بتلك المشكلة , وقد درج أنصار المرأة على احتفال بيوم 25 نوفمبر بوصفه يومأ ضد العنف منذ عام 1981 , واستمد ذالك التاريخ من اغتيال الأخوات الثلاثة ( ميرابال ) اللواتي كن من السياسيات النشيطات في الجمهورية الدومينيكية، وذلك بأمر من الدكتاتور الدومينيكي رافائيل تروخيلو (1930-1961) ....
2 ـ اشارت الاحصائيات التي نشرت بموقع وزارة الداخلية بحكومة اقليم كوردستان العراق ,الى ان مديرية مواجهة العنف ضد المرأة ، وهي احدى الدوائر المرتبطة بوزارة الداخلية ، وثقت 10 حالات إنتحار حرقأ، و13 حالة اصابات بحروق، وهي حالات مشكوك في انها محاولات للأنتحار ايضا، مع حالة واحدة للقتل، إلى جانب 18 حالة تعذيب جسدي في محافظة اربيل ، و59 حالة في السليمانية ، و13 حالة في منطقة كَرميان ..... وتتوزع الشكاوى المقدمة إلى المديرية كما يلي : 72 شكوى في اربيل، و71 في السليمانية، و58 في دهوك، و17 في منطقة كَرميان.
وحول جرائم القتل، اشارت المديرية إلى ان حالة قتل واحدة سجلت بمحافظة دهوك ، وحالتي إنتحار في كل من اربيل والسليمانية ، اما التحرش الجنسي فقد بلغ 12 حالة، 7 منها في السليمانية و4 في دهوك، وحالة واحدة في اربيل ......
وحول استمرار حالات الأنتحار حرقأ ، وهي ظاهره شائعة في المجتمع الكوردستاني ، قالت مديرة دائرة مواجهة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية ، السيدة كورده عمر : على الرغم من انخفاض وتيرة هذه الظاهرة المخيفة الا انها لا تزال قائمة ، وتهدد بنيان المجتمع الكوردي , وللأسف هذه الظاهرة اصبحت ثقافة مترسخة لدى المرأة الكوردية ....