المرأة مكرمة فى عينى الله (3)



مجدى زكريا
2012 / 11 / 25

عندما كان يسوع على الارض, عكس كاملا شخصية الله قولا وعملا. حين نتأمل فى تعاملات المسيح مع النساء وموقفه منهن, نستطيع ان نفهم ماهى نظرة الله الى المرأة وكيف يؤثر ذلك فينا. وفى هذا الصدد استنتج عدد كبير من العلماء بعدما درسوا روايات الاناجيل ان يسوع احدث ثورة فى المفاهيم السائدة انذاك, كيف ؟ وهل لا تزال تعاليمه تصون حقوق المرأة ؟
- نظر اليهن نظرة لائقة. اعتبر بعض القادة الدينيين اليهود ان الاختلاط بالمرأة سيؤدى حتما الى اثارة الشهوات الجنسية, لذلك لم يكن يسمح لها بالتحدث الى الرجال علنا او مغادرة منزلها دون ان تغطى رأسها. اما يسوع فقد نصح الرجال ان يضبطوا شهواتهم الجسدية ويعاملوا النساء بكرامة بدلا من عزلهن عن المجتمع. - متى 5 عدد عدد 28.
اضافة الى ذلك, قال يسوع فى احدى المناسبات : " من طلق زوجته وتزوج اخرى يزنى فى حقها ". وبهذه الكلمات ناقض تعاليم الربانيين السائد انذاك الذى اجاز للرجل ان يطلق زوجته لأى سبب. كما ان فكرة ارتكاب الزنى فى حق الزوجة كانت غريبة تماما عن معظم اليهود. فقد علمهم الربانيون ان المرأة يمكن ان تزنى فى حق زوجها اما الرجل فلا. وتعليقا على هذا الموضوع , يذكر احد المراجع : " حين ألزم يسوع الزوج والزوجة بالمبادئ الادبية نفسها رفع مكانة المرأة واعطاها كرامة ".
- خصص الوقت لتعليمهن. بخلاف الربانيين قديما الذين ابقوا المرأة فى جهل مطبق, علم يسوع النساء وشجعهن ان يعبرن عن انفسهن. وفى احدى المناسبات, رفض ان تذهب مريم اخت مرثا واليعازر ان تعد الطعام, وفضل ان تبقى لتتعلم. وبذلك اظهر ان المرأة لم تخلق فقط للاهتمام بالشؤون المنزلية.
من جهة اخرى, اهتم يسوع باراء النساء وصوب بعض افكارهن. ففى ذلك الوقت, اعتقدت ىمعظم النساء اليهوديات ان سر السعادة يكمن فى بلوغ ابنائهن مكانة فى المجتمع. لذلك حين وجهت احدى النساء كلامها الى يسوع قائلة : " يالسعادة الرحم الذى حملك ". انتهز الفرصة ليصحح وجهة نظرها المتأثرة باراء المجتمع اليهودى, فقد اظهر لها ان اطاعة الله اهم بكثير من انجاب الاولاد. - يوحنا 8 عدد 32.
- اهتم بهن. فى ازمنة الكتاب المقدس, فضل الناس الذكور على الاناث. والتلمود اليهودى عكس هذه النظرة حين قال : " طوبى لأبى البنين, والويل لأبى البنات ". فقد اعتبير بعض الوالدين البنت عبئا ثقيلا. فكان عليهم ان يجدوا لها زوجا ويعطوه مهرا, ولم يتمكنوا من الاعتماد عليها لاعالتهم فى شيخوختهم.
بالمقابل, اظهر يسوع ان حياة الفتاة لا تقل اهمية عن حياة الصبى. فكما اقام ابن ارملة نايين اقام ايضا ابنة يايرس.
- وثق بهن. فى المحاكم اليهودية اعتبرت شهادة النساء معادلة لشهادة العبيد. يقول يوسيفوس, مؤرخ عاش فى القرن الاول : " لا تقبل شهادة النساء بسبب طيشهن وتهور جنسهن ".
بالتباين استخدم يسوع نساء امينات ليخبرن تلاميذه بقيامته. ومع انهن شاهد موته ودفنه, لم يصدق التلاميذ كلامهن. ولكن حين ظهر يسوع المقام لهؤلاء النسوة اولا, اظهر انهن جديرات بأن يشهدن عن قيامته كباقى التلاميذ.
عندما يقتدى الرجال بالمسيح, تنال المرأة الحرية والاحترام اللذين تستحقهما تماما كما قصد الله من البداية. وعلى الازواج ان لا يتأثرون بالنعرة الذكورية السائدة حولهم.
يدرك الرجال والنساء انهم جميعا بشر خطاة وناقصون. لأنهم جزء من خليقة الله التى " أخضعت للبطل ". ومع ذلك, هم يرجون ان يتحرروا من الاستعباد للفساد وينالوا الحرية المجيدة لاولاد الله, بسعيهم الى تنمية علاقة وثيقة بألههم وابيهم المحب الذى يعرف كيف سيقوم الامور.

هل نهى الرسول بولس المرأة عن الكلام ؟
كتب بولس : " لتلزم النساء السكوت فى الجماعات ". فماذا قصد بكلامه هذا ؟ لقد تحدث الرسول بولس مرارا عديدة عن الدور المهم الذى تقوم به النساء فى تعليم كلمة الله. (تيمثاوس الثانية 1 عدد 5 : تيطس 2 من 3- 5) من جهة اخرى حين طلب من بعض الافراد فى جماعة كورنثوس ان يلزموا السكوت لم يقصر كلامه على النساء فقط, ففى سياق الحديث طلب من اشخاص لديهم موهبة التنبؤ والتكلم بألسنة ان يلزموا السكوت اذا كان احد المؤمنين يتكلم. وانذاك اعتادت كما يبدو بعض النساء المتحمسات لدينهن الجديد ان يقاطعن الخطيب فى الجماعة بغية طرح الاسئلة. وهذا التصرف كان امرا مألوفا فى اليونان قديما. لذا شجع بولس النساء ان " يسألن ازواجهن فى البيت " لتفادى التشويش.