العالم الاسلامي وحقوق المرأة



نبيل العدوان
2012 / 12 / 23

بدات مشواري على موقع الحوار المتمدن بقصة سجينة وهي تروي قصة فتاة سعودية تدعى زينة, باختصار كانت هذه القصة من الواقع السعودي او العربي الاسلامي عن حياة المراة ومكانتها بهذا المجتمع الذكوري وكيف تتعرض للاذلال والاضطهاد, فهي دائما المستضعفة او الحلقة الاضعف

قصة زينة لا تقتصر على المجتمع السعودي فقط وانما تمتد اثارها الى سائر المجتمع الاسلامي, وقصة المعاناة هذه تبدا منذ الولادة وتستمر الى القبر, مرحلة الطفولة يبدا اعداد الانثى وتدمير شخصيتها فكل شئ عيب وحرام, ثم تبدا مرحلة المراهقة فتجبر على لبس الحجاب وتزداد المضايقات وتوضع تحت المراقبة وتكثر المحظورات والممنوعات, وما ان تصل سن السادسة عشرة حتى يتم ترتيب زواجها, وهي تامل انها ستحصل على حريتها لتكتشف العكس واذا بسجن جديد وسجان جديد وهو الزوج الذي يعاملها وكانها عبدة او خادمة او الة لتلبية احتياجاته الجنسية, ومن ثم تبدا هذه الالة بانجاب الاطفال له, وما ان تنتهي وتكبر وتفقد بعض من جاذبيتها يقوم باستبدالها بزوجة اخرى او ضرة وقد يكون هناك ثانية وثالثة, يعني سلسلة من التعاسة من البداية الى النهاية

حتى بعد الموت لا تعلم المراة مصيرها, فالرجل موعود بالجنة وبالحوريات والمراة لا تضمن حتى الوصول الى ابواب الجنة فاكثر سكان جهنم من النساء كما ذكر بالحديث النبوي,فالمراة المسلمة مظلومة دنيا واخرة ولا يزال المسلمون يدعون تكريم المراة, فاي تكريم هذا؟

لكن السؤال الاهم هو ما يجبر المراة المسلمة على القبول بهذا الاذلال والبقاء تحت سيطرة الرجل او البقاء ضمن هذه الشريعة او هذا الدين؟, بالتاكيد الخوف هو العامل الرئيسي وله عدة جوانب , الخوف من القتل من قبل الاهل هو احد هذه العوامل , ثم ان المراة في معظم الحالات غير مثقفة او غير مؤهلة او لا تعمل وتعتمد على الرجل بتامين احتياجاتها المعيشية. لكن لا بد هنا من التذكير ان هناك سيدات مجتمع نكن لهن كل الاحترام امثال الدكتورة وفاء سلطان وغيرها حتى من ضمن بعض الصديقات ممن كانت لديهن الجرأة لرفض هذا الواقع ومحاربته حتى ان البعض قررن التخلي عن هذا المعتقد الى غير رجعة .

قد يبدوا للبعض اني تناولت موضوع معاناة المرأة بالاسلام بمواضيع سابقة واني اعيد واكرر نفس المواضيع وقد اكون فعلا كتبت عدة مقالات حول الموضوع لكن نظرا لاهميته ارى ضرورة بالتركيز على هذا الموضوع بالذات وخصوصا ان الرجل المسلم يتعمد تجاهل هذا الموضوع وينظر اليه بنظرة استخفاف ولا مبالاة ولا يعتبره موضوع ذو اهمية بل موضوع ثانوي ولا يستحق البحث.

وفي مداخلة من احد المعلقين على موضوعي بعنوان "المجتمع الاسلامي في القرن ال 21 " والتي قدم من خلالها بعض الاحصاءات حول العنف الممارس ضد المراة بالغرب وباختصار هذا هو تعليقه "اربعة ونصف مليون امراة امريكية تتعرض للعنف الجسدي و الجنسي من ازواجهن و شركائهن كل سنة اللي مش مصدق يقرأ الاحصائات على المواقع الرسمية المذكورة و غيرها"
....وانا هنا اشكر السيد الشبول على هذه الاحصاءات والمعلومات واود ان اقول كم كنت اتمنى لو ان الوطن العربي والاسلامي قدم معلومات واحصاءات مشابهة وبدون تستر ولو علمنا فعلا ما يحصل وراء الابواب ولو ان المرأة العربية تضع الخوف جانبا وتفصح عن ما يدور في حياتها, لكن الخوف من الاهل والعار والتهديد المستمر والقتل ان فتحت فاها
نعم لا توجد احصاءات بعالمنا العربي للاسباب التي ذكرتها, واقل ما في الموضوع انه في الغرب تتم محاسبة ومعاقبة من يمارس العنف بحق المراة ويسجن. لكن بالعالم الاسلامي فلا محاسبة ولا عقاب.

من المؤسف جدا ان المجتمع الاسلامي يفضل عدم الخوض بهذه الامور ويعتبرها ثانوية او غير جديرة ولا تستحق المتابعة حتى ان احد اصدقائي القراء يصف هذا الموضوع بالترهات وهذا ما استهجنه من شخص يدعي عظمة هذا المعتقد الذي يتبعه واريد ان اذكر السيد عبدالله مرة ثانية بهذا الرد " من المؤسف ايضا ان تصف مقالاتي والدفاع عن حقوق المرأة التي هي امك واختك وابنتك مجرد ترهات"