أميرات كوردستان وربيع الإخوان – هيفار حسن ودانا جلال



دانا جلال
2012 / 12 / 30

في قامشلو وأخواتها أعلنت أميرات المُدن الكوردية عن بداية فصل تاريخي، هو فصل الأنوثة لشعوب الشرق الأوسط، هو ربيع حقيقي، فالربيع دون عبق الأنوثة مشوهة بلحى السلف وزحف النقاب.
عامودا التي خرجت من نار نيرونها عام 1960 تعلن نيابة عن نساء الشرق، متحدثة باسم الفصول، بدفء نار بن منصور الحلاج ، إن الربيع أكذوبة إن لم تحمل عبق أنوثتها، وإن الثورة إن لم تكن مؤنثة، فإن التاريخ الذي لم يأتي بعد سيكون زانيا ويحمل نصف الحقيقة المشوهة، وما جهاد النكاح الذي اطلقه مُنظري ربيع الإخوان إلا عورة للذكورة ، وثقافتها ومورثها في وجه الثورة التي انطلقت مؤنثة في غرب كوردستان ( كوردستان سوريا).
عن "تأنيث الثورة" فإن حزب الاتحاد الديمقراطي( ب ي د) وأسوة بحزب السلام والديمقراطية الكوردي في تركيا وحزب الحل الديمقراطي الكوردستاني في العراق، فإن رئاسة تلك الاحزاب هي مناصفة ما بين الرجل و المرأة ، ومساهمة المرأة الكوردية في الثورة هي الاكثر في تاريخ الثورات حيث أن 40% من مقاتلي قنديل هم من النساء ونصف قيادات وقواعد الأحزاب التي تعمل بفكر أوجلان في أجزاء كوردستان هن من النساء، فهل يمكننا وفي ضوء تلك المؤشرات الحديث عن ثورة للنساء في سياق ثورات الشعوب وربيعها المقبل؟
لا يمكن الحديث عن الثورة في الشرق الأوسط دون النظر إليها من خلال ثالوث أقانيمها، (الوزن، والميزان، والموزون) . فالمرأة هي وزن الثورة، وميزانها وموزونها كما هو عليه الحال مع وضع القوميات المهمشة وحرية أتباع الديانات الاخرى.
إن بيان المرأة الذي أعلن قبل أيام في مدينة عامودا من قبل أميرات غربي كوردستان اللواتي شاركن منذ إنطلاقة الربيع الكوردي في حملات العمل المجاني في حقول الفلاحين، وتدريس اطفال المدن والقرى لغتهم الأم، وتنظيم الحياة اليومية للمواطنين، بل والمشاركة الفعالة في تشكيل وحدات حماية الشعب كقوة ثورية مسلحة لحماية المدن الكوردية وإبعادها عن مخاطر عسكرة الثورة ومذهبتها بل ورهنها بأجندة شيوخ البترو دولارية و الأردوغانية وجبهة النصرة الارهابية التي تلقت ضربات موجعة من قبل أميرات الكورد في غربي كوردستان في معركة سري كانيه.
أميرات الثورة و بيان المرأة الذي أعلنه "مجلس شعب غرب كردستان" في مدينة عامودا بنقاطها السبع خطوة صوب تأنيث الثورة في زمن مؤقت هو للإخوان والأخوات فربيعهم هو التَّنَقُب الاجتماعي والفكري، تَّنَقُب لهو أخطر من التصحر إن لم تبادر القوى الثورية في الشرق إلى تأنيث ثوراتها والتي بادرت إليها أميرات كوردستان بنقاطهن السبع وهي:-
1- لا يجوز تزويج المرأة القاصر قبل سن الثامنة عشر.
2- للمرأة الحق في إختيار شريك حياتها ولا يجوز إرغامها على الزواج بدون إرادتها.
3- يمنع تبديل المرأة بأخرى.
4- يمنع تعدد الزوجات.
5- إلغاء المهر باعتباره قيمة مادية لاستملاك المرأة ويحل محلها مشاركة الطرفين في تأمين الحياة التشاركية.
6- للمرأة الحق في حضانة أطفالها حتى بلوغهم سن الخامسة عشر من عمرهم ويكون من بعدها الحق للأطفال في الاختيار.
7- للأنثى مثل حظ الذكر في كافة المسائل الإرثية.
8- يحق للمرأة المشاركة في كافة مجالات الحياة ومراكز أخذ القرار.
ان قطع حلقات القمع السلطوي ضمن سلسلة اشكال متعددة للتهميش والتجريد الانساني لم ولن يكون الا من خلال المرأة التي اعلنت من رحلة الميثولوجيا في الفردوس المفترض، بانها كانت الثورية الاولى التي فتحت الطريق صوب الارض الذي يجمعنا، وفيها تؤسس لثورة وربيع انساني .