المرأة : الحقوق و الحريات حبر على ورق



فيولات فالنتينا
2012 / 12 / 30

لن أكون كاتبة إستثنائية ولن أطرح موضوعا جديدا لنقاش . أنا فقط سأنخر في الجرح و سأتحدث في موضوع حاولت كل العصور بروادها إقامة الحد عليه " إنه المرأة : الحقوق و الحريات ". فرغم محاولات بعض المثقفين ذوي العقول المستنيرة و محاولات المرأة نفسها فإن هذا الموضوع ظل معضلة فكرية و نقاشية حادة لم يوجد لها حل.
كلما سمعت أحدا يتغنى بحقوق المرأة و بالمكانة التي منحت إياها في المجتمع ؛ أستغرب كثيرا وأتسائل عن أي حقوق يتحدثون و في المغرب تنتحر " أمينة " قاصر 16 سنة بعد محاولة تزويجها من مغتصبها رغما عن إرادتها ودون محاكمته. عن أي حقوق يتحدثون و في مصر تتعرض الفتيات يوميا لتحرش الجنسي محجبة كانت أوغير ذلك و حتى في رمضان وأعياد الفطر حسب صحيفة أسبانية نشرت صوراً عن التحرش الجنسي بالفتيات في شوارع القاهرة ؛ كما حذرت السفارة البريطانية البريطانيين من السفر لمصر بسبب مشكلة التحرش الجنسي... في مصر أيضا تهتك أعراض بنات ثائرات امام العالم من قبل العسكرو وقف المسمون أنفسهم إسلاميين صامتون لأجل الكراسى والمصالح والمطامع السياسية.

عن أي حريات و مكانة يتشدقون و في ليبيا مصطفي عبد الجليل يطلب استبدال مذيعة لا ترتدى حجابا خلال مراسم تسليم السلطة و يكافئ نساء ليبيا بإعادة قانون تعدّد الزوجات المهين للمرأة.

في الأردن أيضا ، اردنيات يطالبن بالغاء القانون 308عدد بعد واقعة اغتصاب فتاة 3 ايام متتالية
وتزويجها من مغتصبها ...القانون عدد 308 في الاردن يحمي المغتصب من العقاب في حال قبل الزواج من المغتصبة و يتيح القانون للمغتصب تطليق المغتصبة بعد 5 سنوات من الزواج...
كثيرة هي الأمثلة كالسعوديّة "منال" التي حكموا عليها بالجلد لأنّها قادت سيّارة في السعوديّة و السودانيّة "نجلاء" التي جلدوها لأنّها لبست سروال واليمنيّة "إيمان" القاصر التي مزّقت أعضائها التناسليّة ليلة "زفافها" و الأفغانيّة "عائشة" التي قطعوا أنفها و أذنيها لأنّها رفضت إهانات و تسلّط عائلة زوجها و الباكستانيّة "غزالة جاويد" التي إغتالوها لأنّها تُمثّل الحياة و الفن و الجمال و
غيرهنّ..... إنّها العقليّة الذكوريّة المريضة لمجتمعات لا تؤمن بأنّ المرأة مثل الرجل لها "كرامة".
و أخيرا في تونس يصادر الفن بإسم المس بالمقدسات بعدما قامت تونسية برسم لوحة هي عبارة عن أربعة نساء بنفس الوجه ولسن متحجبات وإنما طريقة عمل شعرهن تظهر كأنهم متحجبات، ومكتوب
على لوحة: أنا مسيحية، والأخرى: أنا يهودية، والثالثة: أنا تونسية، والرابعة: أغلب الجنسيات..
أرادت هذه الرسامة من خلال لوحتها دعوة النساء إلى التعايش السلمي والاحترام مهما كان معتقدهم أو جنسيتهم .
..في تونس أيضا تصبح التونسيات لمكمّلات تابعات ذليلات بعد أن كنّ سيّدات شامخات.
رغم كل هذه الإعتداءت و التجاوزات فإن البعض يظن أن المرأة إستوفت كل حقوقها و حرياتها و أنه لا يحق لها أن تطالب بأكثر من ذلك والبعض الآخر يريد مصادرة أي حق قد تكتسبه المرأة وربما مصادرة المرأة ذاتها .

في الأخير ، حسب وجهة نظري الشخصية أتصور أن المرأة لا تزال مقيدة و مسلوبة للإرادة وإن كل ما تحصلت عليه من إمتيازات مجرد حبر على ورق و برتوكلات وهمية لا تجدي نفعا .