الجنس الناعم يبقى لطيفا...ميسون البياتي وكلام عليه تلام



جعفر عبد المهدي صاحب
2013 / 1 / 9

الجنس الناعم يبقى لطيفا.....ميسون البياتي وكلام عليه تلام
أ.د. جعفر عبد المهدي صاحب
أوسلو -مملكة النرويج
إن تصور مساواة المرأة بالرجل تصورا تجريديا ينطبق على كل شئ فهو تصور أعرج. فالمساواة المقصودة هي مساواتها في القيمة الإنسانية. ولا ينطبق ذلك على ما يتعارض وطبيعة تركيبها البيولوجي، فعلى سبيل المثال، إن تلك المساواة لا تعني ضرورة أن نجدها تمارس أشغال الرجال الشاقة التي لا تلائم طبيعة تركيبها الجسمي، فليس المساواة تعني مثلا ضرورة إنخراطها مع عمال البناء.
الجنس اللطيف يبقى لطيفا وضمن السياقات العامة التي تقر بمبدأ إنسانية المرأة. وفي المناسبة كنت أتحدث ذات يوم في مؤتمر دولي في إحدى الدول الأوروبية وذكرت عبارة (حقوق المرأة) فقاطعتني سيدة أثناء حديثي وخاطبتني قائلة: " يا حضرة البروف لاتوجد لدينا عبارة (حقوق المرأة) بل توجد عبارتي (حقوق الإنسان) و (حقوق الحيوان) والعبارتان واضحتان".
إذن الجنس اللطيف يبقى لطيفا وناعما وإنسانيا ولا يتعارض هذا التوصيف مع مساواة المرأة بالرجل لأنها كائن بشري يتساوى مع الرجل في القيمة ويختلف في القابليات الجسمانية. ومادام الجنس الناعم لطيفا فأن سلوكيات وأقوال النساء ينبغي أن تكون رقيقة خالية من الكلام غير المحتشم او غير المتوازن.
بعد هذه المقدمة نطرح الآن ما كتبته المذيعة ميسون البياتي بمقال طعمته بقصيدة مظفر النواب (قمم قمم) ، فليطلع القاري على هذا الجزء من النص ويحكم ، هل يلائم خروجه من فم امرأة مهما كانت متحررة، تقول البياتي:
"يا ساده يا كرام ... عراقي إسمه محيسن في يوم من الأيام راح يتعلل بالديوان .. ويمكن في ذلك اليوم كان متعشي أكله تنفخ ... لذلك أول ما گعد بالديوان وما تسمع لك إلا صوت قذيفه قويه خلت الناس تتراكض .. كل واحد يبحث له عن شيء يختبيء وراه .. وبعدما تم استبيان الموقف ... ويطلع لك محيسن كان مصدر القذيفه لأن محيسن ضرط بالديوان .
خطيه محيسن من فشلته بين الناس ... جمع حاجاته ... وسافر للهند .. وقرر بعد ما يرجع للعراق".
ونترك للقارئ الكريم تقدير مديات الإستشعار الذوقي عندا يقرأ عبارات كتبت بهذه الصيغة المقززة التي يخجل حتى الرجل من إستخدامها لخروجها عن الذوق العام والتي تنفي الحديث عن جمالية نص معد للقراءة.
وتتمادى الكاتبة في استخدام عبارات أكثر حرجا وخجلا عندما تستخدم نصا تخترع فيه تحويل لقب وزير الخارجية العراقي الى عبارة مخجلة لا نذكرها إحتراما لذوق القارئ، ولكننا سنذكرها كما اورجتها الكاتبة نصا:
"غير أن نبيل العربي وقبل عقد القمة بساعات قليله كان قد صرّح للصحافة قائلاً : الكردي ده اللي اسمو زبياري وألا زيباري كان مستعر يقول إسمي بشكل صحيح لما تكلم عني في المؤتمر الصحفي اللي هو عقدو في بغداد , عشان هو كردي".
هل هذا الكلام معقول كي تقدم الكاتبة حرف الباء على الياء ليأتي ذلك الباء بعد الزاء. هذا شئ مخجل حقا وزد على ذلك هو صادر من إمرأة.
وتعود البياتي في خاتمة مقالها لتعيد ما بدأت به حول محيسن فتقول:
"بعد مرور أكثر من ثلاثين عام على هجرة محيسن الى الهند , ضاقت به الدنيا فقرر يرجع للعراق , وقال لعل الناس نسيت أمر تلك الضرطه الملعونه .
حال وصوله الى مشارف قريته في العراق ... لمح وجهاً مألوفاً لولد شاب كأنه يعرفه فحياه وسأله : عمي أنت كم عمرك ؟
رد الشاب : والله يا حاج .. ما متأكد بالضبط ... لكن أهلي يقولون إني ولدت في السنه اللي ضرط بيها محيسن في الديوان .
ساعتها أدرك محيسن أن ضرطته صارت يؤرخ بها .. وأن لا أمل له في أن ينساها أحد , ولن تحل مشكلتها الى الأبد . أنتم يا من عقدتم القمم كيف ستحلون مشاكل الشعوب والبلدان اذا كان قد استعصى عليكم حل مشكلة ضرطه في الديوان ؟؟؟".
إن نشرها للمقال يعني يصبح عاما وعرضة للنقد والتمحيص والمناقشة، ولو كانت الكاتبة إحتفظت به في بيتها وقمنا بالسطو عليه ونشرناه دون علمها فمن حقها أن تقيم دعوى قضائية ضدنا – رغم اننا لم نستخدم مفردات هابطة او خلاعية كتلك التي جاءت في مقال السيدة ميسون.
إن حرية المرأة شئ مقدس لدى كل مثقفي العالم، ولكن الحرية لا تعني التحلل واستخدام اللغة الهابطة والعبارات السوقية لتوضع ضمن سياقات الإنتاج الأدبي والأبداعي. إننا نسأل الكاتبة، هل يسرها أن ترى ابنهتها أو اخاها يقرأن هذا المقال؟
ختاما نسأل الأخت المذيعة ميسون البياتي: لو كان هذا المقال جزء من نشرة إخبارية فهل أنت على إستعداد لتقبل قرائنها على الملأ؟