رسالة من امرأة إلى رجل متأسلم



فهد المضحكي
2013 / 1 / 13

مع إشراقة العام الميلادي الجديد كتبت أوعاد الدسوقي رسالة عنوانها «من امرأة الى رجل سلفي»، الرسالة نشرت في موقع الحوار المتمدن تقول فيها: لك يوم تطالعنا الصحف والفضائيات بتصريحات مستفزة تثير الاستياء والنفور تؤذي النفس وتعبر عن العنصرية اتجاه المرأة، دائماً انت - أيها الرجل السلفي - بطل تلك التصريحات التي تفتقر في معظمها الى المنطق ولا تراعي مشاعر نصف المجتمع تنكر على المرأة حقوقها وتهدر قيمتها الانسانية وتنقص من مكانتها الاجتماعية وتحط من كرامتها وشأنها!! وبعد كل هذه المقدمة تتساءل الكاتبة: فلماذا كل هذا الكره غير المبرر للمرأة؟ لماذا تقطر حروف كلماتك حقداً عندما تتحدث عنها؟ لماذا لا ترى فيها عقلها وترى فقط جسدها؟ لماذا تنظر لها وكأنها الشيطان الاعظم؟ لماذا تصر على اعتبارها موطن الفساد والرذيلة؟ لماذا تتعامل مع وجودها على انه عدم او عورة؟ وهناك تقول ارهقني البحث عن اجابة لعشرات الاسئلة لتبرير سبب عنصريتك وتطاولك ومحاولاتك المستميتة لتكبيلها بثلة من القوانين تسلبها حقوقها وكرامتها الانسانية! وبين سطور هذه الرسالة تقول ايضاً: اسمح لي سيدي ان اتوجه إليك بسوأل مباشر هل لديك سبب منطقي لتلك الكراهية؟! فإن كان لديك نرجو ان تفصح عنه ربما يتفهّم المجتمع وجهة نظرك ويلتمس لك العذر او ان يقام حوار مجتمعي قد يساعد على ازالة اسباب هذا البغض او الكره اما اذا كانت كراهيتك للمرأة نابع من فكرك الرجعي او نظرتك الدونية وعدم تقبلك لها كشريك في الوطن والمصير لها ما لك وعليها ما عليك ففي هذه الحالة تكون المرأة غير مسؤولة او مجبرة على تقبل افكارك او الانصياع لرغباتك وتسلطك. وتضيف صاحبة الرسالة: وقبل ان تناصبها العداء ــ سيدي ــ محاولاً وضع اغلالك في عنقها باسم الدين او الشريعة مستغلاً شعباً يعاني نصفه الأمية لتنشر افكارك المغلوطة عن المرأة والاسلام فضلاً تذكّر انها «امك ــ اختك ــ زوجتك ــ ابنتك» ليتك تنحّي عنصريتك ومعاداتك للمرأة جانباً وتعود الى السيرة النبوية وسير الصحابة، واقرأ عن موقف النساء في الحروب والغزوات فدورهن لم يقتصر على تمريض الجرحى وتأمين الطعام والشراب للمجاهدين بل بعض النساء قاتلن، فعلى سبيل المثال لا الحصر موقف الصحابية الجليلة (نسيبة بنت كعب بن عمرو ام عمارة «المرأة المحاربة» التي شاركت في معركة احد وأخذت تتلقى الرماح وطعنات السيوف دفاعاً عن النبي (ص). ولكان رفض خروجهن في الغزوات والحروب ولو كان رأي المرأة لا يعتدُ بها لما قال سيدنا «عمر بن الخطاب» «اصابت امرأة وأخطأ عمر»، فضلاً اقرأ بتعقّل بعيداً عن التطرف حينها ستجد اسلامنا الحنيف لم يأتِ لتقييد المرأة او لسجنها وانكار حقوقها وتسفيه رأيها بل جاء لاعلان كرامتها، هذه شريعتنا الاسلامية اما شريعتكم انتم ــ التي نسجتموها من وحي خيالكم ــ فلا دخل لنا بها! وإن كنت تظن خروجك كل يوم بتصريح في الصحف او ان تطل بوجه عابس متجهّم جامد الملامح عبر الفضائيات او استخدامك لغة التهديد الحادة او اسلوب فظ ومشاعر قاسية سوف يخيف النساء او يجعلهن يتراجعن عن المطالبة بحقوقهن او يفرّطن في مكتسب قد حصلنا عليه بعد رحلة نضال دام عشرات السنين، فأنت واهم بل وجاهل بشخصية المرأة المصرية التي تعيل وحدها 45% من الاسر بعزيمة من حديد وإرادة فولاذية. لذا ابشّرك ــ ايها الرجل المتأسلم ــ بفشل محاولاتك، فلا عودة الى الوراء قيد انمله ستستمر رحلة الكفاح والنضال ضد القهر والرجعية وستنتصر «نون النسوة» فلن تمكنكم المرأة من تكميمها وإخراس صوتها الذي لم يعد عورة بل ثورة على التخلف والرجعية والعنصرية ستقف المرأة دائماً على اعتاب الحرية مشرئبّة العنف رافعة الرأس لن تدعكم تنفتون عن احقادكم اتجاهها ولن تدفع ثمن عقدكم وأمراضكم النفسية. اما انت سيدتي لا تحزني من جهومهم عليك لان هذا النوع من الرجال المتأسلم يكمن مركز تفكيره حيالك في نصفه الاسفل! لذا هو «عاجز» دائمـاً ان يرى عقلك او ينتبه لمكانتك الاجتماعية وقيمتك الانسانية!!