عودة الكفاءات ام خيبة امل الكفاءات



منال محمد
2013 / 1 / 20

نداء لبيناه برحابة صدر كأم مشتاقة لدارها , لوطنها وكل شيء له علاقة مقدسة بأرض العراق والحنين إليه .
فبعد طول غياب عنه وماتحملناه وهنا أتكلم بالنيابة عن جميع الكفاءات من صبر وطول أناءة ومعاناة في بلاد الغربة بهدف الدراسة والعلم والحصول على أعلى الشهادات والإستزادة من كافة العلوم هناك في جامعات دول العالم المختلفة , كما كانت بغداد منارة العلم والثقافة في يومٍ من الأيام , نصطدم بواقعٍ أليم وأولها سؤال المواطن العراقي لنا : لماذا عدتم , أما كان الأفضل لكم المكوث في الخارج!! فالحال هنا يسوء يوم بعد يوم وابدأ بتشجيعه بالقول بأن الحالة الآن افضل من السابق والأمور تمضي نحو الأفضل .
ولكن مراجعاتي المتكررة ولمدة أشهر تستمر إلى خمسة او أكثر تجعلني اقتنع برأي المواطن لي !مع الأسف فأن اخلاق العراقيين تغيرت كثيراً , فبدل الترحيب بك وإبداء المساعدة لك بعد طول غياب لإنجاز معاملتك , يستفزكِ ياأختي المتغربة بالسؤال عن صحة المعلومات الشخصية التي كتبتيها مثلاً في المعاملة بالقول من قال إنها صحيحة ؟؟ وعندها أبادر بإخراج يطاقتي الشخصية أي الجنسية وإعطائها له للتأكد من صحة المعلومات , لأن الموظف يشك من إنني لستُ متزوجة !! فيقول الكثير من المطلقات يستخرجن بطاقات شخصية بمعلومات خاطئة , فبدل مطلقة يُكتب لها باكر . فاستغربتُ من تصريحه الوقح , فأجبته : لاأعلم من أي جهة يتم إستخراج بطافات شخصية مزيفة , شخصياً إستخرجتها من مؤسسة حكومية رسمية , هي دائرة الأحوال الشخصية .أذكر هذه الحادثة المزعجة لأن هدف الوظف كان التحرش , مثل هذه الحالات تتكرر بإستمرار فقد كنتُ شاهدة عيان وانا أدخل في محكمة البياع للأحوال الشخصية , عندما وجدتُ كيف تُهان شابة امام القاضي ضياء عبد الجبار قاسم , من دون ان تطرف له عين ويبدو ان الشابة كانت مثلي متغربة ولبت نداء الوطن لعودة الكفاءات للعمل فيه من اجل خدمة اللبد والإستقرار فيه , كان حديثها عن إرث والدها ولاأعرف لماذا أدخلوها في هذه الصالة , في وقت ان هذا القاضي متخصص في تزويج العرائس وقد كان الحديث بينها وبين القاضي , عندما قام أحد الجالسين وهو رجل بشعر ابيض وضربها بالفايل على فخذها بينما كانت واقفة امام القاضي !!!! أفبعد التغييرات تعامل البنت والمرأة كأنها ( حولي) اي بقرة تُضرب امام الملأ لمجرد إنها تُدافع عن وجهة نظرها !! وأي جُبن من الرجال في الصالة بعدم التدخل بنهره و توبيخه والقاضي أولهم !عرفتُ السبب بأن القاضي الأول لهذه المحكمة وهو علي كان غائباً في ذلك اليوم وقد فاته اللقلق بوضع الإكرامية في عشه .
لم يكتفوا بضرب الفتاة بالفايل , بل تعداه بإستدعاء , إحدى الحارسات والتي تُشبه حارسات القذافي , بجر الفتاة يميناً وشمالاً كأنها حيوان . فأين مجلس القضاة في العراق وهل يرضى بهذا المستوى المتدني من الأخلاق ومن قبل رجال القانون . فبعد غياب القانون أصبح الأمر بيد العشائر , يعني الرجال يحلون مشاكل المرأة , طيب لو لم يكن للمرأة زوج أو أخ , ما الحل ياترى؟ اتبقى راضية بالقوانين العشائرية وبتمثيل الرجل لها كأن يكون إبن عمها او عمها في المجالس الرجالية , بدل ان تحل مشاكلها بنفسها وعن طريق قوانين الدولة الواضحة؟ألا تفكر الدولة , كيف انها تعطي حق للرجل بالهيمنة على المرأة وجعلها بأن تشعر بالخوف من الخروج او الإدلاء بالرأي كاننا في عصر البلطجية !!وحصرها في البيت فقط.
يعاملون العائدين للبلد وكأنهم غير مرغوب بهم أو عالة على البلد وليس من حقهم أخذ حقوقهم , كأن يكون لهم متوفي وعليهم اخذ حقهم في التقاعد أو منحة دائرة الهجرة والمُهجرين ويعطلون معاملات المواطنين بقصد إعطاء رشوة وكأنهم أغنياء ولايدركون معاناتهم في بلاد الغربة, وبالمناسبة ففي كل دائرة حكومية وغير حكومية , يوجد عش لمن يتقبل الرشاوي ! وهنالك أسماء رنانة تعمل جاهدة لهذا الغرض كأبي زهراء او أبو لينا , ابو زينب ......يكفي ان تقول عزيزي القاريء إنك من طرف احدهم حتى تسعفك عبارة أفتح ياسمسم لحل مشكلتك, طبعاً بعد ان اعطيت الرشوة لكلا الطرفين لأبو الواسطة ومدير الدائرة .
أتضح لي ان مثل هذه الظاهر تتكرر بإستمرار , فالمرأة العائدة من الخارج لايُنظر إليها بإحترام , يُعتقد اما إنها غنية وعليهم سرقة أموالها أو معاملتها بطريقة قاسية لأنها كانت مرتاحة وهم المعانون !.فضلاً عن الكثير منهم تم سرقت بيوتهم ومن أقرب الناس إليهم من جيرانهم , فالمنحة المعطاة للكفاءات العائدة ستذهب للتصليحات . وكل من كان مرتاح في زمن صدام , هو مرتاح الآن . هذه هي الشطارة ان نمضي مع التيار لا ضده .
تقول لي احدى الكفاءات وهي مثلي تغربت في إحدى الدول الأجنبية بهدف الدارسة , لقد كنتُ سعيدة جداً بموكوثي في العراق في بداية الأمر , ولكني فُوجئتُ بالسلوكيات المتدنية للكثير من العراقيين , وكأن علينا العمل على تقويم أخلاقيا ت هذا الشعب . بحكم مراجعتي في دوائر الدولة , عليِّ ان أتنقل بسيارات الكَراج ,أشمئز من اسئلة بعض المواطنات وإلغلبهن متوشحات بالسواد : هل أنتِ قتاة , هل أنتِ عذراء !!
نحن نعرف المرأة العراقية , امرأة مناضلة , هي ام الشهيد ,هي المرأة الصبورة الواقفة بجانب الرجل لتخطي أي أزمة , واسئلة مثل تلك تُولد شكوك كثيرة عن هوية تلك النسوة , كأن يتعاملن بتجارة البنات وماشابه , فعلى الدولة والمؤسسات الحكومية الإلتفات إلى هذا الأمر الجدي والمهين لسمعة أي بلد يتكلم كثيراً بالشرف والأخلاقيات .ومعالجة هذه الظاهرة المرضية .
لايُمكن أي قانون إجبار المرأة على إرتداء الحجاب قسراً, خصوصاً إذا كان زيها السافر محتشماً , فنحن لانريد ان نصبح جمهورية إسلامية .
وإن كانت العفة والإحتشام مطلوبة فهناك الإخلاص للوطن والإلتزامات الكثيرة لجعله في مصاف الدول المتقدمة .فيجب التفريق بين الكفاءات العائدة للوطن حبٍ به وبين الراقصات في ملاهي سوريا .
مسألة مهمة لاحظتها في دوائر الدولة للجنسية المغالطة في المعلومات , كأن تكوني عزيزتي القارئة إسمكِ رانيا ولكنهم سيكتبونه رنيا , لأنه ببساطة هكذا مكتوب في سجل الدائرة او ان تكوني بعينين خضراء ويكتبون عينيكِ زرقاء !!!وطبعاً مصرون على الإستمرار على الخطأ , لأنه ببساطة خطأ غير كبير حسب وجهة نظرهم , ويستخدمون عبارة ( مَشي)
او يقوم أحد الموظفين بوضع شامة بالقلم الجاف على خدكِ او حنكِ الذي في صورتكِ!!!
وبينما ننتظر إكمال معاملتنا , علينا ان نتحمل أطنان من الأوساخ والنفايات من حولنا وكأننا نعيش في عالمٍ أقل من مستوى دول العالم الثالث .فالكل يرمي الأوساخ اينما يريد من نافذة السيارة وأمام الجميع ومن البالكون إذا كان يسكن عمارة ولايهمه ان يرى الأوساخ أمام عينيه وفي حديقة العمارة .وعندما نسأل لماذا ترمي هكذا الأوساخ يقول , الكل يفعل , لما لاأفعل مثله !!
تعرفتُ عليها مصادفةً, إنها راجعت طبيب أسنان وقد إمتعضت من سلوكه بعد ان لكمها على خدها بقبضة يده , كأنه يعطيها بوكس !!! بحجة ان فمها صغير وعليها فتحه بصورة أكبر .
فقليل من الحب تُجاه الوطن والإخلاص له من كل واحد منا ,سيُرجع العراق جنة , هذا هو الشرف , ألستِ معي عزيزتي القارئة ؟