من هي المراة القائدة في العراق



عماد علي
2013 / 2 / 21

يقول سقراط: المراة العظيمة هي التي تعلمنا كيف نحبها عندما نريد ان نكرهها و كيف نضحك عندما نريد ان نبكي و كيف نبتسم عندما نتالم .
ان كانت هذه الصفات المراة العظيمة عند سقراط و هذا هو مقياس عظمتها من الناحية الاجتماعية، فان كانت من تمتلك اكثر منها فماذا تسمى لتكون اكثر من العظمة. فماهي صفات القائدة بكل معنى الكلمة و التي تنصع وجهها من بعيد نتيجة امتلاكها للعديد من السمات و الخصائص المميزة التي تكون نادرة الوجود في الاخريات و في الرجال ايضا . ان كانت هناك من يشار اليها بالبنان في اي مجال كان و هي منشغلة او متعمقة و حابة لاهتماماته و متعمقة فيها. ليس ميدان السياسة و المنظمات المدنية و التجمعات هي الوسط الوحيد لبروز شان المراة و اظهارها كقائدة فقط، ليس ايضا الجامعات و المراكز العلمية الاكاديمية و المجالات الفنية و الرياضية ايضا حكرا على القيادات الرجولية فقط و ليس للمراة ان تبرز من خلال هذه المجالات فقط ايضا ، بل هناك من المجالات شتى ليس للرجال قدرة و امكانية وافرة و ملائمة للنجاح فيها وفق المتطلبات النفسية و الجسمية و الثقافية و التاريخية و الحضارية المتوارثة التي تبرز اي منهن كقائدة، والطريق واسع و قصير الامد لمن لها المميزات و السمات التي يمكنها ان تؤدي الدور القيادي الصحيح بعد الثقة بالنفس و لا يمكن ان تفعل حتى وجود تلك الصفات و الدوافع تلك لدى الرجال . هناك قطاعات و اختصاصات يمكن ان تكون للمراة القدرة او ما يمكن ان نسميه الحظ الوافر في ادائها و ادارتها و قيادتها و ليس لغيرها من الفرص المتوفرة للنجاح في تحقيق نسبة نجاح مماثلة لها .
الوضع الاجتماعي العراقي العام يتسم يمجموعة من المميزات و الخصائص التي يمكن تميزه بسرعة عن الاخرين ، استنادا على التاريخ و المستوى الثقافي العام و الموروثات و وجود المعلومات و ثراء العقول و القدرات في كافة المجالات و خاصة الفطرية منها التي تقل نظيرها في اماكن اخرى، و من الملاحظ ان بعضها لا تحتاج الى المستوى العلمي المعين و ان ارتقت المراة في قدرتها و معلوماتها و علميتها الى حد كبير، و هذه الصفات ستكون اضافة لما تتميز بها اصلا، و هي ما تزيد من فرصة القيادة و النجاح في عملهن بمرتبة عالية .
هناك صفات مشتركة لنسبة كبيرة من النساء في قطاع معين، بينما عند التمعن و التدقيق نكتشف بان المميزات و السمات النادرة المطلوبة موجودة لدى من يمكن ان نتصور لها القيادة او بالاحرى هي قائدة دون ان تدعي ذلك و دون غيرها. هناك لديها صفات انسانية داعمة و ليس كابحة كما طيبة القلب و الفكر الانساني و التعامل الرقيق و الدقة و الاخلاص و الجدية و التضحية وانعدام الحيل و الغش و التزوير و على العكس مما يدعيه البعض، ان اضفنا اليها الحزم و العناد و الاصرار وامتلاك المواهب و الملكات الخاصة لاختصاص معين او وجود الاستلهام من المصادر المختلفة و الحساسية و الاستبصار، مع الابتعاد عن التجريح و نفي الاخر او الغرور و الحسد او الغيرة كما هو المعروف بشكل عام عن حال اكثرية النساء،فهناك من صفات موجودة في القليلات منهن . هذا مع ملاحظة وجود الوسيلة السليمة للتقدم من النقد البناء و الالمام بالجماليات و الفنون و الادب و العمل على زيادة الانتاج كهدف لاسعاد الناس و تامين الضرورات و الحاجات و الاولويات، هذه كلها تدع من يمتلك نسبة معينة منها في خانة القيادة الحقيقية .
اما من جانب اخر، فان قيادة او ادارة الاحزاب و المجموعات و التنظيمات و التيارات و المنظمات المدنية هي من الصفات المكتسبة التي لا تحتاج لجهد كبير للمراة كما هو حال الرجل، و هي تتمكن من اكتسابها بمرور الزمن و من خلال خوضها في المجال الذي يمكن ان تبرز فيه كقائدة و بعد الثقة بالنفس و اعتقادها بالمساواة مع الرجل، و اكثرهن مثاليات و عصاميات في اختصاصهن كما نلاحظ .
لو دققنا بين ما نصادف و نرى و ربما نلتقي كثير منهن دون ان تشعر هي بذاتها انها من القيادات، و هنا لا يمكن انكار نقاط ضعفهن كما هو حال الرجل ايضا .
العراق وصل الى حال دفعت الحياة الاجتماعية الى التغييرات الشاملة في مدة قصيرة مما اثقل كاهل المراة اكثر من الرجل، و تحملت هي مضاعفات و تداعيات و رواسب الحروب المتكررة المؤثرة على كافة مناحي الحياة للمجتمع، و الضرورة اجبرت الكثيرات منهن على اكتساب صفات القيادة بشكل طبيعي حتى دون ان تكون فيها العديد من الدوافع او ملكة تلك السمة و متطلباتها . لذا يمكن ان نقول ان القيادات النسويات كثيرات في مجالات مختلفة و لكن المجتمع و الايديولوجيات و بعض الافكار غطت عليهن الى جانب العديد من الافكار التي تجبر على اعتلاء شان الرجال و بالمقابل طمس قدرات النساء رغما عنهن، و لكن رغم كل تلك العوائق بقت منهن ما يمكن ان يوصفن بانهن قيادات و نعم بهن في هذا الزمن الصعب .
في هذه الايام و بصدفة ومن خلال متابعتي لدور مجموعة من النساء و منهن من اجبرتني على الالتفات اليها و التمعن في ما يمكن ان اقولها بصراحة بقيادتها لوضع خاص خلال حادث طاريء و متابعتي لها في كيفية تعاملها، فانها ابرزت قدراتها المختلفة على الرغم من سيطرة العاطفة على العقل فيها خلال مجريات الامور احيانا، الا انها اكدت قدرتها على القيادة بعد تعاملها مع الحدث من كافة النواحي دون ان تخرج او تهمل من اداء واجباتها الوظيفية و الاجتماعية و حتى العلمية الاصلية الواقعة على عاتقها، و هي يمكن ان تحتسب على القيادات و لها المستقبل المنظور، و تستحق رفع القبعة لها .