غداء من زرجة رائعة ؟



نبيل محمد سمارة
2013 / 2 / 27



ما اجمل ان يمتلك الرجل زوجة رائعة ,ورصيدا من الفرح يسحبه من مصارف الحياة متى شاء . ذلك كام حالي وانا اهم بالخروج منموقع عملي , مستمتعا باستعادة ما سافعلهعندما اصل الى البيت . اشعر كما لو انني امام امرأة مستقبلية , أرى فيها فرحي القادم . اتلمسه تحت اهدابي كالوحة سريالية منسوجة بالوان من طيف الشمس ويداخلني احساس بانني احلق باجنحة النوارس , وان تعب العمل تبخر , وما علي الا ان اتمسك باذيال الفرح كي لا ينزلق من بين اصابعي كالماء . اتشبث به حد الاستماتة كانه سيخطف مني او يذوب.

كان الجو رائعا . همست وانا في قيافتي وخطواتي المتانقة وشعري اللامع انني اتسلق السحب . كنت جائعا جدا . وفغمت انفي رائحة الطبخةالتي وعدتني بها زوجتي هذا النهار . انها لرائعة هذه الامرأة : الفاهمة: جدا وهي تحدثني باناقة فيها ترف النبلاء عن الطعام . قالت هذا الصباح : هل تحب الدجاج بالمكرونة ام بالطماطم ام ...؟

قلت لها كل شئ طيب ما دام من صنع يديك . رمقتني بنظرة جانبية ضاحكة كما لو تقول : انك يا عزيزي دبلماسي بارع.
ودون ان تنتظر مني كلاما اخر , خطت برشاقة الى مكتبة البيت , واستلمت كتابا من الرف عرفت انه في فنون الطبخ . وهو الشيئ الوحيد الذي لا تجيده زوجتي الرائعة . جلست الى جانبي على الكرسي برشاقة . ولما لم يكن المكان يتسع لكلينا , اتكأت على الحافة . قالت : انظر الا ترى في هذه الصورة من أطايب المأكولات ما يجعل معدتك تقرقر ؟

اجبت : فعلا فها هو " الديك العراقي" يتوسط الطبق , وقد اصطفت حواليه - وأناقة ملكية – الوان حمر . وخضر واشكال يتحلب بها الريق . وثمة يتوزع الخبز على التنور . وكؤوس ملونة من شراب اجهله فيه بذخ العظماء .

واردفت بسعادة . وهل سيكون هذا الغداء اليوم ؟ . قالت : ولم لا يا عزيزي ؟ . قالت : ذلك ما اتمناه . ولكن كيف حدث هذا الانقلاب وانا اعرف تواضع معلوماتك في الطبخ .
ولوحت بيدين حائرتين كما لو كنت اعتذر . اجابت : وما مهمة هذا الكتاب اذن . لقد استعرته من احدى صديقاتي ليكون لي عونا . فالذي يهمني يا عزيزي ان تكون سعيدا وانت تتناول معي طعاما شهيا . توابله السعادة الباذخة . وكت اهتف وانا المس هذا الحنان المتدفق : ما اجمل ان يمتلك الرجل امراة رائعة لها اصابع من حرير وكلاما كحبات العنب ...