دماء غشاء البكارة والدورة كرامة للأنوثة



إيرينى سمير حكيم
2013 / 3 / 28

رأيتها تبكى كرامتها المستنزفة، تنظر إلى أنوثتها النازفة متذمرة، متحسرة، شاكية ذلها، أنّيت بداخلى، صرخ ألم الشفقة بأعماقى، فقررت أن اكتب لها هذا الكلام:

أيتها الأنثى المتوجعة فى أنوثتك الدامية أى خزى تتملصين منه؟ أى دم هذا الذى يحنى رأسكِ، ويجعلك تتلفين حول ذاتك وتتقوقعين فى انطوائك كدميمة منبوذة؟

أى شخص هذا وأى مجتمع جعلتينه يسحرك بسلطان عنفه الزائف عليكِ، وتركتينه يمارس سلوكيات تربية كرهه واحتقاره لما من أساس فى طبيعتك يستخدمه خالقك فى صنعه بداخلك؟!، وتركتينه يسكن بمخالب وحشية جهله أعماق قلبك ويترسخ فى ذهنك ونصبتينه معلم عن طبيعتك لديكِ؟

أى عناء هذا الذى يكبّل اعتزازك بنفسك ويبصم رحمك بالتقليل ويتهم وجودك بالنقصان؟

ألا تدركين أنهم يتحدثون عنك، يتصورونك وكأنكِ مُنكشفة لهم وأنتِ مُغلّفة عن قلوبهم ومطموسة خارج أذهانهم؟ إنهم يستدرجون كيانك البسيط بتعقيدات كيانهم الأبسط شأنا منكِ لنظرتهم الفكرية الغير سوية والغير حقيقية.

أى خدعة تقيدتِ بها وصدقتِ أنها جزء من كيانك الحقيقى؟ ألا ترين أنهم يصنعونك من فكرهم وأنتِ مخلوقة عزيزة وهم ليسوا خالقك، فأنتِ لستِ اقل من الآخر إنما أنتِ مسئولة اكثر منه فى شئ، فى حين انه قد وُكِّل إليه مسئولية شئ آخر، فأدرِكِ قيمة نفسكِ وكيانكِ، وقيمة ما يحويه جسدكِ من تميز وعمل مقدس للحياة.

أيتها الأنثى العزيزة، إن صنع الملابس أكثر تعقيدا من ارتدائها، وصانع الملابس يبذل جهدا أكثر من مرتديها، وان كان اسند لكِ خالقك أن تَحوى مصنع بذرة الإنسانية بداخلك، حيث ترعاه بانتظام دماء دورية فى انتظار لرىّ بذور خلق جديد، فلا تتهمين أحشائك بالنقص ولا ترجمين دمائك السائلة لاحتواء دورة البشرية بالاحتقار.

ولا تنظرين إلى بذل غشاء بكارتك الرقيق لدمائه كإصبع للاتهام بل إدركى انه يعكس حب حتى الدم يتقدم الم وحدة من اجل حب بعد وحدة منفردة بالتغرب عن تفعيل الحب، إن هذا الدم أيتها المتألمة ليس سجانك بل متوجك الذى يُكلل حبك بالدم أيتها الحبيبة والأم الباذلة، انه ليس لخنقك أو لذُلِّك، إلا إذا اخترتِ أنتِ لنفسك تلك المكانة التى اقنعونكِ بها وتهافتوا على إلقاء حجارة التعجيز على افكاركِ بالوهم الذى يشبعون بيئتك به.

فلا تقتنعين بتفسيراتهم الحمقاء عنكِ والتى غايتها تحقيركِ أمام نفسكِ وتهميشكِ فى قناعاتكِ، لضمان طاعتكِ لهم تحت بند الانطوائية بينهم وتتبعكِ خلفهم كمخلوقة من الدرجة الثانية، فى حين أن الحقيقة هى أن خالقك قد اختار لكِ طبيعة تُميزكِ عنهم وتُعظمكِ بين الطبيعة كلها، فأفيقى وحاشاكِ أن تتركينهم فى حياتكِ عبثا يحولون كرامتك عارا!