** يا رجلا ....يا كلَّ العارْ **



كريمة مكي
2013 / 3 / 28

قبل أن يرحل النهار، حتما سيأتي هذا القطار، هذا أزيزه أستشعره...على مسمعي، نغمات قيثار وعلى ملمسي، سكاكين جزّار‼

أكنتَ من بشّر بالاحتضار؟؟ يوم أهديتني باقات من وعود و حقائب من أعذار لتحمل عنك وزر هجر طال وما كان لك فيه اختيار.

لحظة هتفت لي، أن أنهضي و هلمي إلى الأحضان...سحبتُ فورا شكوى الأحضان من تحجر الأحضان و سبحتُ إليك..لا يسعني فضاء..لا تسعني بحار...

هرعت إليك بعيدا عن الدار، عن الأهل، عن الجيران..يسبقني قلبي و لهفة عمري و جبال من أنين، آن لها أن تنهار..

و لقيتني على بابك ..أتمسح على أعتابك.. أبحث عن الأزرارِ في ثيابك...
و لقيتكَ... لقيتُ الوكر و البلاء و سمعتُ من بعيد صدى العواء.
قبّلتني متمنعا، احتضنتني متملصا و تركتني...لوحدي... لأصحابك...لا بل...لكلابك!
أهذه كانت أحضانك!
أنيابهم أبدا ما كانت أنيابهم...تلك قد كانت أنيابك!
يا وحشا يتجول مبتسما في الأزقة و الحدائق والديار ليزرع الحزن و ينفث الدمار...ستنتحر من هولك الورود و الأزهار و ستتراشق، حنقا، بالأحجار الأشجار...

كم دفعوا لك؟
كم دفعوا لك؟
بكم قدّروها الطريدة؟ أم أنت من حدّد المقدار؟ يا رجلا ....يا كل العارْ‼

يا حالما بالحب و بأجمل مشوار...يا من أتم تعليمه فتخرّج...سمسار!
علّمهم كيف نرمي الحبيبة لألسنة النار...علمهم كيف نراهن بالمحبوب على طاولة القمار...
علّمهم كيف نُهدي مفتاح المدينة للغزاة..لنختفي في الجحور...كما الفئران.

أمّا أنا- أ يا مُبدّد الأشعار- فقد خرجتُ من درسك إلى القطار...خرجت أبحث عن السكة...يجرّني تعبي و قلبي يتبعني...مخذولا، مطأطأ ينزفُ و يعتذرُ.
هل ألومه؟ هل أؤنبه؟ أكان المسكين يدري و هو إلى الحلم يجذبني أنه إلى حتفي قد دفعني‼

التفتّ إليه قلبي و أنا أبتسمُ، أوصيه خيرا بالحلم، بثأري و بأشعاري...يردّدها لذلك الوغد الذي أهانني و استهان بالأقدار.
يوما سيلحقه بعض دماري... من يكسر قلبا غضّا، حتما ستلعنه جميع الأقمار.

قلبي اليتيم: ابتعِدْ،
بعد قليل، يقتربْ...قطاري ‼

قلبيَ الجميل:
لحظات و ينتهي، مشوارك لا...فقط مشواري.
هنا قررت أن يكون مزاري.٪