حق المرأة بالحياة لا يخضع لمعيار المساواة مع الرجل



سامي كاب
2013 / 4 / 3

مساواة المراة بالرجل ليس هو الحل لمنحها حقها الكامل بالحياة
الرجل ليس معيار لحقوق المرأة
مساواة المراة بالرجل في الحقوق والواجبات اجراء لا يعطي المراة حقها الكامل بالحياة ولا يعني لها شيئا في معادلة تكوينها الطبيعية
انا اطالب بحق الحياة الكامل للمرأة على قاعدة حق الحياة واجب لكل كائن حي حسب قانون الطبيعة وهذا الحق اشمل واكبر وادق من حق المساواة مع الرجل لان الرجل ليس معيار ومقياس لحقوق الكائنات الاخرى في الحياة فكل كائن له خصوصيته في حقه وشكليته الوجودية الخاضعة لمعيار واحد مشتق من نواميس الكون
ثم ان حق المرأة بالحياة الشامل للحرية والكرامة والعدالة والامن والسلام والرفاهية والرخاء والعيشة الافضل ليس مقدم منحة من الرجل ولا ينتظر ان يقدم منحة او منة او تجملا من الرجل لان هذا الحق حق طبيعي منحته الطبيعة للمراة منذ وجودها
هذا بالاضافة الى ان حق المراة مختلف عن حق الرجل بالنوعية والشكلية والاسلوب ولا يمكن نسخه او اقتطاعه او تجزئته
حق الحياة يؤخذ ويمارس كاملا والا فقد معناه وقيمته الاعتبارية وتحول الى مجرد سلوك تظاهري تصنعي متكلف لا يساهم في بناء شخصية الفرد ولا يخدم حياة الانسان بالشكل الحضاري
على المراة ان تاخذ حقها بيدها وتمارس حقها بطريقتها وهي تعي تماما ما يلزمها وما ينقصها من ادوات حضارية في مسيرة حياتها دونما توجيه او تحديد او تقييد او شروط او تقنين
المرأة هي سيدة نفسها في هذا الصدد وهي صاحبة القرار وما على الرجل سوى عدم التدخل في شؤونها الخاصة او الاعتداء على حقها او منعها من مزاولته او الاستخفاف بدورها في الحياة او الانتقاص من قدرها او استغلالها والتطفل على كيانها
هناك دول علمانية مثل فرنسا تطبق مبدأ مساواة المراة بالرجل وذلك على المستوى الدستوري والنظامي والادراي والتنفيذي والثقافي والتربوي ولكن في المنظور الفلسفي والسيكولوجي والطبيعي والتكويني نجد ان المراة ما زالت تعاني النقص الكثير في حقوقها الحياتية اذ يتجلى هذا الانطباع من خلال مشاكلها الاجتماعية كمشاكل الانحراف السلوكي والاكتئاب والانسحاب من الحياة والاحساس بالنقص والانهزامية والدونية والانحلال والفشل بالاضافة الى امراض جسدية ونفسية وعقلية كلها تعيق دورها النموذجي الايجابي بالحياة فيسوء انتاجها ويقل بالمستوى المطلوب
وبالمعنى القانوني والتشريعي يجب ان تنظم قوانين حقوق المراة بالشكل الذي يتيح لها الفرص الكاملة للوصول الى حقوقها بذاتها وقرارها وفكرها واسلوبها وجهدها وبالشكل الذي يتيح لها ممارسة حقوقها بكل حرية وحصانة ورحابة وبالشكل الذي يحافظ على هذه الحقوق ويضمن لها المستقبل والكينونة والديمومة والتمدد والتطور وذلك بتوفير الدعم الكافي واللازم على كافة الصعد الحياتية
بداية على هذه القوانين ان تعمل على تأهيل المراة تربويا وتعليميا وتثقيفيا وتعمل على بناء شخصيتها جسديا وعصبيا ونفسيا وتعدها بالشكل السليم ببرمجتها وتنظيمها وتدريبها بما يتوافق مع تقنية الحياة المعاصرة والمستويات الراقية في الاداء والسلوك والانتاج مع الحفاظ على خصوصيتها الفسيولوجية كانثى دون اي وجه مقارنة مع الذكر
ومن هنا تبدأ الانثى في بناء هيكلها الحضاري المختص بها ( حضارة الانثى ) انثى الانسان ما نسميه بالمرأة
في داخل هذا الهيكل يحتوى فكرها وثقافتها وعلمها وتجربتها الحياتية واسلوب معيشتها وقوانينها وانظمتها وكل ما يتعلق بخصوصيتها لتعيش عالمها الانثوي الذي تفهمه هي وتتجلى به هي وتعي من خلاله حقوقها الحياتية وتدرك ذاتها وتحقق وجودها لتكن جاهزة وقادرة على مشاركة الرجل حينها على قدم المساواة في الحياة
حينها تكون مساواة المراة مع الرجل تحصيل حاصل كنتيجة ايجابية ادائية انتاجية تساهم في بناء الصرح الحضاري الانساني المتكامل وفي دفع عجلة الحياة للامام وتساهم في مسيرة الحياة بالدور الخاص بالمراة بكل كفاءة والتزام
وحينها نقدر ان نقول مساواة المراة بالرجل واجب حاصل