بلا حياء



غادة هيكل
2013 / 4 / 3

لم تكن يوما كاذبة ولكنها تحلف كى يصدقوها ، ولم تكن متجهمة برضاها ولكن يعبس وجهها ليصفوها بالخجولة المحترمة ، فمن تضحك فهى ليس لديها حياء ، ومن تهوى فهى فاجرة ، ومن تصادق ولدا فهى جريمة عقابها القتل.
هكذا نشأت ،وهكذا تعلمت ،
وهكذا لابد أن تعيش وتتعايش ، ولكن كيف والقلب يدق بسرعة الرعد فى السماء ،يرتجف معه الجسد وتخفق الروح كمن تسير على جناحى طائر مغرد ، يتمابل مع الأغصان ، يتنقل فى كل مكان ، لا يرتاح من فرط فرحته، كيف تهرب من هذا الواقع الأليم ؟ وكيف يتسنى لها ارضاء روحها وقلبها وجسدها الذى ينهرها بشدة ؟ أن تتحرر من قيد العبودية إلى براح يفيض فيه القلب وتعشق فيه الروح وتأنس إلى وليفها ؟
هذا جزء من قصة كتبتها منذ فترة وعاودتنى مرة أخرى بعد انتخابات اتحاد الكتاب التى خلت مقاعدها من التواجد الانثوى وبعد اقتراح الاستاذ بهاء الدين بانشاء لجنة لشؤن الكاتبات وجدت أن المراة تدور فى فلك واحد وخانة واحدة من تلك اللعبة التى تسمى الكلمات المتقاطعة فهى تتخذ ركنا وحروفا متناثرة لا زالت تتعلم كيف تجمعها يهتف البعض لها ومن وراء الكواليس يضعون حرفا من اسمها فى مطبخ العائلة وآخر فى حجرة النوم ، وثالث على المائدة ، ورابع على الحائط تزين الجدران ، وخامس لاستكمال وجاهة المدير ، هكذا صارت تدافع وتحارب وتقتطع مربعا تلصقه بجانب الاخر حتى تجد لها اسما ثم تفاجا أنها وريقات ممزقة تحت اصابع لاعب واحد
يتناقلها حسب الرغبة .