التحرش الجنسي ... ما بين عصر الجواري والفوضي



حاتم أحمد الخطيب
2013 / 4 / 6

إن تفاقم وتصاعد ظاهرة التحرش الجنسي ضد المرأة في البلاد العربية يأخذ منحني تصاعدي بأساليب وأشكال مختلفة يصاحبها غالباً العنف الشديد والانتهاك الصارخ والإهدار المبرمج لكرامة الانسان والاستهتار بالقيمة الآدمية للمرأة . إن هذه الظاهرة الخطيرة المشينة تأخذ أبعاداً متداخلة ومتناقضة في نفس الوقت من حيث الأسباب الكثيرة والمختلفة لمضاعفة انتشار هذه الظاهرة في كل المجتمعات العربية تقريباً ... وعند البحث الموضوعي عن العوامل الأكثر أهمية في زيادة ممارسة ظاهرة التحرش الجنسي ضد المرأة سنكتشف إننا أمام منظومة كاملة ومتكاملة ومترابطة من العوامل في سياق واحد كلها تؤدي دوراً في تصاعد الظاهرة وممارستها وذلك انطلاقاً من التنشئة الاجتماعية والتربية بكل مراحلها سواء البيتية والمدرسية والمجتمعية وما ترسخه هذه التربية التي تحط من قدر المرأة وتنتهك حقوقها بشكل تدريجي ومتطور في كافة المجالات مقارنة بالفئة الذكورية التي تحصل علي كل المميزات والصلاحيات مستقبلاً لانتهاك المرأة ومصادرة حقوقها وممارسة أبشع أنواع الظلم ضدها عندما تتناقض المصالح في بيئة خصبة تظللها الأنظمة السياسية الحاكمة والمستبدة والتي لا تتورع قوانينها وأنظمتها من توفير الغطاء القانوني لانتهاك حقوق المرأة بشكل عام وفي معالجة قضايا التحرش الجنسي والقتل علي خلفية الشرف بشكل خاص والتغاضي غالباً عن مواحهة ظاهرة التحرش الجنسي ضد المرأة بالجدية والمسئولية المطلوبة لاعتبارات الفساد والقبلية والجهل وضحالة الثقافة العلمية في ظلال مجتمعات كلمة ( عيب ) هي الكلمة السحرية لتربية المرأة .. والأدهي والأمر في الكثير من الحالات في هذه المجتمعات العربية المتخلفة تخشي المرأة من التحدث أو الابلاغ أو تقديم الشكوي عن حادثة التحرش الجنسي خوفاً من التبعات والتأويلات والتفسيرات التي تصاحب انتشار خبر التحرش الجنسي في مجتمع يتلذذ بالاشاعة وفي أحسن الأحوال تمنع من تقديم الشكوي وتنصح بإخفاء الأمر والتغاضي عن الموضوع .
تتداخل العوامل والأسباب المؤدية لتصاعد هذه الظاهرة البشعة مروراً بالكبت الجنسي وما يتركه من آثار نفسية مرضية وليس انتهاء بظاهرة ما يسمي بالصحوة الدينية بشتي مكوناتها وتفاصيلها المملة والمقيتة والدور الرئيس الذي يلعبه هذا العامل تحديداً في اتساع دائرة التحرش الجنسي ضد المرأة بشكل خاص والانتهاك الكلي لكل حقوق المرأة في ظل تصاعد المد الديني وحركاته الاسلامية التي تنتشر كالنار في الهشيم في البلدان العربية . وما تحمله هذه الحركات والجماعات من أفكار ظلامية وتكفيرية لكل مناحي الحياة وأمورها المتعددة لكل الفئات . فإنها تحمل للمرأة بلاط السلطان وحدائقه المكتظة بالجواري والعبيد وإذا لم ندق الجدران ... ونتحد ونعمل سوياً للتصدي لهذا الطوفان ... قستكون نساءنا ملك يمين وسبايا عند الأمير والسلطان ... والقادم أسوأ من ذلك إذا لم تصحو القوي التقدمية والوطنية في وحدة مصير نكون أو لا نكون ... التحدي قائم والمسئولية تاريخية ... والأخطار تحاصرنا ... والفوضي الخلاقة تداهمنا ... وتتلاعب بعقولنا ... والصحوة الدينية تركب الموجة والمرحلة في تحالف ضدنا ... فلنصحو قبل فوات الأوان ... أطفالنا قي خطر ... نساءنا في خطر ... كلنا في خطر ؟؟؟؟؟؟؟