عن أمينة ، لن نسكت يا أيها الرئيس



حميد زناز
2013 / 4 / 6

سيدي رئيس الجمهورية التونسية المحترم، تحية طيبة و بعد:
يحزنني جدا أن يحدث في تونس و أنت اليوم قاضيها الاول ما كنت تناضل ضده في العهد البائد. لقد دافعت أيها الرئيس ببسالة و لسنوات طوال عن الحداثة والمساواة و الحرية و حقوق الانسان و كنت قدوة يفتخر بها كل الاحرار و محبي الإنسان.
ثار التونسيون أيها الرئيس ضد الظلم و من أجل الحرية و الاستقلالية، فكيف تظلم اليوم فتاة في مقتبل العمر و رئيس بلدها أمضى نصف حياته في مناهضة الظلم و التبشير بعهد الحرية؟
لم تفعل أمينة بمنظور حقوق الانسان التي كنت تقول أنك من المدافعين عنها سوى تأكيد بديهية يا سيادة الرئيس، هي امتلاك الانسان لجسده . هل ارتكبت جرما حينما كتبت على صدرها أن جسدها ملك لها و لا علاقة له بشرف أحد ؟ هل هي جريمة أن تتصرف بجسدها كما تريد ؟ ما هو الخطر الذي تمثله صورة صدر عار على الجمهورية التونسية و الامة العربية والاسلامية ؟ هل العار هو أن تشحذ هذه الشعوب قوت يومها من الغير أم هو في صدر شابة عار على صورة لا أحد مرغم على مشاهدتها؟
لو حدث لأمينة اي مكروه يا سيادة الرئيس، كيف يمكن التملص من مسؤوليتك بوصفك حامِ لحياة التونسيين و التونسيات و الضامن لحرياتهم الفردية ؟
كيف يمكن ان تُختطف أمينة و تُرحل حتى و إن كان ذلك من لدن عائلتها و هي مواطنة بالغة حسب القانون التونسي ذاته. أمينة يا سيدي الرئيس هي محرومة اليوم من حريتها و من أدنى حقوقها الطبيعية و السياسية . هي منفية محتجزة في مكان مجهول . نعم يا سيادة الرئيس هي منفية من الحياة!
هل تعلم أن أمينة محرومة من ثانويتها و من حرية التنقل ومن هاتفها النقال و من الانترنيت . هل تتذكر يا سيادة الرئيس انتقاداتك اللاذعة لنظام بن علي حينما كان يقطع الانترنيت و يحجب المواقع عن طريق الحاج 404؟ ها هو التاريخ يتكرر تحت حكمك و بأكثر قسوة ! هل يعقل أن يسمح رئيس الجمهورية التونسية بترك شابة تونسية بريئة تتعذب ؟ هل من العدالة في شيء أن تسمح يا سيادة الرئيس بهذا العبث بمصير شابة ذكية ثائرة؟ هل تعلم يا سيدي أن أمينة مجبرة على تناول كميات غير معقولة من الحبوب المهلوسة و الأدوية، وهي على شفا حفرة من الانتحار ؟
سيادة الرئيس ، مصير أمينة معلق في عنقك، هي في سن ابنتي و ابنتك ، هي ابنتنا جميعا ، فلنفعل كل شيء من أجل سلامتها و كرامتها و إن لم نفعل فلا كرامة لنا إذ لا كرامة لمن يصمت أمام ظلم الانوثة و الذكاء.
أكتب أليك هذه الرسالة يا سيادة الرئيس ليس استجداء و إنما تذكيرا بالقانون إذ على السلطات العمومية حماية المواطنين حتى من ظلم أهلهم.

كل التقدير و الاحترام