عطر الأرض



اسحاق الشيخ يعقوب
2013 / 4 / 9



كل تاريخ الدنيا تستويه امرأة.. تحفر صخوره.. تقلب تربته.. وتسقيه دم قلبها.. فيزهر الوطن ضوع عطر تاريخ انساني في خطوات النساء.
ان امام وخلف كل تاريخ امرأة فلا طعم ولا لون ولا رائحة ولا عطر للتاريخ بدون عطر النساء.
فالنساء عطر التاريخ على وجه الارض!
تلفتوا اينما كنتم في جهات التاريخ على وجه الارض.. فسيأتيكم اليقين: ان الشأن شأن النساء لا شأن الرجال.. فالمرأة شأن التاريخ في الرجل والرجل شأن المرأة في التاريخ!
هكذا تبني الرجال والنساء على حد سواء تاريخ أوطانهم!
أأنا بين دفتي كتاب.. أم انا بين دفتي تاريخ؟!
ان (السادس من نوفمبر) كتاب في التاريخ.. وتاريخ في كتاب.. فإن أمسكت كتابا.. أمسكت تاريخا.. وان امسكت تاريخا.. امسكت كتابا اسمه (السادس من نوفمبر) 1990 فالكتاب في رمزية معناه ومبناه التاريخيين من تأليف سيدتين كريمتين باذختين عطراً وطينا جميلا في عطر تاريخ الوطن.. هما: عائشة محمد المانع.. وحصة محمد آل الشيخ.. وهو كتاب يأخذ بالذاكرة الى عام 1990 في معنى حدث جلل باركه الله في معنى رمزية تاريخ نساء على ارض وطن يتنسم عطر ارضه في عطر نسائه!
وكأن قلب الوطن يخفق في قلب نسائه.. وكأن التاريخ يمد يده من بين كثبان الرمال المتحركة ويخط تاريخ الارض بحبر عطر نساء الوطن دون رجاله!
ما اشد مكابدتهن وما اشد ما تعرضن له من بطش فقه المجتمع وظلام دعاته من اهل طوال اللحى وقصار الثياب.. «لقد كانت الحكاية مثيرة ورائعة وكان 47 امرأة كن يخططن لكتابة تاريخ المرأة في بلدهن.. وكان كل شيء مرسوما بارادتهن الخاصة.. وكان القرار قرارهن.. لقد حددت رائدات الوطن ذلك اليوم السادس من نوفمبر 1990 ليكون يوما للإعلان عن رغبة نساء الوطن في المشاركة في بناء وطن من خلال اعادة الاعتبار للنساء واستعادة الحقوق وتحديد الواجبات وتفعيل تلك المطالب.. وهذا حقهن الطبيعي في المشاركة في الحياة العامة في البناء ورسم المستقبل».
وهو ما اخذ رمز شجاعة ادائه في ركوب وقيادة 47 امرأة سعودية في أكثر من 15 سيارة يجبن قيادتها في شوارع الرياض.. وهو امر جلل له ابعاده التاريخية على طريق المساواة في الحقوق والواجبات بين النساء والرجال على ارض الوطن.. وليس في تجريدية ذاتيته المطلبية وفي حدود حق سياقة السيارة فقط.. فالبعد المطلبي في تاريخية مسؤولية استهدافاته اللوجستية في اخذ الوطن على طريق البناء المشترك بين النساء والرجال إدراكاً منهن ووعيا تاريخياً ان الاوطان لا تبنى بنصفها من الرجال وانما بنصفيها من الرجال والنساء ولهذا فقد كان المنطلق في اهمية مسؤولية رمزيته المادية والمعنوية.. عبر اداء هزّ وعي المجتمع وقلب سافله عاليه في رؤوس القوى المحافظة على ظلام العنف والارهاب ضد انتزاع المرأة حرية مساواتها في المجتمع!
ان كتاب (السادس من نوفمبر) ببساطة معناه ومبناه كتاب يوثق دور المرأة على طريق البناء والتجديد والاصلاح والتغيير.. فهي المفتاح التاريخي لحلحلة مشاكل الوطن وفل عقده.. فكلما تفككت عقد عبودية المرأة.. كلما أزهرت الحرية في المجتمع للنساء والرجال على حد سواء!!
أيها الاصلاحيون.. ايها التغييريون حكاما ومحكومين اسبغ الله عليكم رحمة من رحمته.. ان المرأة هي مفتاح تاريخ الاصلاح والتغيير خذوا بيدها.. تأخذوا بالمجتمع كله حرية ابدية في حرية عظمة انسانيتها في بناء وطن يزخر بحرية وديمقراطية الجميع دون استثناء!