تحرش وزير الإعلام الجنسى



ميشيل نجيب
2013 / 4 / 16

لم يتوقف الغالبية طويلاً أمام حادثة تحرش وزير الإعلام المصرى أسماً والإخوانى عملاً بالمذيعة زينة اليازجى بتلفزيون دبى فى شهر سبتمبر الماضى تقريباً وأعتبروه سقطة طارئة أو زلة لسان، عندما قالت له أنها تلقت أسئلة من المشاهدين حول موضوع الحلقة وكان تحرش الوزير واضحاً وبتركيز شديد فى رده عندما قال بأبتسامة إيحائية غزلية: { بس متكونش سخنة زيك}، ولا أعرف رأى القارئ وفى أى خانة يمكن وضع كلام وزير الإعلام الإخوانى لمذيعة على الهواء فى قناة فضائية هل هو تحرش جنسى فاضح أم قلة أدب ونقص أخلاق أم قلة تربية وأستهتار بالأخلاق وعدم أحترام الوزير لنفسه ولا لمنصبه؟؟؟

أقول ذلك بعد تكرار سلوك الوزير المشين فى رده على صحفية مصرية خلال مؤتمر صحفى عقد منذ أيام وسؤال الصحفية للوزير عن حرية الإعلام فين؟ فرد الوزير قائلاً: "أبقى تعالى وأنا أقولك فين"، ثم أبتسم الوزير مما يعنى أنه يقصد المعنى الغير مؤدب والإيحاء الجنسى من وراء إبتسامته، تلك الأبتسامة التى يعرفها جيداً كل مصرى وهذا الكلام الهابط والرخيص عندما يصدر من قيادى فى حكومة أياً كانت تلك الحكومة فإنه كلام يعبر عن وقاحة خاصة عندما يصمت رئيس الدولة ولا يصدر أى بيان أو قرار بشأن هذه الوقاحة أو البلطجة الوزارية، ولم نسمع إدانة ممن يصرخون صباحاً ومساءاً عن الأخلاق الدينية فى الفضائيات ويريدون هداية الشعب المصرى من أفراد الجماعة المحظورة ولا بقية أتباعها من الجماعات الإسلامية، وكأن سلوك الوزير الإعلامى هو سلوك أخلاقى يهتدى به الإعلاميين والصحفيين وبقية الشعب المصرى المشاهدين للفساد الحقيقى جهاراً نهاراً كما يقولون بكل حرية دون خجل أو حياء ليكون الوزير خير مثال يهدى شباب مصر إلى الأخلاق الإخوانية الحسنة.

لكن المشكلة التى تجعلنا إجبارياً نتوقف أمامها هى: إذا كان الوزير يتحرش بالمذيعات والصحفيات علانية دون أن يحاسبه رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية وكأنه لم يفعل شيئاً يستحق الحساب، فماذا يفعل الوزير فى الخفاء مع الموظفات فى وزارته وفى مكتبه ؟ الموظفات الذين يشعرون أنهم يعيشون تحت رحمة سيادة الوزير وبقاءهم وأستمرارهم فى العمل يتوقف على إرادة ومشيئة الوزير، فإذا حاول الوزير التحرش بأى موظفة فى مكتبه وفى وزارته تحرش جنسى حقيقى، مَن مِن الموظفات لديها الشجاعة للأمتناع عن تلبية رغبات الوزير الجنسية الذى يغازل المذيعة والصحفية علانية ولا تخاف من طردها من العمل فى هذا الزمان الكريه؟
إذا كان وزير الإعلام يرتكب الأفعال القبيحة علانية وهى بعض الأفعال التى رأيناها فما بالنا فيما يفعله فى الخفاء؟
ولماذا رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية يتركونه دون محاسبة، فماذا ينتظر كبار المسئولين فى حكم مصر من الشعب المصرى؟ ألا يتشبه الشعب والبلطجية بالوزير الفاضح ويخرجون على القانون وشرعية الدولة دون خجل أو حياء؟ إذن من يحكمون مصر الآن يشجعون على أرتكاب الفساد الأخلاقى دون عقاب ؟؟

حسناً فعل عشرات الصحفيين بتنظيم وقفة أحتجاجية أمام نقابة الصحفيين للمطالبة بإقالة الوزير الإخوانى قليل الأخلاق، ولا يجب المطالبة بإقالة وزير الإعلام فقط وإلا سيكون من السهل على كل مسئول أن يرتكب الفساد ويهرب منه دون محاكمة، بل يجب أن تتم إقالة الوزير ويقدم للمحاكمة على تلك الأفعال العلنية الفاضحة التى تسئ لكل مصرى ومصرية، وإلا سيتيقن وسيكتشف الشعب المصرى وبقية شعوب العالم أن جرائم التحرش الجنسى والأغتصابات التى وقعت أثناء المظاهرات المعارضة لمرسى والأخوان هى جرائم تمت بتنسيق جماعة الإخوان مع بقية التيارات الإسلامية لإجبار المعارضين والمعارضات على الصمت وإلتزام منازلهم وعدم الخروج مرة ثانية للإعتراض على النظام الدينى الذى فشل فى تقديم حلول لمشاكله، ذلك النظام الذى يرفضه غالبية الشعب المصرى!!

إن الفساد والبلطجة وقتل الجنود فى رفح وأختطاف الجنود المصريين وقتل الشعب المصرى فى أثناء مسيراته ومظاهراته المعارضة للنظام الفاشل، كل هذا وغيره من واقع مصرى ينهار يوماً بعد يوم يصدق فيه قول الشاعر الكبير أحمد شوقى:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا