معدان آخر زمن



فالح المشهداني
2013 / 5 / 18



مع الطفرة النفطية والنمو الاقتصادي في بداية السبيعينيات جعل الكثير من ابناء الريف يطمح للعيش في العاصمة بغداد ففيها فرص عمل كثيرة ومدارس وجامعات
تغيرت الكثير من عادات الناس وتغيرت الكثير من اخلاقيات المجتمع وصارت كلمة ( معدان) تعني المتخلف الذي يضرب ابنائه او يضرب المرأة
- وسلوكيات المعدان تظهر عند الاحتكاك معهم حتى لو تخرج من اعظم الجامعات في العالم يبقى حاقدا على الآخرين على المرأة على الطفل على العلم و الغريزة الإنسانية القويمة واكبر مثال على ذلك شخصية صدام حسين وشخصية نوري المالكي – وكيفية قيادة الاخلاق العامة وتحويلها لبلد متأخر جداّ عن مسار التطور والعمران
– كنت اقول دائما بأن الإنسان قابل للتغير وقابل لتطوير عقله من خلال التجارب التي تمر عليه ويتعلم منها الصح والخطء لكن مع الاحتكاك بالمعدان اكتشف انه مهما تعلم او تطور سيعود للغة العنف وللغة الغباء و يضع للغباء مسميات عدة مرّة بسم الله ومرّة بسم عادات القبيلة اوالحفاظ على عقيدة المذهب وكلها تؤدي لنفس النفق المظلم

– ان كلمة - المعدان القدماء - تغيرت عدة مرات وجماعة تقول ان المعدان هم ابناء السومريين وهو الاقرب لهم –
كان يستخدمها اهل بغداد على الفقراء النازحين من ارياف العراق وخاصةً الذين يعملون مع تربية الابقار والمواشي داخل بيوتهم ويبيعون الحليب وروث البقر ويعلقون الروث الحيواني على جدران بيوتهم داخلياً وخارجياً
وتركيبتهم الاجتماعية كانت - صلفين عنيفين وسفهاء مع المجتمع - واغلب افراد العائلة من النساء والفتيان والفتياة يعملون في الطرقات والشوارع – والأب يضع العقال والغترة العربية على رأسه ويلبس الملابس النظيفة ويتعطّر بالبخور ومستثنى من عناء العمل ويجلس في ديوان البيت مع اصحابهِ يتحدثون عن انتصارات القبيلة والمغوار – وهذه الصفات كانت غير محببة عند اهل بغداد وعيب ان المرأة تعمل وتربي الاطفال وتطبخ وتكنس وربّ البيت يتجول حول مجالس القبيلة – واهل بغداد لا يناسبوهم ولكن في الفترة الاخيرة تغير الكثير وصار حتى البغدادي امعيدي