الاصولية الدينية - حقيقة مطلقة وتعصب-



أسماء صباح
2013 / 5 / 22

تعتبر السمة الاكثر شيوعاً والتي تميز الاصوليات الدينية، بالنسبة لناشطي حقوق المرأة، وتثير قلقهم هي ظن الاصوليون الدينيون انهم يمتلكون الحقيقة المطلقة التي لا يعرفها ويمتلكها ويدافع عنها غيرهم، لذلك تجدهم يتميزون يضيق الصدر وعدم الرغبة في الحوار مع الاخر المختلف، والتعصب لكل الافكار والمعتقدات ومحاولة فرضها على الاخرين بالقوة.
وهذا النوع من الفكر الاصولي لا ينطبق على منطقة معينة او دين معين ولكنه شامل لكل الاوصوليات انا كانت مرجعيتها وزمانها.
ويعادي هؤلاء الديمقراطية بكافة اشكالها لانها تسمح بالنقاش والاخذ والرد في القضايا الجدلية، مع العلم بان كل الاديان التي ينتمي لها هؤلاء في الاصل نادت باحترام الاخرين" من الدين نفسه" وحتى من الاديان الاخرى وبعضها نادت باحترام غير المتدينين لانهم في الاصل "إنسان" انطلاقا من فكرة الآدمية.
"الاصولية الدينية هي مؤسسات، أفكار وممارسات، لديها رؤية عقائدية واحدة للواقع، تحاول فرض القيم والسلوكيات واشكال اجتماعية تتكون من المنظمات والتسلسلات الهرمية على الاخرين، هذا بالاضافة الى العنف واضطهاد أي منور يختلف مع ما يدعون ويسعون اليه" دورثي اكانوفا ، نيجيريا.

الفرق بين المحافظين والاصوليين
ليس سهلا التمييز بين المحافظين والاصوليين، وقد يستخدم البعض المصطلحان بشكل تبادلي، حيث يسعى الاثنان على حد سواء الى تعزيز النظام الابوي ويعارضون التوسع واعطاء المرأة المزيد من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وقد يقبل المحافظون المناقشة والحوار، الا ان الاصوليون يرفضون المناقشة والتفاوض معهم، لانهم يريدون من الجميع تبني وجهة نظرهم لاعتقادهم بخطأ الاخرين ولانهم يعتقدون بان لهم خط مباشر مع الله، فهم المحققون لشرعه والناطقون باسمه.
الاصوليون يعارضون حقوق النساء والحريات
يسعى الاصوليون لتعزيز النظام البطريركي "الابوي" والذي يعزز تعالي الرجال على النساء ويحرم الاخيرات من الكثير من الحقوق، ويرى بعض المشتركون في الاستبيان الذي سأل عن الرابط بين الاصولية وتأثيرها على حقوق المرأة، أن الاصولية تخلق مجتمعا أبويا ردايكاليا، بل يسعى هؤلاء الى إعاقة الناشطين والمؤسسات التي تسعى من اجل مساعدة النساء في طريق استعادتهن للحقوق المسلوبة.

فهم العلاقة بين النظام الابوي والاصوليات الدينية
يشكل تعزيز النظام الابوي الراديكالي جزئية مهمة في تعريف الاصولية الدينية، ويشكل مصدرقلق للنشطاء والناشطات العاملين على موضوع حقوق النساء، وعلى الرغم من ان النظام الابوي موجود في كل المجتمعات، الا أنه يأخذ شكلا أكثر تطرفا في الاصوليات.
بحيث تسعى كل الاصوليات الدينية الى اعادة ترتيب مفاهيم الذكورة والانوثة، كما يجري أيضا اعادة ترتيب عالم الرجال بدوره( بشكل هرمي)، ويسيطر رجال الاصوليات بشكل كلي على نسائهم، ويجعلها تعيش وتتصرف على نحو يريحه ويروقه، واذا لم يستطع فيتم التشكيك برجولته.

جزءمن بحث أجرتة مؤسسة AWID من خلال لقاء عدد من النساء اللواتي يعملن في مجال حقوق المرأة.