أشهد بأنني امرأة ساقطة



جوزفين كوركيس البوتاني
2013 / 6 / 13

أنا امرأة سيئة السمعة للغاية وكل من يتعرف عليّ يتجنبني في الحال. لست سيئة اخلاقيًا، ولست ممن يستثمرن انوثتهن لضمان مستقبل مكبل بالقيود. أنا امرأة لم تُروّض حتى الآن ومخالبي لازالت حادة وأفكاري جادة، كما ولي نظرة تخلو من الود- أي أتربص كلص لعين على كل الداخلين والخارجين. ولازلت بعيدة عن التصنع ولم تصقلني العولمة بقدر ما صقلني التسكع في الطرقات..
أفكاري تشبه الرياح المسمومة، لأنني أكره الدجالين والمتاجرين في الدين، كما أكره التغزل في التاريخ الذي نصفه لا يعنينا والنصف الآخر عن الإسكندر المقدوني! وأكره ساستنا الذين لم يفلحوا حتى هذه اللحظة بكسب مودتي لأنني لم اسمع منهم غير الهذر واللغو عبر الفضائيات مدعين حب الوطن (أو بالأحرى حب البطن)..
لذلك الكل يخشاني ويهواني في آن واحد، وأما الجلوس معي فمستحيل لأن الكل يعرف بأن في حوزتي منديلاً مغمسًا في عطر الحقيقة، وللحقيقة رائحة قوية بأمكانها ان تفيق المخدرين دينيًا وتاريخيًا وجنسيًا، حتى وإن كانوا في (سابع نومة)، كما يقال. رائحة الحقيقة تقتل كل المرضى النفسيين وقد تجعل الناس يمتنعون عن مجالسة المشعوذين ومتابعة التلفاز وما فيه من أخبار محرضة. لذا فوجودي بين الطيبين يحسب له ألف حساب..
وهكذا فأنا ساقطة فكريًا وأرفض الأستظلال تحت شجرة اي حزب او جهة معينة، رغم ان الوطن قد امتلأ بأشجار الصبار التي خدع بها الكثيرون ممن باتوا يستظلون تحت اشكالها الجذابة والخلابة والغريبة المنظر! والأستظلال تحت هكذا اشجار يأتي معه بواجبات يجب تنفيذها وإطاعتها، وترى المبتلين بظل هذه أشجار أما مخدرون أو مجبرون على تنفيذ الآوامر! لذا فأقول لكم بملء صوتي: احذروا التقليد! احذروا الأستسلام ولا تدعوا الحكام ينامون بسلام، بل حاسبوهم على كل غفوة!
أعرف بأن كلامي غير مهذب، ولكن أعذروني فأنا فاسدة ولكني واثقة بأنكم تؤيدوني. وأعتذر يا أعزائي فأنا أرفض ان أعيش كثور معصوب العينين يدور في حلقة مفرغة. وأنا لست مع أحد؛ أنا مع الوطن والوطن مع الجميع...
والآن ما رأيكم يا أحبائي، الازلت ساقطة بنظركم أم ماذا؟