يا فتيات العالم المختونات .. افتحوا



هشام آدم
2013 / 7 / 30

قد تكون هذه المقالة أقصر مقالة أكتبها، ولكن فحواها، عندي، مُهمَّةٌ للغاية، وقد لا تكون مقالةً بقدر ما هي رسالة عاجلة ودعوى أطلقها إلى كل فتيات العالم المختونات، وإلى كل المنظمات القانونية والحقوقية المُهتمة بشأن المرأة.

لن أتكلّم عن الختان ومضاره النفسية والجسدية، ولكنني أدعو كل الفتيات المختونات (من غير القاصرات) إلى إخضاع أنفسهن لعملية جراحية تجميلية، فإنَّ لكل شخص، رجلًا كان أو امرأة، الحرية الكاملة في جسده، فإذا كانت الفتاة المختونة قد تعرضت في صغرها لعملية تشويه جسدية بدون موافقتها وإرادتها، فإنَّها ببلوغ سن الرُشد تكون ممتلكةً للحق القانوني في تعديل هذا الوضع.

يا فتيات العالم المختونات: هذا حقكن في أجسادكن فلا تتنازلن عنه لإرضاء المُجتمع، أو خوفًا من أحد، فقراركن بالإبقاء على الختان بعد امتلاككن هذا الحق لهو عارٌ كبير، لا يعني غير تقديم مصلحة المُجتمع الذكوري، فكثير من الفتيات يخشين أن يواجهن أزواجهن المُتوقَعين بأعضاءٍ تناسليةٍ غير مختونة، لأنَّ المُجتمع يُريد لهن أن يكن كذلك حتى الزواج، فإذا كانت الأسرة، التي قامت بالختان، هي ولية أمر الفتاة في الصغر، فلا يحق لأحدٍ أن يفتق الرتق إلا ولي أمرها القادم وهو الزوج، الذي كان الختان من أجل إرضائه وتطمينه أصلًا.

عارٌ، ويا له من عار، أن تقبل الفتاة بذلك، وإني أطالب الجمعيات والمنظمات الحقوقية المُهتمة بالمرأة وقضاياها أن تسن القوانين التي تسمح للفتيات المختونات (من غير القاصرات) بإجراء عملية تجميلية في مستشفيات بلادهن الأصلية دون الحاجة إلى موافقة ولي أمر، فهي ولية أمر نفسها وممتلكة للأهلية القانونية التي تُعطيها كامل الحرية في جسدها. أتمنى أن تجد دعوتي هذه أُذنًا صاغيةً من أخواتي المختونات في كل بقاع العالم، فإذا كانت هنالك وسيلة لإيقاف هذه المهزلة والإبقاء على كرامة هؤلاء الفتيات، فلم لا؟