السيدة هناء عيدان كاظم .. امرأة تستحق التقدير



زاهد الشرقى
2013 / 9 / 10

عندما تجد بأن المرأة تعطي حق المنصب أو العنوان الوظيفي الذي هي فيه. تأكد بأن هناك فرصة كبيرة بأن تتغير الحياة للأفضل. منذ عشر سنوات ومدينة الخالص أحدى مدن محافظة ديالى . تعيش حالة الخراب في الخدمات وكل شيء. حتى تحولت مع الأيام إلى (مدينة التراب) وهي التي تحمل ومنذ زمن طويل لقب ( مدينة الأدباء), هذه المدينة قدمت الكثير من التضحيات. وواجهت ألإرهاب بسواعد أبنائها وأهلها يوم تخلى الجميع عنها. كانت تمني النفس بأن تجد الأعمار والتطوير وتقديم المشاريع التي تخدم الناس. ولكن مع كل الأسف مثلما أراد الإرهاب دمارها. جاء وقت الفاسدين ومن أصبح ثرياً بفضل المشاريع الوهمية وتهديم المدارس والمقاولات الفاسدة وغيرها . وأعذار الفاسدون وتبريراتهم كثيرة. كيف لا والمال الحرام يستطيع غلق أي ملف أو قضية وما أكثر سماسرة الفساد فيك يا بلدي.
عشر سنوات لم أشاهد مسؤلاً واحداً يسير في طرقاتها وبين تلك المنازل والناس فيها بحاجة لكلمة طيبة واهتمام . تقديراً لتلك العوائل التي لدى كل واحد منها أما شهيد أو مفقود أو جريح أو أرملة أو فقير ومحتاج . وان وجد مسؤل فتأكد بأنه يفكر بمصلحته أولا قبل كل شيء أو يجري التنقل قبل الانتخابات بفترة لاستعراض العضلات والضحك على الذقون والمتاجرة بقضايا الناس واحتياجاتهم . ولكنهم بعد ذلك تراهم بمواكبهم المدرعة وحماياتهم ويضعون الحواجز والجدران لحماية أنفسهم من ناسهم وأهلهم ومن وقف معهم ..!! أو يستغلون المناسبات الدينية للظهور بصورة الأتقياء ومن يفكر بالله في كل لحظة. وهم بالأساس بعيدون عن عباد الله . مع العلم يوجد من هذه المدينة نواب في البرلمان.وقيادات حزبية في أحزاب حاكمة ومتنفذة ومناصب عديدة في الأجهزة الأمنية والدوائر الأخرى في الحكومة ومختلف درجاتها الوظيفة. وأعضاء في مجلس محافظة ديالى المنتخب حديثاً والقديم أيضاً .
كتبت هذا المقدمة . وأنا بصراحة أصابتني الدهشة والسعادة معاً . عندما قال لي احدهم بأن هناك سيدة وهي عضو في مجلس محافظة ديالى المنتخب حديثاً . تتابع الكثير من أعمال القضاء بنفسها . وتتجول بين الناس وتشرف على الأوقات المحددة لتنفيذ أي مشروع من اجل التقييد بالعمل وعدم الإهمال. وقامت بفتح ومتابعة الكثير من الملفات التي كانت في الأدراج المغلقة . بل وصلت ودخلت إلى المجلس المحلي لقضاء الخالص . الذي هو مجرد أسم فقط دون أي فعل . بل مجرد مقهى لتناول الشاي أو تمشية أمورهم الشخصية او ختم تأييد السكن .وحتى الكثير من أهالي الخالص بالأساس لا يعرفون الأعضاء فيه ومن هم وكيف وصلوا لهناك ..!
عندما سمعت الكلام عن تلك السيدة المحترمة. شاءت الصدفة أن أكون متواجداً في مكان . ولاحظت احدهم يقول لي هذه هي ( السيدة هناء عيدان كاظم ) عضو مجلس محافظة ديالي عن مدينة الخالص . بصراحة لم أشاهد الحمايات الكثيرة ولا السيارات العديدة خلفها. فقط شخصين للحماية وأخر بملابس مدنية فقط . وهي تستطيع حالها مثل الآخرين أن تتعذر بالظرف ألامني وتأتي بجيش يحميها ويقطع الطرق.كما يفعل بعض المسؤولين في تلك المدينة . بسيطة في كل شيء . ولم تنزعج بالاتصالات العديدة التي تأتي لها على هاتفها المحول الشخصي. من مختلف الشرائح والمسميات.
اقتربت منها ودار حديث قصير معها . فقد وجدت لديها حباً للعمل والإطلاع ومتابعة كل شيء من اجل تقديم الأفضل للمدينة والناس . وشرحت بأن هناك الكثير من الأمور بحاجة للمتابعة لأنها تهم الناس . وكذلك لابد من متابعة أي مشروع جديد أو قديم حتى نقف على مراحل الانجاز بدل الجلوس في المكاتب ونسيان من لهم الفضل في وصولنا للمنصب . واستفسرت منها عن بعض ألأمور والمشاريع المتوقفة وحتى الوهمية. أجابت بأن هناك جبل من المشاكل بحاجة لجهد كبير من اجل انجازه والخلاص من تراكمات الماضي . وهي تتابع ألان بجهودها ما تستطيع تنفيذه أو أن تحصل موافقات أولية من اجل البداية فيه .
ثم تكلمنا عن الفساد المستشري بكثرة في المفاصل الإدارية لمدينة الخالص . كان جوابها ذكي وبنفس الوقت يحمل قوة موقفها وإرادتها في العمل عندما قالت ( الفساد بكل مكان وزمان. أما عن نفسي فأنا أعمل من اجل الناس أولا وأخيرا. فهم من يبقون والمناصب والكراسي تتغير مع الوقت . ومحاربة الفساد تأتي من نزول المسؤول للشارع ومع الناس . حتى يتلمس بنفسهِ ماذا يجري على أرض الواقع , ويجد الحلول المناسبة). ناقشتها على عجل في الكثير من الأمور الأخرى . فوجدت لها رغبة بالعمل مع الجميع . وهذه ميزة المسؤول الحقيقي .
شكرتها على ذلك الحوار الجميل . وابتعدت إلى داخل السوق . وأنا أشاهدها تتوقف كل مرة . للتكلم مع الناس . وتطالبهم بأن يقدموا كل شيء لديهم فيه مصلحة للمدينة ولهم .
فكرت مع نفسي . مدينة الخالص فيها سبعة أعضاء في مجلس محافظة ديالى الجديد . ورئيس المجلس من المدينة . تُرى لو كل شخص من هؤلاء ألتزم واخذ على عاتقه منطقة أو مكان معين في الخالص . لاستطعنا أن نجعلها مدينة رائعة . ولكن لغاية اليوم لم أشاهد من المجلس سوى ( هناء عيدان كاظم) المرأة التي أثبتت بأنها لا تخشى من شيء. لأنها تحمل صفحة بيضاء خالية من الفساد ونهب مال العباد. كذلك تستطيع مثل الآخرين. أن تختفي على الناس . وتظهر لهم قبل نهاية الدورة الانتخابية للمجلس وتباشر بعمل الدعاية لنفسها . لكنها أرادت أن تقول للناس بان من منحها صوته. سوف يجد رداً كريماً لهذا الصوت . عن طريق التواجد بين الناس , والمباشرة بالاهتمام بكل ما يحقق لهم الراحة والاستقرار من خدمات ومشاريع عديدة .
ختاماً.. شكراً للسيدة (هناء) عضو مجلس محافظة ديالى عن مدينة الخالص .ولكل الجهود التي تقومين بها . وبصراحة وجودها بين الناس يكفي لزرع الأمان والاطمئنان والاهتمام بهم . فكيف الحال وهي تباشر الإشراف على كل ما يجري هناك . في وقت اختفى فيه رجال المدينة ونسائها ممن وصلوا للمنصب بقدرة قادر ..!! واختفائهم ليس لشيء. بل لأنهم يحلمون بالمناصب العليا فقد . متناسين بأن النزيه يعمل بأي مكان وأي منصب مهما كان .
كما ادعوا كل مثقفي وكتاب الخالص. إلى الاهتمام ودعم جهودها لأنها قدوة في العمل والإخلاص . لعل الآخرين يتحركون ويتحرك الضمير في داخلهم. ويعملون من اجل مدينة الأدباء والشهداء . وان يبتعد البعض عن التملق للفاسد والسارق واللص ومن يريد البقاء فوق الرقاب ونهب العباد . وان الجلوس وشرب الشاي في المقاهي ونشر الصور لا يكفي حتى نقول لهم ( عفية وبارك الله بيكم ) نريد عمل وانجاز وتواجد بين الناس في الخالص بكل عناوينها ( الغربية والشرقية ) وكافة القرى والأرياف فيها . وان يكونوا معنا من غير الحرس والفرس والحمايات العديدة والسيارات المدرعة والمصفحة . وان يتخلى البعض عن ( رفع الخشم) ويتمعن جيداً بأن لكل شيء نهاية . وان يتلزم الجميع بما أقسم من اجله على خدمة الناس . أجعلوا من السيدة الأولى لمدينة الخالص ( هناء) مثالاً ورمزاً . وكيف أن المرأة العراقية قادرة على العمل والإنتاج والعطاء. وزرع الأمل والفرحة والسعادة بين نفوس أهلها وناسها .
ما كتبناه هو شيء لمسناه بحقيقتهِ. وليس مدحاً لأحد . وسوف نكون داعمين لكل من يريد الخير لهذه المدينة . وسوق نبقى مع كل نفس وعنوان جيد . ونقف بالضد من كل متاجر ومتلاعب بحقوق الآخرين مهما كان وتحت أي مسمى حزبي . وسوف نبقى نتابع أعمال السيدة ( هناء عيدان ) ونكتب عنها . حتى يأخذ كل ذي حق حقهُ . وان لا يختلط الحابل بالنابل . ويأتي احدهم ويقول أنا فعلت كذا وكذا .. وهو بالأساس لم يشاهد شوارع الخالص التي تحولت إلى تراب وكأننا نعيش في الصحراء..!!
سلامات يا خالص .. اخ منك يالساني