استعباد النساء ج 2



سامح سليمان
2013 / 10 / 5

لقد تغزل عباس محمود العقاد بسلبية المرأه فى كتاباته فهو يقول فى كتابه المرأه فى القرأن : المرأه تستعصم بالأحتجاز الجنسى لأن الطبيعه قد جعلتها جائزه للسابق المفضل من الذكور فهى تنتظر حتى يسبقهم إليها من يستحقها فتلبيه تلبيه يتساوى فيها الأكراه والأختيار، كذلك تصنع إناث الدجاج وهى تنتظر ختام المعركه بين الديكه أو تنتظر مشيئتها بغير صراع .
يحتوى تاريخ الأدب العربى على كثير من الكتاب الذين عرفوا بعدائهم وكراهيتهم للمرأه ومنهم المعرى والعقاد والحكيم وغيرهم .
وقد أشتهر عباس محمود العقاد فى الأدب العربى بأسم ( عدو المرأه ) وأنعكست كراهيته و عداوته للمرأه فى كثير من كتاباته بحيث تفوق فى هذا المجال على أستاذه شوبنهور الذى أشاد برأيه فى المرأه فى عدة مناسبات ، من حيث إنها طفله كبيرة الجسم فى كل أدوار حياتها، وفيها من أخلاق الطفل نزقه وقصور عقله ومحاكاته لغيره وأعتماده على غيره ، وتقلبه وكذبه وريائه .
وتبلغ عداوة العقاد للمرأه أنه لم بعط نفسه وحده حق ايلامها وخيانتها ، ولكنه جعل من نفسه داعيه فى هذا المجال وأخذ يحث الرجال على هجرها وخيانتها ويتغنى بذلك فى ديوان أعاصير المغرب قائلاً : أنت الملوم اذا أردت لها ما لم يرده قضاء باريها ، خنها ولا تخلص لها ابدا تخلص الى أغلى غواليها .
ونرى ايضاً زكى مبارك يقول فى وصفه للمرأه : المرأه تملك أصول الشهوات وهى باب الدمار والخذلان والجحيم ، هى البلاء يصبه الله على رؤس العباد ، هى الشقاء المعجل والكرب الذى يسبق الموت ، والمرأه فى جميع أحوالها مصدر فساد ولها مداخل الى الفتنه يعجز عنها ابليس .
طه حسين : نراه فى روايته دعاء الكروان مشغول بالمفهوم التقليدى للشرف ، فتتعرض البنت الصغيره هنادى للذبح بسكين خالها
وبالتعاون مع أمها تلك المرأه التى صورها الكاتب عاجزه عن الدفاع عن أبنتها بل ومشتركه مع الخال فى القتل ، ويظل الخال حراً طليقاً ولا يعتبر مجرماً كأنما هو أدى واجبه كرجل غيور على شرف أسرته ( العار لا يغسله إلا الدم )
أما الشاب الذى أعتدى على شرف هنادى هو أيضاً لا ينال أى عقاب على يد الكاتب وإنما يحظى فى نهاية القصه بحب أمنه ،
ولا تفكر أمنه على ألأطلاق فى عقاب خالها الذى ذبح أختها ، لأن الكاتب يقول فى قصته عن النساء أنهم عوره يجب أن تستر !
ويدور الصراع بين أمنه والمهندس بشكل يؤكد أن سلاح المرأه فى الحياه ليس إلا أنوثتها ودلالها وأغرائها وأقبالها وأدبارها .
ويرى طه حسين فى روايته المرأه عاجزه فى سقوطها حين تفقد عذريتها وعاجزه فى أنتقامها حين تقرر الأنتقام ، وعاجزه فى حبها حين تحب وهى دائماً واقعه فى فلك الرجل لا حيله لها ولا قوه .
وعلى خلاف معظم الأدباء العرب لا يميل الكاتب محمد عبد الحليم عبد الله إلى عقاب المرأه التى سقطت ، والسبب فى ذلك ليس لأن له نظره أخرى لمفهوم الشرف ، إنما لأنه يجرد المرأه من وعيها بهذا الأثم ، وبالتالى فلا يجوز معاقبتها كما لا يجوز معاقبة المجنون أو الغائب العقل ويكتب هذا المعنى فى روايته ( شمس الخريف ) حيث يقول : إن المرأه أثناء السقوط لا تكون فى وعيها بل تكون مغيبه تحت سحر الفتنه وسحر الشيطان ، لذا يجب أن يغفر لها المجتمع لأنه لا يجوز الحكم على نائم .
والمرأه فى معظم روايات محمد عبد الحليم عبد الله سلبيه ضعيفه لا وجود لها إلا من خلال رجل ، فإذا لم يكن هناك رجل فإن المرأه تموت ، إما بالموت الجسدى الحقيقى ، أو بالموت حزناً على الحبيب ، وقد حكم على جميع بطلاته تقريباً بالموت ، فقد ماتت ليلى فى لقيطه ، وزينب فى شجرة اللبلاب ، والسيده ( ف ) فى شمس الخريف ، وسميره فى رواية من أجل ولدى ، أما تلك التى لا تموت فهى تذوى بعيداً عن الرجل وتنسحق .
ويمثل الصراع بين الحب والزواج ماده خصبه وغزيره فى الأدب العربى،وكم ترنم أحمد شوقى فى أشعاره بمجنون ليلى وكيف فضل العرب الحب العذرى عن الزواج الجنسى.
ومحمد حسين هيكل فى قصة زينب يصف الصراع بين الوفاء للحبيب والأخلاص للزوج،وتموت زينب من الحزن على حبها الضائع
وقد كان الفصل بين الحب والزواج ،إحدى نتائج الفكره القديمه التى تمجد الحب العذرى أو الروحى ، أما الزواج يتضمن الجنس فهو نوع من الأثم ، وقد أدى كل ذلك إلى أن تصبح النساء نوعين ( الأنثى ) أو ذات الجاذبيه أو الشهوه الجنسيه ، و ( الأم ) الطاهره العذراء الخاليه من أى جنس أو شهوه ، ويزخر الأدب العربى بنماذج متعدده لهذين النوعين النقيضين من النساء ، وترمز ( الأم )
إلى الحب السامى المقدس ، وترمز الأنثى إلى الحب الأدنى المدنس .