أستعباد النساء ج 1



سامح سليمان
2013 / 10 / 5

المرأه ذلك الكائن الناعم الرقيق المحتوى لأقصى درجات ما يسمى ويوصف بالحب والكراهيه والخير والشر، معطى الحياه ،من عبده البشر أجمعين لعشرات القرون ، فمن ينسى إيزيس وعشتار، من ينسى المجتمع الأمومى يوم كانت الألهة أناث وكان الأبناء ينتسبون الى أمهاتهم ،إلى أن تحول المجتمع للأبويه وأصبحت المرأه ومازالت أكثر فئات المجتمع تمييزاً وسحقاً خاصةً فى المجتمعات العربيه بدايةً من أمثالنا الشعبية المقدسة (المرأة اسمها حرمة لأن الله حرمها من العقل) (أكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعة وعشرين)
(المرأة مثل السجادة ما بتنظف إلا بالتخبيط) وطرقنا القويمة في التربية بتمييز الولد عن أخته بجعله المهيمن والمسيطر والسيد المطاع حتى وإن كان يصغرها في السن أو أقل منها علمًا أو فكر وثقافة، وإعطاؤه الشرعية في ضربها وشتمها حتى أمام أصدقائها إن أخطئت أو لم تحسن التصرف. وإن كان الولد على درجة جيدة من الوعي والإنسانية وعامل أخته معاملة الند بالند اتهمناه بأنه (دمه بارد أو معندوش نخوة أو ديوث) وتوجد بعض الأسر التي تمنح حق التأديب لأبن العم أو الخال أو أحد الجيران أو الأقارب بصفة عامة أو ربما عابر سبيل! وتكافئه الأسرة بأن تشكره وتتمنى له الأجر والثواب !
حتى في شتائمنا، عندما يريد أحدنا شتم الآخر وإذلاله لا يجد أفضل من أن يقول له:
(يا مرة، أو يتهمه بالخنوثه، أو شتمه بأعضاء أمه أو أخته الجنسية)!

* صورة المرأة في الدراما:

هي العاهرة أو الراقصة، أو الزوجه المنتظرة سفر زوجها أو مرضه لتبحث عن عشيق، المريضة بالشبق الجنسي والتي تغوي مَن يعجبها من الرجال، ولا تهدأ إن رأت فحلاً ذو عضلات مفتولة وإن لم يرضخ لها ثارت ودمرته.
فالمرأة بالنسبة للكثير من كتاب ومنتجي ومخرجي الدراما والإعلان ليست سوى كائن جنسي وجسد وإناء لإفراغ شهوة الرجل،فتكفى قرأة بعض عناوين أفلام السينما المصريه للتعرف على صورة المرأه فى هذه السينما :المرأة التي غلبت الشيطان، الشيطان امرأة، البنات والمرسيدس، جحيم امرأة، العذاب امرأة، وتعبر هذه العناوين عن رغبة المخرج في اجتذاب المتفرج عن طريق الإيحاء بالأفكار السائدة عن المرأة، فهي مخادعة ولا تريد سوى المتعة أو النقود والشهرة والغنى 1.
ذلك بخلاف تصويرها في الكثير من الأفلام ككائن لا يستحق ولا يصلح لتهذيبه سوى الضرب والإهانة بل وتستمتع أيضًا بذلك،ويتجلى هذا التصوير الكاذب بوضوح في الفيلم التافه والمبتذل جدًا (آه من حواء) بطولة الفنان رشدي أباظة والفنانة لبنى عبد العزيز حيث يقوم البطل المغوار بتقويم سلوكها عن طريق استخدام أحقر الأساليب بمساعدة جدها!!
وفعلاً ينجح في ذلك وتعشقه البطلة وتتزوجه ويعيشوا في تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات!!



* أما عن صورة المرأة (الفاضلة) في الدراما:
فهي المرأة السلبية الخانعة التي لا هم لها سوى انتظار الزوج وهي متعطرة ومرتديه قميص النوم البمبي! ومهما فعل معها من خيانة أو إذلال وتحقير، لا تفعل شيء سوى الصبر والدعاء له بالهداية!
فكلما كانت المرأة أكثر جهل وسذاجة وسلبيه وخنوع كلما كانت أكثر أنوثة وتقوى واجتذاب للرجل بل وأكثر صلاحية للزواج .
وإذا تأزمت الظروف مع بطل العمل الدرامي وحاولت زوجته أو حبيبته أن تساعده يكون الرد بكل كبرياء وشمم:
(مش أنا اللي أعيش من فلوس واحدة ست) أو (مش أنا اللي أقبل مساعدة من واحدة ست) فتحبه المرأة أكثر!!
(ما أعظمك أيها البطل ترد الجميل بالإهانة والاحتقار)!
حتى صورة العدو في الكثير من أعمالنا السينمائية نقوم بتحقيره عن طريق إضفاء سمات أنثوية على مظهره، واتهام نساء العدو بالعهر والخلاعة. وأتذكر فيلم (بورسعيد) كأوضح مثال على ذلك، حيث نجد أن البطل الوطني هو النجم فريد شوقي، صاحب العضلات المفتولة، المشعر في أغلب أجزاء جسده، بينما العدو ضعيف البنية، بشرته شديدة البياض، أملس الجسد، وما أن يرى البطل حتى يصرخ بصوت نسائي ناعم طالباً النجده ! .
المرأه فى الأدب العربى :
إن المرأه فى أى مجتمع ترتفع أو تنحدر بأرتفاع المجتمع أو بأنحداره ، وفى العصور التى أزدهر فيها المجتمع العربى ، أزدهرت المرأه العربيه ، وحينما أصاب المجتمع العربى الركود وخضع لحكام فاسدين رضعوا المبادئ الطبقيه الأبويه ، أنحدر حال المرأه العربيه، وفى عهد المماليك و الأتراك أنحدرت المرأه المصريه بتشدد و أنحدار المجتمع وفساد الحكام وتسخيرهم للشعب المصرى رجالاً و نساءً فى العمل المضنى بالزراعه ، أما نساء الطبقات العليا فقد حبسن بالبيوت مع أطفالهن وجواريهن وخصيانهن من الرجال العبيد، وفرض عليهن الحجاب بأسم الشرف والأخلاق والمحافظه على الدين ، وأختفت صورة المرأه القويه الشجاعه الذكيه من الأدب العربى،وظهرت صورة المرأه المحجبه عقلاً أو جسداً ، والتى لا يهمها من أمر الدنيا إلا المحافظه على أعز ما تملك وهو شرفها، وياليته الشرف الحقيقى بمعناه الأنسانى الشامل، ولكنه الشرف المحدود الضيق الذى لا يزيد على بضعة مليمترات ، ولم نعد نرى فى الأدب العربى الحديث بطلات مشاركات فى الحرب والسياسه والمبارزات العقليه الذكيه،وإنما نساء بيوت أو زوجات غريرات سذج أو عشيقات أو عاهرات،وأصبحت المرأه المرغوبه المحبوبه أو البطله المثاليه فى نظر معظم الأدباء المعاصرين هى المرأه الوديعه السلبيه،أما تلك الضعيفه الغبيه المطيعه فهى ذات الأنوثه الكامله،ولم تعد إيجابية المرأه أو قوتها أو ذكاؤها ميزه بل أصبح عيباً خطيراً يعزلها من بين النساء الطبيعيات، بل من بين البشر ،ويضعها فى مصاف الأبالسه والشياطين.